19-04-2008 04:00 PM
مع احترامي لكل من تناول الخبر بالتعليق وإبداء الرأي.. أعني قرار اتحاد كرة القدم إقامة مباراة الفيصلي والوحدات بلا جمهور تلافيا للشعارات التي تمس الوحدة الوطنية.. أود أن أنظر إلى الخبر من زاوية مختلفة.. دلالات خبر كهذا تحمل في طياتها اعترافا خطيرا جدا .. وهي أول مرة نرى فيها جهة رسمية تمارس المكاشفة التي تكلمنا عنها طويلا بوصفها حلما .. إذ يعترف القرار ضمنا أن ما نتكلم به من وحدة وطنية ليل نهار.. وأردن موحد من شتى الأصول والمنابت.. وما إلى ذلك من هذا الكلام ليس إلا إنشاء وأغاني وشعارات.. أما التربية الحقيقية التي ينشأ عليها الطفل ويكبر عليها ويبقى يمارسها في حياته ونظرته للأشياء فهي بكل أسف فئوية قاصرة .. لذلك فإن شخصيتنا الوطنية في الأساس ليست ذات ملامح واحدة .. وهنا في الخليج تتجلى نتائج تلك التربية في كل التعاملات .. السوري يقول: أنا من سوريا فقط إذا سألته من أين أنت.. اللبناني يقول لبناني.. المصري يقول مصري.. الأردني فقط هو الذي يقول فلسطيني بجواز أردني.. أو.. أردني أردني.. هذا الخلل التربوي نهتف جميعا ضده.. ونلتف عليه.. ونخفيه.. (ونمكيجه).. وكلنا يمارسه .. وما يجري في المباريات ما هو إلا واحد من إفرازات تلك الحالة غير الصحية والتي تنبئ عن فشل تربوي خطير.. كل ذلك لأننا ((شعب وحكومات وأحزاب ومنظمات وجبهات وجماعة إسلامية)).. اعتدنا على دفن الرؤوس في الرمال.. ولم نستوعب درس (الدمل) الذي لا يبرأ بكتم الجلد من فوقه .. بل يبرأ بفتحه وكشفه وغسله وتعقيمه من الداخل.. وتولى إعلامنا الرسمي مهمة وضع المكياج على الدمل لئلا يراه أحد من العالم خاصة الغرب.. مع أننا نواجهه يوميا أينما حللنا وارتحلنا.. في الخليج بالذات تتبدى ظاهرة التفريق بين الأرادنة في المنبت على أشدها.. وللأردنيين حضور في فعاليات اقتصادية مختلفة .. وحين يتعرضون لمساعدة شخص في توظيفه بعمل ما .. فإنهم أول ما يقومون بفعله هو فرز منبته .. فإذا طابق هواهم ساعدوه .. وإلا فلا نصيب له عندهم.. في الأردن الكثير من هذه الممارسة فيما يتعلق بالعمل . في التعيين بالقطاع الخاص .. في فرز المرشحين للعمل في قطاعات كثيرة.. حتى في فرز المستحقين للمساعدات التي تقدمها جهات تلبس قناع الإسلام.. هذا واقع الاعتراف به والمكاشفة به ليست عيبا ولا خللا.. العيب هو كتمانه والتعامل معه على أنه افتراء على الواقع..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-04-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |