18-04-2008 04:00 PM
أعلن على الملأ في عطائك الإبداعي أنك دوماً للأجيال منحة كلمة طيبة ( أصلها ثابت وفرعها في السماء ) فترجمت موهبتك الأصيلة مواقف ورؤى ثقافة شاملة ، حملت الخلق والدين والالتزام والمصداقية في صفحات الحياة ، تلك الحياة التي عشتها قائماً في الليل ، واقفاً على مشارف النهار ، حاملاً لأمانة العمر الشريف والفكر النظيف ، حتى لكأنك تيممت بقسم العهد أن تعيش مثال الرجال الوطنيين المتميزين عن غيرهم بنصاعة الفكر والدين ، تعيش النقاء والخلق الكريم ، بهدوء ترافقه ابتسامة لا تنطفئ ، وصوت لا يعلو على عنق وحنجرة عابقة بذكر الله وكلمات التقوى والصبر ، وروح مؤمنة زاهدة بالدنيا ، لكنها مغمورة دفاقة بالحياة وحب اليوم كأنه الأبد ، وانتظار الوداع بعطر الإيمان كأنه كل يوم في حياتك المحترمة الريانة بالورع والسهر والعمل والتفكير !! عرفت الرجل المثال كمال رشيد منذ نيف وعشرين عاماً أخاً وكاتباً وشاعراً وعرفته مفكراً ملتزماً ، وعرفت فيه الخلق والمواقف الثابتة المتزنة في العمل ، وهو في زاوية المنهاج في الطابق الثاني للمناهج في جبل الحسين ، يرافق أخاه الدكتور احمد حياصات ( أبو إيهاب ) الذي كان مديراً للمناهج آنذاك ، ، ويرافق أخاه المبدع الإداري والشاعر أحمد سليم حسن ، وعرفت في كمال رشيد الرؤية البعيدة للأفق والأناقة العقلية ، والمعاملة الأخوية الجميلة الواضحة الروح ، وهدوء الشخصية المرنة في تعاملها وإدارتها للمواقف والحياة ، وقد لفت نظري في ذاك المكان ، حجم المودة المضيئة بين المديرين في نفس المديرية ، وكيف كانت البشاشة والابتسامة تتألق على جباه الرجال ، مما فقد بل ضاع الآن وتزحلق من على أكتاف الكثيرين في المواقع ، نعم لقد كان سر الخلق والصدق والدين ، واليوم ربما هو كثرة التزييف والولع بالوظيفة والمنصب والزمالة المحترق في غيرة المنصب ، نعم لقد كانت الدنيا غير هذه الدنيا ، كأننا نتحدث عن ألف سنة مضت ، وما أبعدها من عشرين سنة ، ؟؟ وكانت سنة 1987م بالنسبة لي فتوة التأليف وصدور كتبي الشعرية ، وكنت قد توجهت للمناهج لتسليم مؤلفاتي للمناهج في التربية ، فجمعني مع الدكتور احمد حياصات وشربنا القهوة وتعرفت على رعيل من الرجال الأكابر في الفكر والمواقف ، أيام كانت المبادئ تعج بالصدق والهيأة العلمية في البشاشة والالتزام ، وتحدثنا عن الأدب والشعر والحداثة ، وأبهرني وأدهشني هذا الرجل الملتزم الصاحب الدين والرسالة في المبدأ والتربية ، أنه حداثي ورجل مبدأ ومسلم الأخوية كأنه في تيار عارم الصلاة والذكر والكلمة الربانية الخالصة في كل لحظة من حياته ، يعيش الأدب والفكر والشعر والوعي وتربية الأجيال والعلم والأسرة والحياة ويعيش الوطن والقضية كأنه ألف نفس وروح في صدر رجل واحد !! أهداني ابو بلال كتابه ( شدو الغرباء ) وأنجز لي معاملة كتبي عرس الشهيد والقلب الخداج وحسن الفلسطيني وكتابي الأسير وكتابي مرثاة النسور ، ولم يتركني اكمل المعاملات ، بل راح ينجزها وبكل هدوء وخلق متميز رسخ هذا المثال في معرفة وذاكرة أدب واحترام وصل حدود الأخوة الراقية ، كأنه أخي ابن أبي وأمي !! لم يتغير الأديب الكبير والمفكر ، الرجل المتمكن من رسم شخصيته التربوية الورعة المستقرة في نزاهة الحياة المثال !! لم يتغير عن لب القلم وقسم نون والقلم وما يسطرون ، ولم يترك الوجع في سهره ونهاره ، والألم الأمانة في عنق العمر الشريد !! ظل أخي الشاعر الأديب كمال رشيد صاحب نهج ومقال في جريدة الدستور لا يتوقف عن سبر أغوار القضايا بشمولية الفكر اللامنحاز وباعتدال العقل ونقطة الثبات والقوة في وسطية الارتكاز ، وحمل عذاب التفكير والكتابة وحمل هموم الدنيا السياسية وفلسطين ، وظل محافظاً على القوة في العقل والثبات في المقال بتميز ، ومنهج تفكير ، في صفحات لن تمحي ولن تزول بطيبة وعطر عطائه !! رحمك الله ورحمنا معك والله يسكنك فسيح رحمته وجناته يا أيها الفذ المثال
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-04-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |