19-04-2008 04:00 PM
ما حدث في مثل هذ اليوم قبل خمس سنوات هو جريمة تمزيق دولة وليس تحرير شعب واغتيال تاريخ واغتصاب حضارة واذلال للشعوب.
قبل خمس سنوات وفي مثل هذا اليوم اسقط تمثال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بمسرحية سخيفة ابطالها الحالمون بديمقراطية مزعومة وشعارات جنة عدن الموعودة وولادة حرية اخرى.
ولكن يا الله ينقلب السحر على الساحر ولم يبق في جعبة الحاوي سوى حفنة من الاكاذيب والاقاويل
هل كان غزو العراق من اجل النفط?! الادارة الامريكية لا تزال مصرة بان اهدافها كانت نبيلة وانها جاءت من اجل تخليص العراق من الديكتاتورية ونشر الديمقراطية ? ولكن اي مراجعة بسيطة اظن بانه لا يختلف عاقلان ان مسيرة الاعدام الخمس الماضية ستثبت العكس.
خمس سنوات من الاحتلال مضت بمرها ومرارتها وقساوتها ليحدثنا العراق اليوم عن اوقات مظلمة سيطر عليها مشاهد حصاد الموت المتوحشة واذا ما تصفحنا تاريخا لن نجد تاريخا ستتداوله الاجيال ليتحدث عن ازهاق وقتل اكثر من مليون عراقي ولم يسبق ولن يحدث ان حدثنا الرواة بان بلاد الرافدين دفعت بشعبها الى هجرة مليونية تجاوزت اربعة ملايين عراقي هربا من حرية الغزاة الجدد ووعود البيت الابيض.
وبعد ان مل العراق بكافة اطيافه وعود »بوش« الصغير بنشر الديمقراطية المزعومة وجنانه التي زجت ببلد مقتول من الوريد الى الوريد للهاوية.
وبعد ان شارف بوش على مغادرة البيت الابيض لكنه لن يغادر ذاكرة العراقيين والعرب لحقبة طويلة لانهم لم يروا فيه حقدا على مدار سنوات الاحتلال لتأكل الاخضر قبل اليابس.
بعد كل هذا بغداد اليوم تستعد لتسلم قلادتها الدامية الى جورج بوش مبشر الحروب وصانعها ليقلد بها عنقه ليستذكر بغداد ولياليها السوداوية الممتدة من ايار 2003 حتى اشعار اخر اسمه موعد انتهاء المهمة.
مهما حاولنا طمس الذاكرة فالتاريخ والاجيال لم يعد بمقدورها نسيان ما حدث في صبيحة »5« من نيسان لنرى اهلك يا بغداد العرب وهم يكتبون بدمهم اخر سطور المجد والكرامة.
صباح الخير يا عراق... سلام عليك يا بغداد الصمود بغداد الكبرياء والمجد ماذا ينفع التاريخ من دون حاضر ماذا تنفع امجاد اجدادنا اذا نحن بها نتاجر - ماذا وماذا وما بقي عندنا شيء!! كم اعزي نفسي واكذب عليها فليس ثمة ما اعزيها به لان كل ما حولي مذهل ومهين فدماء الابطال دون ثمن وقد سكنت ونحن ماضون في شبجب واستنكار ودماء الجبناء من شدة ذلها عفنت ارض الرافدين هذا هو حالنا المتضجر منا ومن حالة مسلمين امرنا ونقول بالامس كنا الان ادركت كيف يكون الموت يوم تاريخ الميلاد وان الشعور والاحساس مقتصر على بعض العباد...
بت اخشى من ملاحقة الذكريات حيث ظل بكاء طفل بداخلي متى ارجع اليك يا عراق بذات الصباحات التي تناديك فيها فيروز سابقا ايها السادة بت اخشى بأن يأتي يوم يلعنكم احفادكم في قبوركم....!!! حتى اشعار اخر(
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-04-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |