حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 108644

هاشم الخالدي يكتب: حتى لا يبيت الفنانون في الخيمة

هاشم الخالدي يكتب: حتى لا يبيت الفنانون في الخيمة

هاشم الخالدي يكتب: حتى لا يبيت الفنانون في الخيمة

20-06-2012 06:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

 مشهد مخزي بكل معنى الكلمة ... ومؤلم بكل معنى الكلمة ... فنانون يلجأون للمبيت في خيمة الاعتصام منذ أيام ثلاث بعد أيام عشر على نصب خيمة اعتصامهم في اللويبده ... ولا من مجيب.

 

هو .. هو .. ذات الألم .. وذات الجرح الذي ينزف في كل يوم من الأردنيين على ما يحدث من "تطنيش" المسؤولين في الديوان الملكي للمطالب النقابية والشعبية وحتى من ذلك المواطن البسيط الذي كان له شرف لقاء سيد البلاد، فتفتحت أساريره فرحاً بما وعد الملك .. وزاده الوعد قنوطاً وحزناً حين ضاعت أحلامه بين الادراج المغلقة في الديوان الملكي.

 

قبل شهرين  من الان كنت أهاتف الصديق حسين الخطيب نقيب الفنانين  ... تحدثنا عن هموم الفن والفنانين .. تحدثنا عن ذلك الاعدام المبرمج لمسلسلاتنا البدوية التي كانت تمثل المرتبة الأولى عربياً على كافة الشاشات العربية.

 

في ذات المكالمه أشاح لي  الخطيب عما في قلبه من حزن، قال لي بأنه ومنذ أشهر قام بمقابلة جلالة الملك وطلب منه دعم الفن والفنانين ،  فما كان من جلالته إلا أن أبدى اهتماماً منقطع النظير بما قال الخطيب ووعد بالدعم اللازم وتخصيص لقاء مع النقيب للاستماع لهموم الفنانين ،  إلا أن رئيس الديوان الملكي الذي كلفه جلالة الملك انذاك  بمتابعة هذه القضية لم يتابع فذهبت القصه ادراج الرياح وبقي حسين ينتظر ..ولا مجيب .

 

أذكر أن هذه القصة حدثت إبان تولي الدكتور خالد الكركي رئاسة الديوان، وأذكر أن الخطيب بقي يهاتف الرجل من أجل تحقيق وعد جلالة الملك ... دون فائدة.

 

استمرت معاناة الخطيب حتى بعد تولي الباشا رياض أبو كركي مسؤولية رئاسة الديوان، وكان يفترض أن تأخذ مطالب الفنانين أولوية من حيث المبدأ، لا سيما أننا نتحدث عن وجه الأردن الحضاري الذي توليه الدول الأخرى أولوية قصوى من حيث الدعم والاهتمام.

 

 كل ما كان يطلبه الخطيب هو دعم الفنان الأردني بمبلغ خمسة ملايين دينار توضع في حساب الشركة الأردنية للانتاج الفني وهو مطلب عادل، قد يحقق القليل القليل من احتياجات الفنانين.. أليس غريباً ما يحدث .

 

 مسؤولون ينهبون أموال الدولة بمئات الملايين ويبنون القصور في دابوق، فتقام لهم الأفراح والليالي الملاح وتضرب لهم التحايا، بينما يبيت الفنانون في خيمة متواضعة في اللويبدة للمطالبة بحقوقهم !

 

 أنا خجل مما يحدث ،  وأحاول قد الإمكان التهرب من زيارة الخيمة، كي لا تقع عيني على فنانين كبار يفترشون الأرض في وقتٍ أوصلونا فيه للسماء عبر مسلسلاتهم البدوية التي تربينا عليها ونحن نتابع تفاصيلها. هؤلاء .. رفعوا إسم الأردن عالياً، فكافئتهم الدولة بالتطنيش وعدم الاكتراث حتى لمرضاهم الذين لازموا الفراش لأشهر .. دون أن يحرك أحد في الدولة الأردنية أي ساكن سوى تلك الزيارات الوزارية التي كان هدفها التلميع أمام شاشات التلفزة.

 

 قبل أيام .. أصابتني غصة في القلب، وأنا أشاهد الفنان القدير عثمان الشمايلة يفترش سرير المرض وسط إهمال حكومي مخزي، وكنت حزنت أيضاً عندما شاهدت الفنان القدير ربيع شهاب على سرير المرض يصارع جذور ما أصابه دون أن يلفت له مسؤول واحد.

 

 أكرر بأنني سأبقى أتهرب من الخيمة كي لا أرى الحزن والهم يسيطر على أعين فنانين أضافوا لنا ابتسامة الأمل حين كنا صغاراً نتابعهم عبر الشاشة الفضية ليل نهار ولا احتمل ان اراهم بهذا الهم القميئ الذي قد يزيد همي هما.

 

. حسين الخطيب .. جولييت عواد .. زهير النوباني .. شايش النعيمي .. جميل عواد .. جميل براهمه ..عاكف نجم .. روحي الصفدي .. حابس العبادي .. محمد العبادي .. حسين طبيشات .. داوود جلاجل .. هشام حماده .. نبيل المشيني .. عثمان الشمايله .. فؤاد الشوملي .. ريم سعاده .. إياد نصار .. أنور خليل .. مارغو أصلان .. .. ساري الأسعد .. شاكر جابر .. هشام هنيدي .. محمود أبو غريب .. تيسر عطية .. محمود الزيودي ... كلها أسماء لامعة كان يفترض بالدولة الأردنية أن تدعمهم وتدعم نقابتهم، لا أن تتركهم يفترشون الأرض مبيتاً .. في اللويبده.

 

نقف مع مطالب الفنانين .. كي لا نشعر بالخزي في يوم من الأيام .. بأن الفن الأردني .. انتهى بلا رجعة .

 

. نقف مع الفنانين كي نستعيد ألق الدراما الأردنية والمسلسلات البدوية مثل "وضحة وابن عجلان" و"عليوه وراكان " و"ساري"وغيرها من الروائع الفنيه .

 

 نقف مع الفنانين ..ببساطه.. لأنه واجب وطني بامتياز .

الكاتب: مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 108644
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-06-2012 06:19 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم