19-04-2008 04:00 PM
سرايا -
الكويت- سرايا – من عامر الحنتولي - تحرز الماكينة الإعلامية لحركة حماس، التي تهيمن على «السلطة» في قطاع غزة، نجاحات لافتة عبر ضخها عشرات التقارير يوميا، التي تسلط الضوء على المأزق الإنساني الصعب الذي يعيشه القطاع الأكثر كثافة سكانية في العالم، والأضيق أيضاًً كبؤرة جغرافية تعج بالمتناقضات السياسية والاجتماعية والدينية .
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أطلق أمس الأول إشارة لافتة مرت مرور الكرام في وسائل الإعلام، دعا فيها قيادة «حماس» الى فك ارتهانها بالأجندة الإقليمية في إشارة ضمنية الى الرابط السياسي مع إيران وسورية .
ويقول سياسي فلسطيني رفيع بدا مستقلا عن حالة التجاذبات السياسية فوق الساحة الفلسطينية «إن لدى أبومازن معلومات استخبارية لا ترقى إلا الشك بأن الضجيج السياسي والإنساني الذي تمارسه حماس عبر أذرع لها من الهيئات الإنسانية والحقوقية ما هو إلا ضباب يغطي أوامر إيرانية وسورية صدرت لقادة حماس في الخارج بتغيير قواعد اللعبة واستخدام قاعدة «الهجوم أفضل وسيلة للدفاع» في وجه مخطط إسرائيلي يرمي الى تصفية حركة حماس، واحتلال قطاع غزة، وهو ما يعني خسارة دمشق وطهران لشوكة ظلتا تغرسانها عند الحاجة في جسد إسرائيل ».
ويقول السياسي الفلسطيني لـ«الجريدة»: «إن حركة حماس لا تقصد البتة الحدود مع مصر وهي تتوعد بالانفجار لكسر الحصار، بل تقصد الحدود بين الضفة الغربية وقطاع غزة التي تهيمن عليها إسرائيل، لكن حماس - والكلام للسياسي الفلسطيني - تؤثر تحشيد الضبابية حول وجهتها كي لا يتطلب الأمر استعدادا إسرائيليا من شأنه إفساد الطبخة الحمساوية التي أعدت في المطابخ المركزية الاستخبارية في دمشق وطهران ».
وفي حال تقديم «حماس» طبخة من هذا النوع فإنها حتما تهيئ الأجواء أمام انقلاب ثان على شرعية أبومازن وتصفية لسلطته في معقل «فتح»، وتهدف لا محالة أيضا الى الزج بثقلها الديني والشعبي في الضفة الغربية، لنقل أسلحتها وصواريخها الى المدن الفلسطينية المتاخمة للمدن الإسرائيلية، لتبدأ من هناك «هواية» إطلاق الصواريخ على هذه المدن، ما سيشكل ضغطا رهيبا على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية التي قد لا تنجح في حماية آلاف الإسرائيليين الذين سيكونون تحت رحمة صواريخ «حماس ».
وربما يدفع هذا السيناريو -إن تحقق- القيادة الإسرائيلية الى الرد بارتباك وتوسيع جبهة النزاع لتطال دولا في الإقليم مثل سورية وإيران، بسبب يقين لدىها بأن جسد وذيل «حماس» تحت أسنانها في غزة والضفة، لكن رأسها الذي يصدر التعليمات والأوامر موجود في دمشق، وقادر على إعادة الالتحام مع الجسد، كما يحدث في المسلسل الكارتوني الشهير «مغامرات الفضاء غرندايزر ».
ويقول قيادي في «حماس»، تترصده أعين إسرائيل فاستخدم «الإيميل» وهو يعلق على السيناريوهات أعلاه، «انقلاب غزة تم استنادا الى خطوة اضطرارية، ولم يكن مخططا له حتى قبل ساعة من حدوثه، حين رأينا نساء مجاهدينا في المعتقلات على أيدي عصابة « فتح»، التي كانت تعتدي على أعراضهن لمساومة أزواجهن في المعتقلات ».
ويتابع القيادي الحمساوي: «قد نكون مضطرين ثانية الى الحسم في الضفة الغربية، لأن العشرات يعتقلون يوميا وبعضهم يموت من دون إعلان تحت التعذيب في غياهب معتقلات المناضل أبومازن... ولا نكتم شيئا عما قدمناه لقادة عرب بالأدلة التي تؤكد تفاهمات فتحاوية-إسرائيلية على قتل قيادات من حماس، ومؤامرات على السلم في قطاع غزة الذي لم يكن موجودا في عهد عصابات فتح ».
ويختم القيادي في «حماس» بالقول: «انفجارنا سيكون من أجل لقمة العيش التي تختفي من متاجر غزة برضا وتواطؤ عربيين، ولا نخطط لاحتلال الضفة، ولا نرتهن لأحد أيا كان ».
(بالإتفاق مع صحيفة "الجريدة" الكويتية)
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-04-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |