08-01-2008 04:00 PM
يحلو لي في أوقات عديدة الغوص في ما لدي من أوراق ورسائل ..فهي المحطات التي استعيد فيها ذاتي وأراجع من خلالها مواقفي وأقارنها بالحاضر الذي أعيشه. من بين تلك الأوراق عامود "ممنوع الصمت" الأسبوعي الذي كانت بداياته في 10/10/1994 العدد السادس والعشرون من صحيفة المجد الغراء؛ وعلى الصفحه قبل الأخيرة. ربما تغير مكانه باستثناء بعض الأعداد كنوع من هجوم الإعلان المباغت على مكان المقاله وهذا فقط ما كان يقلقني. وعندما عدت للكتابة من جديد مثقلاً بوجع وتذكر عدم صمتي مستعيناً باسم زاويتي "ممنوع الصمت"والتي اقترفت كتابتها أكثر من أربع سنين وحرصاً مني ولحبي الشديد لصحيفة المحور وخاصه رئيس مجلس الإدارة ومديرها الأخ والصديق هاشم الخالدي الذي أمعن في حبه لشخصي فانسحب من كتابة مقالة "بطلت تفرق" ليُفعل في نفس المكان رسالتي الشخصية له، كان لكل ذلك طيب الأثر فبدأت مشواري معه أقصد مع هذا الصرح الإعلامي المميز وأنا كليّ يقين أنه المكان المناسب فكتبت بداية في أمور الدنيا الى أن تطرقت لموضوع عام غل عقلي وقلبي وإنتمائي ثارت الدنيا وكأني ألعب بالنار من فئات تمارس الحجر على الأصوات الحره والتي تعيش ضمن العقليات التي ما زالت قابعه في شرايينهم التي يبدوا أنهم استوردوها معهم .. أو كأنهم رضعوها مع الحليب كثير الدسم ويستحيل عليهم الإنعتاق منها. حتى يجعلوننا نتسائل هل يلزمنا ملاك من عل ليزيح العقم الذي استعمرنا كما أزاح الصخرة عن ضريح سيد الساده ؟! وصلتني رسالة أمس الأول ثم مكالمة هاتفيه في الرساله مكتب الآتي : "عزت من الظلم والتعسف أن تتم تصفية واسكات الأقلام الحره ومن العيب وسخرية القدر أن يبلغ الأوغاد ما يصبون إليه فاسكاتك هو كل ما يسعى إليه المارقين والمرتزقه؛ أناشدك يا صديقي أن تصمد في ثورتك ورجائي أن لا تترك قضيتنا مع البيلاطوسيين الإنجيليين الذين بفضلهم لا ريب ستخرج من أيدينا فندخل كلنا في الفناء وتنتصر الأفعى الصهيونيه وتلتف على أعناقنا حتى الرمق الأخير وتصبح صهيون السيف المُسلط على رقابنا".
أما المكالمة فقد كانت من صديقي الوفي والطيب أبا زيد الذي شجعني على معاودة ممارسة فعل الكتابة فعل الحُب وأنهى بكلماته الرقيقة وقال لي : "أكتب يا قسوس لأن الله معك ونحن معك فلا تخف .. " الرسالتان كانتا تأييداً لموقف أنا إقترفته وأتحمل مسؤوليته لذلك أقول بأنني لن أحيد عن مواقفي الذي تشكل العامود الفقري في مسيرة حياتي بداءاً منذ توجهاتي الأولى أوائل الثمانينات حين إرتضيت السير في طريق عشق الحرية التي علمنا إياها السيد له كل المجد، وحُب الإخوة كما إرتضيت أن أتابع الطريق من خلال دراستي وقراءة الكتاب المقدس؛ بعمق وروية والذي يتمحور حول هذا العشق وذاك الحب وعلى هذا النمط سأتابهع إحترافي بالكتابة والسؤال والإستفسار والإستنتاج؛ إيماناً مني بحرية الرأي وبثبات الموقف مهما تكالبت الظروف وتتابعت سياط القمع والتشكيك في إيماني وتجريحي في أموري الشخصية وتهديدي من خلال ابنتي التي لا تحمل فكري ولم أكن يوماً من الأيام أداة قمع لها حيث قمت بفطامها لتخط لها طريقاً خاصاً ربما جاء في غير صالحي كانت مثلهم تماماً غير أنها على عكسهم أيضاً فهي لا تعرف معنى الكراهيه والنزق والإستخفاف بالإخر وتحب لأنها تحب وتفكر دائماً بصمت وعفوية "لك الله يا فاتن .." وقد باركت مسيرتها من باب ديمقراطيتي التي يجهلها المنافقين.
أقول هذا بعد أن شارف العمر على حواف نهاياته ولم يبقى أمامنا سوى مواصلة السير بوضوح بعد أن افتقدنا الوضوح في ظل أوضاعنا الإنجيلية المهترئة فلا مهادنه أبداً على حساب حُب المعلم – له كل المجد – ولا تراجع عن عشق حريته "إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً" حرية بالرأي والقول والفكر وما دامت لنا قدرة الإمساك بالقلم بيدنا سأظل أكتب دفاعاً عن تلك القيم التي آمنت وعشت من أجلها وقدمت التضحيات أقصد (الطفر المادي) في سبيلها مستعيناً بقول الكتاب "أن محبة المال أصل لكل الشرور" هكذا كانت البدايات وهكذا ستستمر وعلى هذا النمط حتى أن يُكتب لي الرحيل مع كل الإيمان المطلق بأن الكثيرين ولا أقول الجميع ممن تعنيهم المواقف وممن يعشقون الحرية وحب الوطن سوف يتابعون المشوار معنا أو من بعدنا رغم ما يمكن أن يلاقينا أو أن يلاقيهم من صعوات لأن الحرية تستحق منا أن نضحي من أجلها.
وفي أية حال سيأتي يم يحاكم فيه هؤلاء وكل المتصهينين على صهيونيتهم المقنعه بإسم الرب الرب وقد قاربت أحياناً حدود الخيانة فهم لم يحالفوا فقط الدولار؛ بل أخذوا على أنفسهم تحويل الكنيسة من جامعه رسوليه من خدمة الشعب المسيحي في الأردن، الى جمعيات ثقافيه وجماعات صغيرة مفتته مشتته في خدمة سيدهم في الخارج. ولنا لقاء.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-01-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |