10-05-2012 06:47 AM
يعد مفهوم العولمة مصطلح حديث ، سادة دول العالم اجمع ، ويعد اول ظهور لهذا المفهوم سنة 1995 م ، وهناك اسباب عدة ادت الى ظهور هذا المفهوم ، ومن اهم هذه الاسباب هي انهيار الاتحاد السوفيتي .
حيث يعد مفهوم العولمة مفهوم شامل يضم مختلف نواحي الحياة لهذا لابد من تعريف العولمة:
لمفهوم العولمة تعريفات عدة ، نظرا لاختلاف وجهات النظر في ذلك ، ومن اهم هذه التعريف ان جوهر عملية العولمة يتمثل في سهولة حركة الناس ، والمعلومات ، والسلع بين الدول ،على النطاق الكوني .
ومن هنا للعولمة تاثيرات على مختلف مجالات الحياة سواء كان اقتصاديا ، سياسيا ، اجتماعيا ، او ثقافيا ، وما يصاحب ذلك من تغيرات على الجماعات والمجتمع ، وتعد هذه التاثيرات كثيرة ومتعددة ، وكل منها يؤثر على الاخر ، ويعد تاثير العولمة على الجانب الاقتصادي من اهم التاثيرات ، فهي تزايد البطالة ، وتضعف قوة الدولة ، وتجبر الدولة على التجارة الخارجية ، كما تجعل الدول العربية في تنافس غير متكافئ مع الدول المتقدمة ، من خلال اليات العولمة وهي منظمة التجارة العالمية ، وصندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي ، والشركات متعددة الجنسيات . وهذا له تاثير على الجانب السياسي من حيث نشر افكار سياسية من خلال قرارات وقوانين تدعو للحرية والانفتاح والديمقراطية و ازالة الحواجز بين الدول ولم تكتفي العولمة تاثيراتها على الجانب الاقتصادي والسياسي بل على الجانب الاجتماعي ايضا حيث لكل مجتمع له اطار اجتماعي قديم يقوم على العادات ، والتقاليد ، و العلاقات المتبادلة والمتفاعلة ، ولكن مع التطور والتقدم اصبحت هناك الثقافة الجديدة ، مما ادى ذلك الى هيمنة الثقافة الجديد ،على الثقافة القديمة ، من خلال ادوات العولمة ، وهي وسائل الاعلام والاتصال ، مما اثر ذلك على الجانب الثقافي من حيث التاثير على التراث والثقافة ، وعلى الافكار ، والسلوك ، والاخلاق ، والبنية الاجتماعية و البيئية ، مما يشكل ذلك حاجز بين الفرد ، وتقافته ، واحلال مكانه ثقافة العولمة ، ويتضح من خلال ذلك ان هناك علاقة متكاملة بين مختلف الجوانب وبتالي كل منها يؤثر بالاخر . وعلى الرغم من اثار العولمة الا ان للعولمة اهداف ايجابية اهمها : ازالة الحواجز الجمركية بين الدول وتسهيل التبادل التجاري و تسويق سريع للسلع التجارية كما انها تنص على تحقيق العدالة والمساواة لانها تؤمن بحقوق الانسان وتسعى الى تطبيق المواطنة من خلال العولمة ، كما ان للعولمة اهداف سلبية اهمها : الهيمنة على اقتصاديات العالم ، و الغاء خصوصيات الجماعات ، وفرض نظام شامل ، و استغلال الدول القوية لدول الضعيفة ، ونهب خيراتها .
واخيرا : لا توجد مشكلة الا ولها حل ، أي ان يمكن مواجهة الاثار السلبية للعولمة ، او على الاقل الحد منها ، وذلك ليس فقط لجانب معين بل على مختلف الجوانب ، وذلك لانها متكاملة ومترابطة ، ومن هنا هناك اساليب لتفادي مخاطر العولمة والاستفادة من اثارها واهدافها الايجابية اهم هذه الاساليب هي على مستوى الجانب الاقتصادي : اقامة البنية الاساسية في المجال الاقتصادي للدولة ، و توطين التقنية في المجال الاقتصادي ، والتركيز على الانشطة الاقتصادية الرئيسية و الاهتمام بالبحث ، والتطور والتاهيل ، والتدريب ، والاهم محاربة الفساد ، اما الحلول المتعلقة بالجانب السياسي هي احتفاظ الدولة بقدرتها على فرض السياسات الملائمة لمصلحة الامة ، والتمسك بالخيارات الاستراتيجية للامة ، و انتهاج نظام سياسي ملائم السعي نحو الوحدة السياسية للامة ، بينما الحلول المرتبطة بالجانب الاجتماعي هي قيام الدولة بواجبها في الرعاية الاجتماعية تجاه الجماعات ، و التوعية الدينية بمخاطر العولمة ، والاهم التوعية بمخاطر احياء الانتماءات الضعيفة ، كما ان هناك وقاية متعلقة بالجانب الثقافي ومنها الاستخدام الواعي لتقنيات الاتصالية والاعلامية الحديثة ، وهذه تعد الخطوة الاساسية المتعلقة بهذا الجانب ، و اقامة منظومة تعليمية تواكب العصر يستفيد منها كل الافراد بالاضافة الى الاهتمام باللغة العربية .
ويتضح من اعلاه ان عالم للعولمة له اثار واهداف ايجابية وسلبية على مختلف مجالات الحياة وهذا شيء ليس غريب حيث لا يوجد شيء في الحياة له اثار واهداف ايجابية فقط ولكن هذا يعتمد على المجتمع نفسه من خلال طرق الاستخدام والاستغلال الذي يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-05-2012 06:47 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |