سرايا - إنطلاقا من حرص جهاز الدفاع المدني على تحقيق أكبر قدر من السلامة والأمان لكافة المواطنين وأينما كانوا تم مؤخراً استحداث مايسمى محطات دفاع مدني على الطرق الخارجية والتي بمفهومها تعد سابقة تجير لهذا الجهاز المبادر دائماً في طرق أبواب جديدة تهدف إلى تقديم خدمة نوعية تتناغم مع تطلعات المواطنين وتعمل على تقليل زمن الاستجابة لنداء الواجب وللوقوف على حيثيات هذه المحطات من خلال لقاء مع مدير إدارة العمليات في مديرية الدفاع المدني العقيد خالد الشبيلات ,ولقاءات ميدانية مع المعنيين بمحطة دفاع مدني جرش وعدد من المواطنين.

 أهداف محطات الدفاع المدني

أكد العقيد الشبيلات قائلاً أن إنشاء محطات الدفاع المدني على بعض الطرقات الرئيسية الهامة تعتبر فكرة رائدة تهدف إلى التقليل من زمن الاستجابة على الطرقات بالنسبة للحوادث المختلفة بالإضافة إلى تقديم خدمة نوعية في مجال الإسعاف والإنقاذ والإطفاء من خلال كوادر مؤهلة على مستوى عال وفي الحقيقة هذه الفكرة أتاحت الفرصة لجهاز الدفاع المدني لتوفير خدمة سريعة بتكلفة مادية معقولة خاصة وأن تكلفة إنشاء مركز دفاع مدني عالية جداً إذا ما تم مقارنتها بمحطة دفاع مدني كما أن بعض المناطق التي تتخللها الطرق الصحراوية هي بحاجة إلى مثل هذه المحطات وفي بعض المناطق يتعذر الحصول على قطع أراضي ذات مساحة مناسبة لإنشاء مركز فتكون المحطة هي البديل الأفضل على الطرق .

 إن جهاز الدفاع المدني استحدث خلال هذا العام ما يقارب ( 6 ) محطات دفاع مدني منها محطة دفاع مدني طوبة ( طريق الأزرق ـ باير )ومحطة دفاع مدني سهل الدبة ( أوتوستراد المفرق ـ الزرقاء ) ومحطة دفاع مدني السلطاني ( الكرك ـ الطريق الصحراوي ) بالإضافة إلى محطة دفاع مدني عمره ( الزرقاء ـ طريق الأزرق الموقر ) ومحطة دفاع مدني بطن الغول ( معان طريق المدورة ) ومحطة دفاع مدني فلادلفيا ( جرش طريق اربد ـ عمان ).

كما تم تحويل مركز دفاع مدني المدينة الكرك / لضيق مساحة المبنى وعدم وجود أرض قريبة من موقع المركز القديم إلى محطة وهناك خطة لإنشاء مراكز ومحطات للأعوام ( 2008- 2012 ) وأضاف قائلاً يتم إختيار موقع محطات الدفاع المدني أغلب الأحيان بجانب المحطات الأمنية وعادة ما تكون على الطرق الخارجية السريعة نظراً للمسافة البعيدة عن مديريات ومراكز الدفاع المدني, وتتبع كل محطة إلى مركز دفاع مدني والذي يتبع بدوره الى المديرية الميدانية ذات الاختصاص وتقوم هذه المحطات بتقديم خدمات الدفاع المدني (إطفاء , إسعاف ، إنقاذ) للمواطنين لحين وصول الإسناد والدعم إن دعت الحاجة من أقرب قسم أو مركز دفاع مدني ويجدر الإشارة الى انه تم إستحدات موازنة خاصة بتلك المحطات من أجل إدامة العمل فيها وتشتمل كل محطة على سيارة إطفاء تدخل سريع عدد ( 1 ) وسيارة إسعاف عدد ( 1 ) وبكب عدد ( 1 ) ويخدم هذه المحطة ما يزيد عن ( 26 ) ضابط وفرد ومن المؤكد بأن كوادر هذه المحطات تتعامل مع مختلف الحوادث وخاصة حوادث السير التي تقع على الطرقات الخارجية وتقدم هذه المحطات خدماتها لأهالي المنطقة التي تقع ضمن اختصاصها كما تقوم بتأمين المصابين إلى اقرب مستشفى بالمنطقة المواطن وآلية التواصل مع المحطات أكد العقيد الشبيلات على أن آلية التواصل مع محطات الدفاع المدني في جميع المواقع تتم من خلال إتصال المواطن الذي يحتاج إلى هذه الخدمة على الرقم ( 199) بحيث تقوم غرفة العمليات الرئيسية حال استلامها البلاغ المعنى بالاتصال فوراً على أقرب محطة لهذا المواطن والحقيقة إن زمن الاستجابة لنداء الواجب بالنسبة لكافة المحطات المختلفة لا تتعدى أربع إلى خمس دقائق فقط وبذلك تم تقليص المدة الزمنية التي يحتاجها أي مركز دفاع مدني للوصول لأي حادث على الطرق الصحراوية فأصبحت هذه المدة الزمنية لا تذكر وبالتأكيد كل ماهو مطلوب من الأخ المواطن أو المصاب هو الاتصال وإنتظار هذه الدقائق البسيطة ليحصل على خدمة الدفاع المدني بالشكل المطلوب واستثمار الوقت في سرعة الاتصال وعدم التعامل مع المصاب بطريقة عشوائية قد تؤدي إلى تدهور حالة المصاب .

