حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 102045

يحكى أن .. عائله فقيرة

يحكى أن .. عائله فقيرة

يحكى أن  .. عائله فقيرة

08-01-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

..... معلمه اللغة العربية في إحدى المدارس تصنيف الخمسة نجوم, طلبت من الطلاب في درس التعبير ( الإنشاء )أن يكتبوا موضوعا عن (عائله فقيرة) كواجب مدرسي بيتي. إحدى الطالبات التي ربما تكون ابنه أو حفيده لأحد المهمين من المسؤولين أو الأغنياء من سكان عمان الغربية ,( التي اتسعت وامتدت في الأعوام الأخيرة وأزداد سكانها الأثرياء بشكل ملفت للنظر , نعرف أن بعضهم من بعض الموظفين الكبار وبعض التجار الشطار والمواطنين المغتربين والأجانب من دبلوماسيين ورجال أعمال , والمهجرين الأغنياء من أوطانهم ... ولكن الكثير من السكان أسباب وجودهم وثرائهم غير مفهومه؟ ). كتبت هذه الطالبة في سياق موضوعها عن (الأسرة الفقيرة )ما يلي : ( ...كانت تسكن الأسرة الفقيرة في قصر متواضع , وكانت سياراتها قديمة , وكانت خادماتهم فقيرات , وكان سائقهم فقيرا . وكان الطاهي فقيرا وكان البستاني فقيرا وكان الحارس فقيرا...هؤلاء اعرفهم جيدا , إنهم يسكنون في جوارنا ... يا حرام إنها أسرة فقيرة جدا ...) , كان هذا ما تتخيله الفتاة عن العائلة الفقيرة , ولربما تكون قد تلقت المساعدة في كتابة هذا الموضوع.. من أمها آو أبيها أو أحد أشقائها بسبب غياب ( المدرسة الخصوصية) ,وربما تكون هذه القصة قد حدثت بالفعل أو أنها متخيلة , وهي تشبه إلى حد كبير قصه (ماري انطوانيت) مع المتظاهرين المطالبين بالخبز , التي استغربت سبب هذا التظاهر ...ونصيحتها المشهورة للمتظاهرين أن يأكلوا بدلا من الخبز ( بسكوتا )؟؟؟. الفقر بحد ذاته ليس عيبا( ما عيب إلا العيب ) ,وخلق الله سبحانه وتعالى الناس درجات , ولكن من حق الفقير أن يحتج على فقرة , ومن حق الناس في الطبقة الوسطى أن يرفضوا بشدة أية إجراءات من شأنها الانزلاق بهم إلى هاويه الفقر , ولكن , لا أحد يستطيع الحديث عن الفقر والفاقة والجوع , أو أن يفهم معاناة الفقير إلا الفقير الذي عاش هذه التجربة وضاق مرارتها وقسوتها ,وأفطر وتغدي وتعشى خبزا وشايا فقط ( عندما كان السكر رخيصا ), واكل.. برغلا و عدسا ورشوفا (محسنا باللّوف المقلي)وقرناس وبحته.... وتفكه بالديفور والدوم والخروب..... وشبع مما تنبت الأرض من السعيسعه والشومر والدر يهمه, والكعوب والمرار ... وتحلى بالمعقود .. والقطين والزبيب... وتداوى بالشيح والقيصوم والجعدة ... الخ وما شابهها من المأكولات والمشروبات ...والتي مازالت بقاياها في أمعائه ( هذه .. المصطلحات لن اشرح معانيها ... لان المقال مخصص للفقراء فقط ) ,فالجرح لا يؤلم إلا صاحبة ,( وإلى تحت العصي مش مثل إلى بعٍد بآيها ) ,فربما تستطيع أن تقرأ مئات الكتب والدراسات وتحضر الندوات والمحاضرات عن الفقر وجيوبه , ولكن لن تستطيع تعيش الإحساس الذي يحس به الفقير لليلة واحدة , ينام فيها هو وعائلته جائعين شبه عراة تحت سقف يرون منه السماء . الذي عاش حياة الفقر والجوع والبطالة في البوادي والقرى والمخيمات وبعض أحياء المدن , فيما مضى أو كان قريبا منها ,يعرف كثيرا مدى تأثير رفع الأسعار ومعناها وتأثيراتها على الفقراء , نعم صحيح أن أبن الوزير ربما يكون مؤهلا لان يكون وزيرا, وقد عاش في بيت سياسي , كما قال أحد المسؤولين السابقين , ولكن ليس كل أبناء الوزراء كذلك , فلا يمكن لابن الوزير ( الذي ولد وفي فمه ملعقة ذهب ) أن يكون كأبية الذي عاش تجربة الفقر والجوع أو خالط الجياع وعاش معهم , وتدرج وكافح وصبر حتى صار وزيرا ,كما أنني لا أقلل من قدرة وكفاءة وعلم الإصلاحيين الجدد , والديجتليون ( البتيون ) من بت (وليس البايت الذي يساوي 8بت), حليقي الرؤوس , بعضهم من أبناء الذوات والأغنياء الذين تعلموا افضل العلوم والنظريات في الغرب , وجاءوا مخلصين ومتحمسين لتطبيقها , ولكن المأخذ عليهم , انهم موغلون في التنظير والنظريات , وينظرون إلى المجتمع بتعالي وفوقية واضحة ,ولم يعيشوا تجربة وحياة أبناء البلد ولا عاشوا مشاكلهم , فهم فقراء في معرفتهم عن المجتمع وعاداته وتقاليده وقيمه ...وفقراء في معرفة التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمنطقة والبلد ( بعضهم حتى لا يستطيع أن يلفظ أسماء قرى وبلدات أردنية بشكل صحيح ) وفقراء في معرفتهم عن الأخطار ألا منيه والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية المحدقة به من كل جانب ,ومعرفتهم عن الفقر والبطالة والجوع ...كمعرفة الطالبة التي كتبت موضوع الإنشاء أو معرفة ماري انطوانيت عن الجوع ... فقط يهمهم... التغيير....اقتصاد السوق والبز نس ومقاييس الربح والخسارة... والجندر ..وغيرها من المصطلحات الحديثة , التي ابتكرها الفكر الرأسمالي الغربي تحقيقا لمأربه الخاصة به . لسنا في حالة ترف لكي نعطي هؤلاء الشبان الصغار( بدري عليهم ) من أبناء وبنات الأغنياء والوزراء فرصه لإثبات الذات , وعمل التجارب فقط... ونعم البلد يحتاج للتطوير والتغيير والإصلاح, وهي متخمة بالكفاءات العلمية والعملية الناضجة الواقعية , من المواطنين العاديين , والذين درس وتعلم أكثرهم في أرقى الجامعات والمعاهد العلمية العالمية والمحلية ويمتلكون من التجارب والخبرات والمعرفة والاطلاع على ظروف أهلهم وبلدهم... هؤلاء لو استطعنا التخلص من الفساد والمحسوبيه والواسطة والشللية... وتم الأخذ بأيديهم والاستفادة منهم فإنهم لديهم ما يؤهلهم لتحمل المسؤولية والعمل بتفاني وإخلاص ,في سبيل الإصلاح والتطوير والتحديث . وعندما نعرف كيف نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ الذي يستطيع تشخيص المشاكل بدقة وشفافية ويضع الحلول الواقعية المناسبة لها , عند ذلك فقط ,من الممكن أن نبدأ من جديد في طريق مستقيم , سهل , واضح المعالم والشواخص , متجاوزين عن كل المطبات والتحويلات والمتاهات والدوائر المغلقة.   

 








طباعة
  • المشاهدات: 102045
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-01-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم