22-04-2008 04:00 PM
سرايا -
سرايا: ماجد الخواجا • عدم وجود طبيب مختص. • عدم العناية المطلوبة بالمرضى. • عدم وجود مختبر لسحب الدم. • المزاجية في قرار الإدخال للمريض. • المزاجية في تغيير العلاج والأدوية. هذا ملف خطير يتعلق بوفاة أحد المواطنين في مستشفى السلط الحكومي، حيث جاء في تقرير الوفاة بأن سبب الوفاة حدوث جلطة للقلب وانسداد الشرايين.. والقصة كما قالها أهل المتوفّى أن المرحوم ( محمد حسين خليل أبو فادي) وعمره 43 عاماً، من سكان مدينة صويلح شعر بألمٍ في صدره، وحيث أن المرحوم كان قد أصابته جلطة قلبية في عام 2001، فبادر بمراجعة أحد المراكز الصحية في عين الباشا، حيث تم تحويله إلى مستشفى السلط، وفعلاً حمله أهله إلى المستشفى، وأجري له فحصاً للدم والقلب، وقد أفاد الطبيب بأن المرحوم قلبه سليم ولكن فحص الدم يشير إلى نسبة مرتفعة في قوته تصل إلى 19، وطلب من المرحوم أن يقوم بسحب كمية من الدم لتقليل قوة الدم، لكن تبيّن عدم وجود مكان في المستشفى لسحب الدم، فقام المريض بالعودة إلى منزله، لكنه بقي يعاني من الآلام الكبيرة في صدره،
وفي صباح اليوم التالي زاد الوجع عند المرحوم، فحمله أهله مرّةً ثانيةً إلى مستشفى السلط بسبب عدم توفّر تأمين صحّي للمريض، وأعيد إجراء فحص القلب والدم، والذي أظهر نفس النتيجة السابقة، لكن هذه المرّة طلب الطبيب ضرورة إدخال المريض للمستشفى، هنا بدأت المعاناة الأكثر درامية، حيث تبيّن عدم وجود أماكن خالية لإدخال المريض، وأجريت الاتصالات مع مستشفى البشير ومستشفى الأمير حمزة، لكن كلا المستشفيين اعتذرا عن استقبال المريض لعدم وجود أسرّة.. ومع زيادة الرجاء والتوسّل وافق المعنيون على إدخال المريض بعد أن يخرج أي مريض من غرفة العناية المشددة ( ICU ) وفعلاً تم إدخال المريض، وتم وضع الأجهزة والحقن اللازمة، لكن المرحوم ظلّ يعاني من الوجع، فحضر طبيب آخر حيث أشار إلى تغيير نوع العلاج أو الدواء له، وأعلم أهل المريض بأن الطبيب المختص بمرضى القلب مجاز إلى يوم السبت، وأن المريض سيمكث تحت العناية المشددة للمراقبة والمتابعة فقط، لحين دوام الطبيب من أجل كتابة التقرير الطبي لكي يتم تحويل المريض إلى مستشفى آخر، أي أن المستشفى لن يُخرج المريض إلا بتقرير طبّي من الطبيب المختص، أو بتحمّل المريض وأهله لتبعات إخراجه على مسؤوليتهم، وقضى المرحوم ليلته متوجعاً دون بارقة أملٍ بأي حلٍ أو علاجٍ له إلا مع شروق صباح يوم السبت، وفي يوم الجمعة، كانت حالة المريض تزداد سوءاً وتدهوراً، ويقول أهل المرحوم بأن المرحوم أصيب بجلطتين داخل المستشفى قبل إعلان وفاته، وفي الساعة الثانية بعد الظهر بدأ المريض يصرخ من الألم وبدأت الأجهزة تطلق إنذارات، فقام الطبيب بإخراج المرافقين، وبدأوا محاولاتهم لإنعاش المريض، وبعد ربع ساعة من ذلك، أعلن الطبيب وفاة المرحوم محمد حسين.. ومع التسليم بقضاء الله وقدره، إلا أن حيثيات الحالة تشير إلى وجود تقصير واضح من قبل إدارة وكادر مستشفى السلط وذلك للأسباب الآتية:
1. لماذا تم إدخال المريض إلى المستشفى مع عدم وجود الطبيب المختص؟
2. لماذا لم يتم إدخال المريض للمستشفى بعد الفحص الأول له، وأصبح إدخاله ضرورة قصوى في اليوم التالي مع أن نتائج الفحصين متشابهة؟
3. لماذا يتم تغيير الدواء أو المسكّن للمريض بتغيّر الطبيب الفاحص؟
4. لماذا لا تتوفر في المستشفى عملية سحب وتحليل للدم؟
5. لماذا لا يتوفر طبيب بديل للحالات الطارئة؟
6. لماذا يستقبل المستشفى مثل هذه الحالات وهو لا يملك الإمكانيات للتعامل معها؟
7. لماذا لا توجد آلية سهلة وواضحة لتحويل الحالات الطارئة بين المستشفيات؟
إن المرحوم محمد حسين الذي ندعو له بالرحمة والمغفرة هو مثال صارخ لتقصيرٍ واضحٍ لا يمكن تبريره أو القبول به.. وإن إدارة مستشفى السلط الحكومي تعتبر مقصّرة بأداء واجباتها نحو المريض الذي نعلم كلّنا أنه لا يراجع ولا يدخل المستشفى إلا من لا يملك تأميناً صحياً أو من لا يملك القدرة المالية الكافية.. لا نريد الترويج بالإعلان عن وفاة المستشفيات الحكومية، لأن البديل المروّع هو هيمنة وسيطرة المستشفيات والعلاج السياحي الاستثماري.. تضع هذا الملف بين يدي المسؤولين عن صحة وعلاج المواطن الذي يكفيه كلّ ما يجرى بحقّه.. فهو لا يريد سوى أن يمرض ويتألم ويعالج بصدق ومحبة.. وأن يموت بأمان واطمئنان بأن كل المعنيين قد قاموا بواجباتهم كما ينبغي..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-04-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |