حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 67318

هاشم الخالدي يكتب: حين يعاقب مبارك الطهراوي على وطنيته

هاشم الخالدي يكتب: حين يعاقب مبارك الطهراوي على وطنيته

هاشم الخالدي يكتب: حين يعاقب مبارك الطهراوي على وطنيته

20-05-2012 03:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

قدر لي عندما زرت سحاب الحبيبة قبل أشهر لإلقاء محاضرة في منتدى سحاب الثقافي أن ألتقي بنابغة أردني متخصص في مجال البترول وهو المهندس مبارك الطهراوي.

 

منذ ذلك الحين وحتى اليوم وأنا أتابع هذا الصديق المتلهف على خدمة وطنه، لكنني أصبحت أكثر قرباً لتصديق شعار "لا كرامة لنبي في وطنه" وهو عنوان الرسالة التي بعثها لي الطهراوي وتشرح ما حدث معه من الألف إلى الياء.

 

هذه المره سأترك مساحة مقالي لنشر رسالة الأخ العزيز مبارك الطهراوي انتصاراً للحق الذي ضاع منه.

 

يقول الطهراوي في رسالته التي كتبها بعنوان "لا كرامة لنبي في وطنه" :

 

في عام 2004 كنت مديراً عاماً لرابع أكبر شركة خدمات نفطيه في العالم لفرعهم في ليبيا, اجتمع الرئيس التنفيذي للشركه في هيوستن مع مدراء الوحدات العامله في الولايات المتحده الامريكيه وكندا وقال لهم حرفياً :" إذا اردتم ان تعرفوا ماذا اريد منكم فما عليكم سوى مراقبة مديرنا في ليبيا السيد الطهراوي والسير على خطاه" . أتذكر هذه الحادثه بعد ما عايشته من عقبات ومقاومه في بلدي الذي اعشق.

 

 ففي كل مره يتقدم أردني من النشامى الذين قادوا شركات عالميه للنجاح في العالم لخدمة وطنه يجد نفسه في حرب شعواء مع أناسٍ يعتبرون المناصب وجاهة ومكاسب لا يريدون الاستغناء عنها مهما سببوا لبلدهم من خسائر وويلات، لأن همهم الاول عدم المساس بامتيازاتهم ومكاسبهم وليذهب كل من يتشدق بالوطنيه بعد ذلك الى الجحيم.

 

 ومشكلتنا نحن الاردنيون الذين قُدَر لنا العمل في حقول النفط الإقليميه والعالميه اننا كنا نقف عند كل بئر نفط ناجح والحسره تعصر قلوبنا لأن هذا البئر ليس في الاردن. وكلما اجتمع الاردنيون العاملون في التنقيب عن البترول في بلاد الإغتراب, وهم كُثٌر, كان موضوع أحاديثهم وتندراتهم عن التخبط الذي يعيشه مشروع التنقيب عن البترول في الاردن مع استثناء عمل سلطة المصادر الطبيعيه الذي اتسم بالجديه والنزاهة وأسفر عن نتائج ايجابيه لست هنا في وارد تعدادها.

 

 في عام 1995 وكنت حينها أعمل في الامارات العربيه المتحده قررت الحكومه خصخصة مشروع التنقيب عن البترول وتشكيل شركة البترول الوطنيه، فاستدعاني مديرها العام آنذاك للمساعده في تأسيس الشركه وتأهيلها للعمل فتركت منصب وراتب الامارات المغري وعدت آملاً بان أساهم في مشروع وطني واعد. وخلال سنة واحده كانت الشركه مكتملة البناء وحصلت على منطقتي امتياز للتنقيب بهما عن النفط في السودان، كان في احدهما خمسة ابار نفطيه منتجه.

 

 ولو قٌدْر لهذه الاتفاقيه أن تنفذ لعفت الأردن من مشكلة الطاقه، ولكان الأردن اليوم وبالتأكيد في وضع افضل مئة مره، وأيضا ولأول مره تفاوضنا مع احدى الشركات الاجنبيه وتم تأجير احدى حفاراتنا للعمل معهم مما ساهم في تأمين دخل مالي مجزي بالإضافة لدخل الغاز.

 

 ولكن بدأت العيون تنضر لهذا القادم من الخليج بعين الريبه لأن اسمه بدأ يظهر على حساب اسمائهم، فوضعت العراقيل التي دفعتني دفعاً لتقديم استقالتي والعوده للاغتراب. ولإحساسهم بحلاوة تأجير المعدات فقد فصلوا الشركه الى شركتين وشكلوا شركة حفر وطنيه منفصله عن شركة البترول. وجيء بمعالي السيد ثابت الطاهر رئيسا لمجلس ادارتها، فاتصل بي فورا وكنت يومها في الجزائر وقال لي انه يريدني لادارة الشركه وتشغيلها، فوافقت فوراً، ولكنه عاد بعد اسبوعين ليخبرني انه يعتذر لعدم تمكنه من فرض رأيه ولأن الحكومه جائت بشخص اخر.

 

ولكن هيهات ..هيهات، فلا يمكن لعقليات تربت على بيروقراطية الوظيفة الحكوميه ان تنتج عملاً فبقيت الشركه سنة كامله دون عمل يبقيها على قيد الحياه مما اضطرهم لإعادة دمجها مع شركة البترول الوطنيه لأن دخل الغاز يغطي العيوب ويؤمن مصاريف الاداره و"البريستيج".