 وأوضح العقيد الشبيلات أنه يوجد في المديرية العامة ما يسمى بغرفة العمليات الرئيسية والتي يتم عن طريقها متابعة سير العمل في غرف العمليات الميدانية والتي بدورها تبقى على اتصال دائم مع غرفة العمليات الرئيسية وتزويدها بكافة تفاصيل الحوادث الهامة والكبيرة التي تقع ضمن اختصاصها أولاً بأول , هذا بالإضافة إلى وجود سيارات خاصة تسمى بسيارات القيادة والسيطرة تمثل بدورها غرف عمليات متنقلة في موقع الحادث لمتابعة مجريات الحادث وفي الواقع هناك تعاون كبير مع المحطات الأمنية ويتمثل هذا التعاون بتوفير جزء من قطعة أرض المحطة الأمنية في بعض المناطق لإقامة محطة الدفاع المدني وتوفير الخدمات الإدارية مثل الاتصالات والحماية الأمنية وتنظيم حركة السير في حال معالجة حوادث ضمن منطقة إختصاص تلك المحطات .

كما أن هناك خطة خمسية في الدفاع المدني تسمى بخطة استحداث المراكز للأعوام (2008-2012) سيتم - إنشاء الله - من خلالها إنشاء ما مجموعه (34) مركز و(28) محطة وذلك للوصول الى وقت استجابة جيد لمعالجة الحوادث والذي يقدر في الوقت الحاضر بـ(11.6) دقيقة على الطرق الصحراوية ونطمح خلال الأعوام القادمة للوصول الى زمن استجابة مثالي حسب المعايير الدولية .

 ونذكر الأخوة المواطنين بمقارنة بسيطة بين عامي 2008م – 2009م أن هناك ارتفاع بعدد الحوادث التي تعامل معها الدفاع المدني بما نسبته (5.8% ) لهذا العام مقارنة بعددها خلال نفس الفترة من العام الماضي وارتفع عدد حوادث الإطفاء بما نسبته (10.2%) مقارنة بعددها خلال نفس الفترة من العام الماضي وارتفع عدد حوادث الإسعاف بما نسبته (3.5%) مقارنة بعددها خلال نفس الفترة من العام الماضي وارتفع عدد حوادث الإنقاذ بما نسبته (23.3% ) مقارنة بعددها خلال نفس الفترة من العام الماضي . وبالتأكيد هذه الارتفاع يعود بالمجمل إلى الزيادة السكانية والتسارع الكبير الذي يشهده الأردن في المجال الصناعي والمعماري والإنشائي والذي يساهم إلى حد بعيد في إيجاد هذه الفورقات الملحوظة ما بين العامين وهذا يستدعي من جهاز الدفاع المدني دائماً مواكبة هذه التطورات وإيجاد الحلول الناجعة التي تضمن التقليل من حجم الخسائر المعنوية والمادية لذا تعتبر محطات الدفاع المدني وسيلة جديدة تساهم في حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم أينما كانت .

