25-06-2012 07:02 AM
بقلم : هاشم الخالدي
مخطئ من يعتقد أن فوز محمد مرسي برئاسة مصر سيمر مرور الكرام، فالرجل سيواجه معوقات جمّه داخلياً وخارجياً من أجل إحباط نجاح جماعة الإخوان المسلمين بحكم أول وأكبر دولة عربية في الشرق الأوسط.
بالتأكيد فإن حلفاء الشر من الدول الغربية وبالتعاون مع بعض قيادات المجلس العسكري وفلول نظام حسني مبارك وأنصار المرشح الخاسر "أحمد شفيق" سيتعاونون جميعاً من أجل هدف واحد وهو إزاحة الإخوان المسلمين عن كرسي رئاسة مصر وكرسي المجلس النيابي الذي كان بيد الإخوان قبل حلّه بحجة عدم دستوريته.
مخطئ أيضاً من يعتقد أن فوز الإخوان المسلمين في مصر هو حدث عادي، لا بل هو حدث سياسي بامتياز وحدث رئيسي سيساهم في اتساع هوة الأحلام لدى قيادات الاخوان المسلمين في العالم العربي لتطبيق تجربة اخوان مصر ومحاولة الانقلاب على انظمتهم من أجل حكم الشعوب بقيادة هذه الدول.
عملياً .. سيلحظ كل من يتعامل مع قيادات الاخوان في الوطن العربي أنهم يتعاملون مع أشخاص اختلفوا في طموحهم وافكارهم عما قبل حكم الاخوان لمصر، فهؤلاء اخذتهم نشوة انتصار اخوانهم في مصر وبات واحدهم يفكر في تطبيق النموذج المصري على بلده وهنا يكمن مربط الفرس.
الآن .. تقف جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي ومصر تحديداً أمام امتحان صعب وذو اتجاهين فإما أن ينحو هؤلاء نحو السياسة بإنجاز اتفاقيات مع الدول الغربية ومحاولة استيعاب مطالبهم لرفع تصنيفهم من قائمة الإرهاب، وإما أن تسلك الجماعة طريق المواجهة مع أمريكا والدول الغربية مما يخشى معه سقوط نظام حكمهم سريعاً وهو ما لا نريده بالطبع.
أمر آخر لا بد من الالتفات إليه وهو أن هذا الاتفاق الإخواني الغربي إذا ما تم، وإذا ما ترسخ حكم الإخوان في مصر فإننا بالطبع سنشهد ثورات وانقلابات اخوانية في دول عربية كثيرة إذا ما نجح الانموذج الاخواني في مصر ولذلك يجب أن يستوعب مرسي وجماعته أنهم بحكمهم لمصر فإنما هم يحكمون الدول العربية بأكملها، سيما وأننا نتحدث عن أنموذج إسلامي في تونس يحكمه حزب النهضة الإسلامي، إضافة لتنامي سيطرة الإسلاميين في ليبيا، وكذا الأمر في اليمن وحديثاً في سوريا، ولا نذيع سراً بأن إخوان سوريا تحديداً سواء إخوان الداخل أو الخارج يتجهزون في كل يوم للانقضاض على نظام بشار الأسد الذي يعاني عزلة داخلية وخارجية .. فهل سيحكم الإخوان المسلمون قريباً معظم الدول العربية ؟!
هذا سؤال يجب أن يكون مطروحاً، ويجب التفكير به ملياً لمعرفة ما بات هؤلاء يخططون له في السر بعيداً عن ابتسامات المجاملة ومباركات منتصف الليل.
الكاتب: مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-06-2012 07:02 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |