بقلم :
جائني شاكيا باكيا ومقهورا من جارته "فهيمه" فهي كما وصفها بانها دكتوره في كل مجالات العلوم والسياسه والاقتصاد وعلم الاجتماع والتاريخ والجغرافيا ايضا .
كما انها خبيره في النساء واسرارهن وتلميحات السنتهن .وتعرف اسرار بيوتهن .وما يطبخن في النهار وما يلبسن في الليل وهي لا تكف عن اعطاء النصائح له حتى لو لم يطلب نصيحتها وتعقب له دائما "بان النصيحه كانت زمان بجمل او بعير واليوم فان فهيمه تهديه نصائحها بدون مقابل".
ووصف فهيمه بانها رادار متحرك وله تسعه وعشرين هوائيا وثلاث شاشات من الكريستال الحديثه وجهاز تخزين للمعلومات له شاشه قديمه بالوانها الابيض والاسود تتخلها خطوط متداخله ومشوشه تجعل المعلومات في غاية القتامه . قلت له :يا بني انت محظوظ بهذه الفهيمه لانك ان استعصى عليك الفهم وضاقت بك السبل فعليك بهذه اللبيبه الفهيمه .
فصرخ في وجهي :كيف اكون محظوظا وهذه اللبيبه قد سودت عيشتي وجعلتني جبانا مترددا لا اقدر على اتخاذ اي قرار وليس لي رأي حتى في ارتفاع الاسعار وجعلتني ارى النهار ليلا والليل نهار. فقلت له كيف ؟فافادني انه عندما كان في الصف العاشر خرجت من باب شقتي فواجهتني على غفلة وسألتني لماذا ابدوا خائفا ومرتبكا وهل عندي اليوم امتحان في الرياضيات فاجبتها :لا ان امتحاني اليوم هو في تاريخنا العربي .
فاجابتني بكل ثقه :طيب وانت ليش خايف :انا اللي اسمي فهيمه و مش متعلمه بكرالتاريخ كر وانا مغمضه وعلى طريقتي .فاجبتها :لهذا انا خائف من التاريخ ومن اللذين يكتبون التاريخ .فقلت لها :الله يستر على ولاياكي خليني حافظ هالكلمتين الي درستهم وحفظتهم وبلاش يطيروا من راسي . واكمل وهو ينفخ في الجو كل ما في صدره من هموم وعذاب وقال :ان لفهيمه بنت صبيه وجميله وهي تلمح لي على الطالعه والنازله ان اخطب ابنتها.وانا خائف من ان تطلع البنت لامها لهذا فانني صارحتها بنيتي السيئه ان اتزوج من عربيه فقالت لي :يا ولدي من طين بلادك .
فقاطعتها وانا اعرف ماذا تعني باني سوف اطلب شاميه فقالت :يا قطيع الاهل .الشاميه بتشحدك الملح وهي لا تشتري غير الحومره والبودره وكل يوم كيلو قهوه عشان جلسة الصباح مع الجارات .صحيح انها تحب النظافه في بيتها ولكنك سوف تطارد صهاريج المياه كل يوم لانها سوف تفرغ تنكات المياه على الشطف والغسيل . فقلت لها :خليها مصريه اذن .
فافادت :المصريه نغشه وبنت نكته وما بتخلي ع القلب هموم فهي مثل اللعبه وكلماتها حلوه ودائما تضحك ودائما مفرفشه ولكنها يا بني مطهره .كويس عشان تذبح الحمام والزغاليل والبط وكل الطيور المحمره والمحشيه كمان .فقالت بوجه مكشوف :يا خايب والله انك عند المرقه راح تندم فلم افهم ماذا كانت تعني فالمهم ان تقفل الابواب امامي وانا مصر على فتحها فقلت لها :اريدها عراقيه .فقالت :انها اخت الرجال والماجده ولكنها خشنه طول في عرض .
فقلت لها : ومالي بطولها وعرضها وهل انا اتزوجها لاحرث عليها .فردت : وانت متزوجها مش عشان تحرث اقولك لا تحرث ولا تدرس بس اسمعها وهي تتحدث فسوف تطفش منها .اذن سوف ابحث عن عراقيه خرساء .ولماذا كل هذا العذاب لاعيش مع خرساء بلماء سوف اتزوج خليجيه .فضربت فهيمه على راسها وصاحت :اي هو انت بتقدر على بنات القبايل والعشائر .فقلت :خلاص سوف اشوف من ليبيا .فاجابت وهي تحط الحجاره في دربي :ولك يا مسخم ما انا عارف دبساتك ميه .الليبيه يا عين فهيمه مهرها عشرين بعير وخمسه كيلو ذهب .
ورعوة غنم ونعاج .فقلت لها وجدتها فالحل ان اسرح مع الحلال من الغنم والبعارين واشم الهواء واتعلل في بيت الشعر احسن لي .ثم انتظر حتى يصبح سعر الغرام من الذهب فوق المئه دولار وعندها ابيعها واتزوج والفرج قريب .
طيب يا فهيمه :ايش رايك ابعث الجاهه الى المغرب .وهنا سكتت ومصمصت شفاهها وقالت :الصحيح المغربيه مزيونه وللشغل مطلوبه وحكياتها مش مفهومه بس بتحب الكيف .فسالتها :اي نوع من الكيف ؟وهنا رايتها تصيح في وحهي :تدري انت راسك كبير ولسانك بدو قص .واحد قليل حيا .
في النهايه يا صديقي فان فهيمه قد اقفلتها من كل الابواب ولم ترى في المراه العربيه غير العيوب وهنا وحتى اقهرها اقترحت عليها الاتي :انني سوف افتح على اي موقع للزواج في الانترنت وسوف ابحث عن امريكيه حتى لو كانت عجوزا في عمر فهيمه المهم ان تكون غنيه ونايمه على الغله بتزوجها وبنستر وبنوبني من الحب والدراهم الخضراء جانب وربما احصل على الكارد الاخضر او الجواز الاخضر وهنا وجدتها قد استسلمت وقالت :طيب يا بني طريقك خضراء .
عندما خرج صديقي وودعته وقلبي ينفطر على حالته التي وصل اليها .لقد تعقد الرجل من فهيمه ومن استشاراتها ونصائحها .فبلاد العرب ان خليت بليت .ونساؤها بنات اجواد ورجال كرماء لاهم لهم الا الشرف والحفاظ عليه .وصديقي يريد ان يتزوج غربيه .
فتحت المذياع لاسلي على خاطري فوجدت صوتا عربيا يغني : انا طير في السماء