 

 دارت السنين ولم تتقدم الشركه خطوة واحدة للأمام، بل على العكس تراجع انتاج الغاز واكل الصدأ الحفارات والمعدات غالية الثمن، وغادر الشركه كل المهندسين الفالحين ولم يبقى بها الا من لم يستطع ان يجد عملا بغيرها.

 

 وجاء عام 2006 فيتصل بي وزير الطاقة حينها وبعد حديث دام أكثر من ساعتين في مكتبه طلب مني ان اكون جاهزاً خلال فترة اسبوعين الى ثلاثه لاستلام ادارة الشركه. فذهبت الى شركتي التي كنت اعمل بها وقدمت استقالتي منتظراً قرار الوزير بالتعيين. ولكن ومرة اخرى تأتي الرياح بعكس ما نشتهي فتعدل الحكومه ويخرج الوزير في التعديل وأُصبح بلا عمل لأني وثقت بالحكومه.

 

 واستمرت الحياة واستمريت في عملي خارجا حتى عام 2011 حين جائني عرض للعمل نائباً لرئيس مجلس ادارة احدى الشركات النفطيه في الامارات، فيأتي نائب محترم ويقول لي:  لماذا لا تسمح لي بأن اقدمك لوزير الطاقة مره اخرى. فقابلت وزير الطاقه وكان حينها الدكتور خالد طوقانـ وبعد حديث قصير معه واطلاعه على سيرتي الذاتيه يقول لي: لا تذهب فأنا احتاجك في احد موقعين، ويطلب مني الذهاب لمقابلة رئيس مجلس ادارة شركة البترول.

 

 وقبل ان تستوي طبخة الدكتور طوقان تستقيل الحكومه، ويصبح مدير عام الشركه هو الوزير في حكومة السيد عون الخصاونه ويطلب من المجلس عمل منافسه للمنصب، وهكذا حصل ويتقدم اكثر من مئتي مهندس من داخل الاردن وخارجه ويتم اختيار ستة مهندسين للمقابله كنت احدهم.

 

 ولغيرتي ومعرفتي بواقع الاردن واحتياجاته من الطاقه كانت مقابلتي مع اللجنه اقرب ماتكون محاكمة لتاريخ الشركه من مقابلة تعيين، فقد افضيت لهم بكل ما بعقلي وقلبي من ألم على ما وصلت اليه الشركه الى ان قلت لهم ان التاريخ والدين سيحاسبكم على ما وصلت اليه الشركه من خراب وضياع. فيأتي رئيس المجلس بعد انتهاء المقابلات ويقول للوزير ان المنافسه تنحصر بين اثنين كنت انا احدهما, ولكنه يردف قائلا" ولكن نرجوك يا معالي الوزير ما بدنا الطهراوي". ولما سأله الوزير عن السبب لم يجد جوابا مقنعا يقوله للوزير فيصمت.

 

 ولكن ذلك كان حافزاً للوزير للتدقيق بمواصفات الاشخاص المنسبين وما لديهم، ويذهب لرئيس الوزراء ويخبره انه يختار الطهراوي للمنصب لأنه اكثر المتقدمين خبرة داخليه وخارجيه وعمل مع شركات عالميه واصغر المتقدمين عمراً، فيوافق الرئيس ويدعوني فأجلس معهم ويباركون لي الاختيار ويدعونني الى العمل وبأسرع وقت ممكن للخروج باستراتيجية فاعلة وقابله للتنفيذ لتعديل مسار الشركه والعمل على تحقيق اهدافها.

 

 لكن هذا القرار لم يعجب السيد رئيس المجلس فيبدأ المراوغه ويعتمد على قوة ونفوذ والده ويمتنع عن تنفيذ اوامر الحكومه ممثلة بوزير الطاقه ووزير الماليه ورئيس الحكومه، وينجح في تعويم القرار شهرين الى ان استقالت الحكومه, فقام فورا وقبل ان يجلس الوزراء الجدد في مكاتبهم بتعيين الاخ والصديق المؤدب عثمان عكاشه مديرا عاما للشركه.

 

 وهنا اريد ان اقول "صحتين وعافيه" على المجلس وعلى المدير العام الجديد راجيا من الله ان يكون الزميل لديه خطة ويستطيع انتشال هذه الشركه من المأزق الخطير الذي وضعت نفسها به بتسليم رقبتها دون مقابل لشركة "بريتش بتروليوم" دون مقابل.

 

لقد كان من المفروض ان تبحث الشركه عن شريك استراتيجي يساعدها وتساعده فجائت "بريتش بتروليوم" وأخذت كل شيء ولم تلزم نفسها ولو ببند واحد على الاقل بالشراكه، بل جائت الاتفاقيه لتقصي الشركه عن الحقل وتأخذه هي بلا ثمن. والادهى والامر ان الشركه ليست الخاسر الوحيد بل ايضا الحكومه خسرت والاردن خسر وكل من يتمعن في الاتفاقيه يجد انها ما كان بالامكان لـ "بريتش بتروليوم" ان تحصل عليها في الصومال المقسَم، وأما انا وامثالي من ابناء الاردن على شاكلتي فلنا الله ولا حول ولا قوة الا به   !

 

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

Hashem7002@yahoo.com

 









طباعة
  • المشاهدات: 67318
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-05-2012 03:21 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم