•  طفحت ْ كيل ُ الدهشة ِ أو " أُطفِحت ْ " واتّسع الخرق ُ على الراتق ِ ، ولا مكان لغير ِ " تغميس خارج الصحن " ، وانشغال بـ ِ " جنس العصفور على شجرة مجاورة " أو " ثمن طوق تتقلّده قطّة ٌ مدلّلة في عنقها " ! لن نغادر " فتنة الكلام " ، ولكن ، تعالوا ننخرط جميعاً في حفلة ِ شجن ٍ من نوع ٍ آخر ، أو ننهمك في لعبة استرخاء . * هذه دعوة لـــِ " انخراط ٍ طوعيّ " في " ورشة ِ فُرجة ٍ " ، ليست فرصة للتحايل على نصاعة الكلام ، بل هي محاولة للاقتراب من جوهره ، فالكلام الواضح ( الجافّ ) من شأنه إزعاج أو عرقلة إو إعاقة نوايا أو أضغاث أحلام في ذهن مبتدع ٍ أو منتفخ ٍ ... ولا نحسب الكتابة هنا ضرباً من حيلة ٍ ، بل خدشاً لــ ِ " حائط ٍ " أو لــ ِ " مسكوت عنه " ! • ففي موجز ٍ للأنباء ، هنا وفي الأنحاء كلها ، رجال ٌ متخصّصون ينتشلون جثة غريق ٍ ، فقد حياته لمجرّد محاولة لمداعبة الماء ، وفرق ٌ تعثر على جثة لصبيّ مات اختناقاً أو ضياعاً في بئر سحيقة أو قرب مقبرة .. و في خلفيّة الخبر الأوّل ، امرأة تنخرط في بكاء وانطواء وحالة فقد ٍ ، فيما مقدّم الأخبار ، أنيقَ المظهر ، يقرأ ويتلعثم ويشير باختصار شديد إلى أنّ الفقيد : كان قريباً إلى القلب لكنه غادر الدنيا على نحو ٍ مؤلم ٍ ! • وفي تفصيلات الأنباء ، وتخضع لضرورة النشر والإعلان في ظنّ كثيرين ، بحجة أنّ " السقوف مرتفعة والفضاء مكشوف ٌ " : حمّى الانكشاف تجتاح أو تصيب ( فنانة ) تهالك منها الجسد والذهن وقطعت أعتاب الثمانين من عمرها ، فأعلنت عن زواجها التاسع من حلّاقها الخاص بذريعة أنها تريد تسجيل رقم ٍ قياسيّ في عدد الأزواج ! و واحدة أخرى تردع والدتها لأن ّ الوالدة طالبت سهواً بأهميّة أن تستر ابنتها بطنها أو عورتها أثناء الغناء ... وتلك المحامية الفنانة تتزوّج وتصرّخ بأن ّ ( الزواج لذيذ ! ) ، هكذا ... فيما أخرى تفصح عن علاقة حميمة مع شخص مجهول وتنتظر مولودها أو مولودتها ، وتتكتم على موعد زواجها المرتقب ! * وفي الانكشاف ، أيضاً ، ما يفيض عن مساحة الكلام ، فهناك في ديار لا تشبهنا ، عري ٌ وفضائح وتسابق نحو " إطاحة امرأة لرجل أو إطاحة جسد لضمير " ، وعندنا أو قريباً منا مطربات يتنافسن على " ذهب الصدور " وأولادنا يتسابقون إلى جني محصول الشوارع والقهر والحاويات .. وتلك ، فنانة هكذا يقولون ، بلغ سعر فستانها نحو نصف مليون دولار ، ولا أدري كيف وهل للفستان ياقة وقماش ؟ فيما الناس عندنا يتقاتلون على " صافرة حكم ٍ " ويهتفون رقصاً في الشوارع انصياعاً لكرة دائريّة تتدحرج بين أقدام لاعبين . • ويختم المذيع نشرته و موجزه ، بالقول : ترجح الأنباء عقد مصالحة بين " قطّة وصاحبتها " أو بين " جارة وجارتها " ، وهناك مشاريع لـ ِ " رأب الصدع " و " جسر الهوّة " و " ردم الفجوة " و " تطويق الازمة " و " احتواء الخلاف " ! • تنتهي نشرة الأخبار و يغيب موجز الانباء وتختفي الصورة ، فيما يصحو المواطن من نومه مذعوراً وبشكل مباغت ، فقد كان يحلم أو يتخيّل أنه في سباق مع " حبّة بندورة " ، البندورة تتدحرج في شارع طويل والرجل يحاول اللحاق بها ، فأيّهما يسبق الآخر ؟ • الحكاية والخطورة ليست في سباق مع هذه المستديرة " البندورة وسواها " ونتيجة السباق وهويّة الفائز فحسب ، بل تكمن الخطورة حينما يفقد المرء مقدرته ( طاقته ) على الركض ، فيقف في مكانه ، بينما ( حبّة البندورة ) تلتفت إلى الوراء من بعيد وتخرج لسانها في وجه من يسابقها ! • هل ثمّة من " لسان " لـ ِ " حبة البندورة " أو " قرن الفلفل " أو رأس البصل ؟