محطة دفاع مدني جرش أوضح مدير دفاع مدني جرش المقدم محمد العواودة أن محطة دفاع مدني جرش هي إحدى المحطات الست التي تم إنشاؤها خلال هذا العام وتخدم منطقة اختصاص تبلغ ما يقارب (49) كم2 ممتدة ما بين جسر مرصع وحتى جسر سيل الزرقاء بالإضافة إلى جامعة فيلادلفيا ويقدر عدد سكان منطقة الاختصاص بـ (19) ألف نسمة كما تخدم هذه المحطة طريق عمان - جرش وهي طريق تشهد يومياً كثافة مرورية عالية وتقع عليه عدد كبير من الحوادث في كل عام ومن الجدير بالذكر أن هذه المحطة تظهر حجم العمل التشاركي ما بين الأجهزة المعنية بحماية أرواح المواطنين أينما كانوا لا سيما وأن محطة الدفاع المدني تتعاون لإنجاز واجبها مع محطة الأمن العام خاصة فيما يتعلق بحوادث السير الكبيرة ومن الجدير بالذكر أن محطة دفاع مدني فيلادلفيا منذ تشغيلها قامت بالتعامل مع حوادث مختلفة من إسعاف وإطفاء إنقاذ لكن الحوادث الأكثر كانت حوادث السير بالإضافة لإصابات مختلفة كالكسور أو النزيف أو التسمم الناجم عن تناول مواد غذائية غير مخزنة بالشكل الصحيح أو نتيجة لإصابة ناجمة عن بعض الزواحف او الحشرات.

والصحيح بان كوادر محطة دفاع مدني جرش تعمل على تقديم خدماتها إلى حين وصول المصاب إلى مستشفى جرش الحكومي والذي يبعد عن المحطة حوالي (16) كم بالطبع تم إسناد أي محطة دفاع مدني بكوادر إضافية خاصة بالحوادث الكبيرة وعلى سبيل المثال تم إسناد محطة دفاع مدني جرش من قبل المراكز المحيطة بها والتابعة لدفاع مدني البلقاء وذلك في الدقائق الأولى لحصول الحادث ثم يتبع ذلك لإسناد من جميع المراكز التابعة لمديرية دفاع مدني جرش. وأضاف العواودة بان محطة دفاع مدني جرش تقدم خدماتها لأبناء منطقة الاختصاص وعلى مدار الساعة كما تقدم خدماتها لكافة السائقين على طريق عمان – جرش يومياً.

آراء المواطنين أبدى عدد كبير من السائقين الذين يرتادون يومياً طريق عمان – جرش ارتياحهم كون هذه الخطوة أشاعت جواً من الأمان على هذه الطريق حيث يستطيع كافة مرتاديها الحصول على خدمات الدفاع المدني بشكل فوري وكامل مما يساهم في الحد أو التقليل من خطورة الإصابات الناجمة عن الحوادث التي تقع على هذا الطريق الهام كما أكد كثير من مواطني منطقة الاختصاص بان محطة دفاع مدني جرش هي أفضل أسلوب جديد في مجال الخدمة التي قدمها جهاز الدفاع المدني للمواطن حيث كان أغلب المواطنين القاطنين بالقرب من محطة دفاع مدني جرش بأنهم كانوا بحاجة إلى هذه الخدمة لا سيما مرضى القلب والكلى وكبار السن وتظهر أهمية هذه الخدمة في حالات الولادة الطارئة والإصابات الخطيرة كالصعقات الكهربائية والاختناق والنزيف والكسور وحوادث السير الكبيرة وطالب المواطنون باستمرار فتح محطات جديدة تخدم مناطق مختلفة. كما أكد أغلب القاطنين بالقرب من محطة بطن الغول الواقعة على طريق معان – المدورة بان هذه المحطة كانت مطلب دائم كون المنطقة صحراوية ونائية وبحاجة إلى خدمات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء بالإضافة إلى أنها تساهم في خدمة كافة المسافرين على هذا الطريق الذي يربط بين دولتين الأردن والسعودية لا سيما في أوقات الحج والعمرة وفصل الصيف.