حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10048

الحق على الشباب وليس على السياسة

الحق على الشباب وليس على السياسة

الحق على الشباب وليس على السياسة

21-04-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
أتمنى أن تترك كلمات الملك الساحرة والحاسمة التي خاطب بها طلاب جامعة اليرموك أثرها في عقول الشباب وهو يتدخل شخصيا ويربطهم بالديوان الملكي إذا ما تعرضوا لأي تهديد يمنع اشتراكهم في الحياة السياسية والحزبية ،فليس الملك وحده من يضع آماله على الجيل الشاب بل كل المجتمع ينتظر من هذه الفئة العمرية المسلحة بالنشاط والإطلاع التقني أن يحمل التغير نحو الأفضل لمجتمعنا بعد أن انتظرناه طويلا . فثمة نقلة رقمية جعلت فرقا شاسعا بين كل ما سبق عصر الانترنت والفضائيات وما سبقها وكأن التاريخ سوف يشكل تدوينا جديدا له يسمى ما قبل وبعد العصر الرقمي ، والجيل الشاب ولد في هذه الفترة الذهبية الرائعة ، وصرنا نرى أطفالا يتميزون في هذا العالم الخارق ، وملئت جامعاتنا من الذكور والإناث المتفوقين أكاديميا ، وظل الانتظار في الأنفس لتغير منهجي حياتي بدأ جيل شبابي ما . الجيل الجامعي الشاب في الأردن ينبئ بمستقبل علمي جيد لما يمتلكه من تطور علمي حقيقي ، وإتقان للمناهج التي يتلقوها ويتحدون الشكل الكلاسيكي لأسلوب التدريس الجامعي الذي يجعل من الطالب رضيع مأسور لإدرار مدرسه ، ويقع تحت فريسة متطلبات الجامعة والكلية والتخصص والتي في معظمها لا تفيد دارسها ،بقدر ما هي مواد تستهلك جهده ولا تفيده سوى معلومات يحفظها جيدا ويتقن وضعها أسفل أسئلة ورقة الامتحانات . والسؤال الأهم هل يقدر شبابنا الجامعيون هذا الأمل المنتظر منهم ، فما نلمسه خارج متطلبات الشهادة ينبئنا " بلا " وأنهم غير ممنوعين عن السياسة بقدر رفضهم لها وأقولها و قلبي يتفطر ،فعندما نلحظ أن جل اهتمام هذا الجيل محصور بأشياء شكلية كتسريحات الشعر ومواده تجميلها وإيقافها ، وإذا تثقف فإن معلوماته سوف تحصر في الدوري الأسباني أو الإيطالي ، وعندما نجد فتياتنا حفظن كل أسماء الستار أكدمي وكل مطربي العرب ، ولم يعدن يحفظن اسم مثقف واحد ،أشعر أن هذا الجيل الشاب سوف يخذلنا ،ولن يحقق التغير عندما أجد الساعات تضيع هباءً مستغلين رقم السوبر المجاني أو التعرفة المخفضة بينما لا يقرأ شبابنا صحيفة واحدة وأظن أننا لم نصل إلى حلم قراءة كتاب أثناء العطلة الصيفية إلا من ثقفه الله واجتباه لنعمة الإطلاع ، وكيف أتنبأ بتغير سياسي حقيقي لشبابنا وجل اهتمامهم بالسياسية العاطفية وتنمية الشكل الخارجي وقدر صمود الشعر مدعوما بالموس والجل، والسقوط نحو الخصر الساحل ،بينما كلمة أحزاب ، وثقافة ، وقراءة هي جمل ينسبها الشباب للرجعين والمعقدين أو ما يسمونهم سخرية " طالع رحلة " . نعم سوف ينجحون علميا ، ولكن سياسيا لن يطمئن قلبي وأنا أرى الجامعات صارت مفرخاً للاقليمات وطائفيات لا نسمع بها للأسف سوى بينهم بينما ينتقل الشارع إلى عالم التقارب والألفة والمحبة والقفز عن التعصب . فخلال وضع الثقة الملكية للشباب في جامعة اليرموك كنا نراقب بخوف ورجاء من الله تهدئة المعارك الطلابية التي حدثت في جامعة مؤتة والجامعة الاردنية بين شباب جامعين. أتمنى أن ينفذ الطلاب الجامعين مطلب الملك منهم ، وتتوقف الجامعات عن ساحات العراك وبدل أن تصدر العنف وتجلب الضرب أن تنتقل إلى حالة التأثير العلمي والاجتماعي الأكاديمي الذي يحمله فرسان التغير من جامعاتهم إلى مجتمعاتهم ، نتمنى من هذا الجيل ألا يخذلنا ويبدأ بتغير مسارات خاطئة ونشهد وطنية حقيقية تنفيذية من الصعب أن تعطى لغيرهم ولغير موقعهم علنا نحصد منهم وطنية فاعلة مثل تلك التي نشاهدها في احتفالاتهم . Omar_shaheen78@yahoo.com  








طباعة
  • المشاهدات: 10048
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-04-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم