10-04-2012 04:23 AM
بقلم : هاشم الخالدي
ما زالت الحكاية مستمرة.... فقد علمتني الحياة ان حماية الجبهة الداخلية وتحصينها هي المنفذ الوحيد لمواجهة العواصف والزلازل ، لكنني اعترف ان من اختارهم احياناً يخذلونني ويضعفون جبهتي الداخلية.
سأروي لكم اليوم قصة شاب اسمه "حليم" سبق ان عمل في مكتبي بوظيفة مراسل ثم غادر المكتب معتقداً ان وشايات زملاءه قد اطاحت به كما يقول ويدعي... ولان والده خدم ذات سنوات خلت مع والدي ، فقد قررت اعطاء "حليم" هذا فرصة اخرى كي يثبت وجوده.
كان "حليم" هذا شاباً طموحاً .. اعجبت بدمانته وحسن اخلاقه وطيب معشره وملامح وجهه الطفولية وابتسامة الوادعة وقلبه الابيض واعتقدت انني حصلت اخيراً على الموظف المثالي كي اسلمه امانة صيانة المكتب ،فقمت بمكافأته وتعيينه مسؤولا عن صيانة المكتب ومسؤولاً عن ادارة البوفية تاركاً له صلاحية اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة لتحسين وضع المكتب من حيث الصيانة والنظافة بحكم ان مكاتب الموظفين وكراسيهم التي يجلسون عليها اصبحت بحاجة ماسة للتصليح شأنها شأن الطرق وان نظافة المكتب تحتاج الى عمل دوري دؤوب كي احافظ على مكتبي ليبقى واحداٌ من انظف واجمل مكاتب العمارة .
ابتهج "حليم" وبدء عمله الفوري فازداد قلبي ارتياحاً لعمل الرجل الذي سبق له العمل في ذات الوظيفة قبل سنوات ....لكنني فوجئت بعد ايام عندما اسمع تململاً من عمل "حليم" فأعتقدت ان غيرة الموظفين هي من تدفعهم للشكوى ضد الرجل وحين ولجت الى التفاصيل ذهلت من القرارات التي اتخذها "حليم" هذا الذي استغل ثقتي ومحبتي لوالده وبدء يصدر قرارات عرفية ضد زملاءه انتقاماً لما يعتقد انهم كانوا السبب في ازاحته من العمل ذات خريف مضى.
بدء "حليم" باعادة إنتاج نفسه في المكتب مجدداً ...فقد عمل على اقناعي بإعادة موظفين سبق لهم ان طردوا من المكتب بتهم الفساد ونقل اخبار الموظفين لمكاتب اخرى مجاورة لمكتبي ، واقنعني ان عودة هؤلاء هو من اجل ازالة الظلم الذي وقع عليه ، ولم اكن ادرك ان "حليم" كان يعمل على تكوين "شلته" الخاصة في المكتب من اجل ان تقوى شوكته ويتحقق حلمه بتصفية موظف يدعى " هيثم" لطالما كان هذا مخلصاً في عمله.
استمرت اخطبوطية "حليم" بالتوسع والانتشار وبدء بمعاقبة الموظفين والتحكم بمصائرهم فمن ليس معه يحرم من الشاي والقهوة وصيانة مكتبه ومن يدخل في "شلته" المزعومة يحصل على كافة الامتيازات والعلاوات.... هكذا كانت تجري الامور.. تخيلوا .
ذات صباح صعقت بوجود شاب جديد يداوم في المكتب وبعد ساعات لاحظت شاباً اخر وحين سألت المدير الاداري الزميل زيدون الحديد عما يجري ابلغني الاخير ان عطوفة "حليم" قام بتعيين هؤلاء برواتب خيالية من اجل مساعدته في مهامه الموكلة له وان كشف الرواتب الجديد موجود على مكتبي من اجل الصرف.
داهمني الغضب فجأة فقد كان من المفروض على "حليم" هذا ان يقوم بتحسين الاوضاع المادية القاسية للموظفين الذين يعانون ليل نهار في تنظيف المكتب لا ان يقوم بصرف رواتب خيالية لموظفين جدد وحين واجهت "حليم " بهذه الحقيقة حاول استغلال ابتسامته الصفراء ووجهه الطفولي القبيح معتمداً على كذبه خبيثة بأن زيادة الرواتب من اختصاص الموظف "هيثم" وهي بالتأكيد ليست كذلك ، فأدركت حينها ان "حليم" هذا اصبح اخطبوطاً قاسياً وادركت ان ملامح وجهه الطفولية كانت خدعة كبرى وان قلبه الابيض تحول الى سواد داكن بفعل انزيما الانتقام التي حولت مكتبي الى نار جهنم بسبب انشغال الموظفين بحروب "الردة" التي شنت على كل من يقول " لحليم" كلمة .. لا .
بالمحصله فقد علمتني الحياة ان لا انحني لألتقاط شيء سقط مني ... واعتقد ان " حليم" هذا ... سيسقط سريعاً ... هل وصلت الرسالة ... اتمنى ذلك.
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-04-2012 04:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |