حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14787

من يغيث المظلوم

من يغيث المظلوم

من يغيث المظلوم

11-01-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

  اليوم كلام الناس جميعهم، هو عن موضوع غلاء الأسعار حيث أصبح هذا الموضوع شاغل الناس ولا تدخل منزل إلا وتسمع هذه القصة، وفعلا" هذه القصة أصبحت من أكبر الهموم التي تقلق الشعب في كل أرجاء البلاد.

  إن ظاهرة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة تعد مشكلة اقتصادية يعبر عنها في القاموس الاقتصادي بـ(التضخم) وهي نتاج عوامل عديدة منها ما نجده من حالة السلوك التجاري الاستغلالي من قبل بعض كبار التجار والموردين خصوصاً لا سيما في ظل وجود مناخ يتيح للتجار فرصة الاستغلال كارتفاع سعر البترول وحالة الطفرة وزيادة الرواتب وإفرازات ذلك وقد يكون ذلك أيضاً بسبب القصور في رصد مثل هذه الظواهر وإيجاد الوسائل الرادعة لها على مستوى المتابعة والمراقبة والأخذ على يد المستغل. وهذان السببان لهما علاقة بالتأثيرات الخارجية والمتغيرات الاقتصادية والتجارية الإقليمية والعالمية كالجفاف في الدول المجاورة وزيادة أسعارالسلع في الخارج ونحو ذلك.

  هذه الأسباب السطحية للظاهرة , لكن في اعتقادي أن سبب هذه المعضلة الاقتصادية أكبر من ذلك, فإذا كان مسماها في القاموس الاقتصادي (التضخم) فهي لا تخرج مهما كانت أسبابها الظاهرة عن مسماها الشرعي (البلاء) فزيادة الأسعار في الغذاء ينتج عنه بلاء الجوع ونقص الثمرات لضعف ذات اليد عن الشراء...وزيادة الأسعار في الأدوية ينتج عنه بلاء المرض لعجز المريض عن تعاطي العلاج ..وزيادة الأسعار في العقارات والبناء ينتج عنه ضيق المعيشة فيحتار الإنسان كيف يدفع ما لديه من مال هل على الإيجار والسكن أم على الغذاء والطعام...وهكذا ...فما نسميه (تضخم) هو في حقيقة أمره وفي جوهره بلاء يتبعه بلاء. وهنا يجب أن نبحث عن أسباب هذا البلاء؟ وأن نتعامل معه بما وعظنا الله به أولاً إلى جانب البحث عن أسبابه الأخرى في المعاملات.

  يا ترى هل نحن نعطف على الفقراء والمساكين كما كنا سابقاً ؟ زيارة واحدة للجمعيات الخيرية تكشف لك حقيقة المأساة في قلة التبرعات والنفقات في هذا الجانب – فكيف نشبع ويجوع غيرنا بل يموت ؟!

ما هو حالنا مع ربنا عز وجل هل نقف مع حدوده فلا نتجاوزها أم أن هناك من المسلمين والمسلمات انتهكوا الحرمات وفعلوا ما يغضب رب الأرض والسموات ؟ لقد كان يتردد على آذاننا زمنا طويلا من على منابر الجمعة ، وفي قنوت رمضان ... اللهم إنا نعوذ بك من الغلاء و الوباء والزنى والزلازل والمحن ما ظهر منها وما بطن اللهم ارفع الغلاء عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين ... وربما مر علينا هذا الدعاء كغيره من الأدعية لا نشعر بقشعريرة لأننا لم نعرف أثر غلاء الأسعار حتى وقع بعضنا فريسة لها وضحية لمرارتها عندها تعود به الذاكرة إلى تلك الدعوات التي خرجت مبتهلة إلى ربها بأن يكشف الغلاء عن الأمة  ربما يكون غلاء الأسعار سبباً لأن يعود الناس إلى ربهم فيفتح الله لهم أبواب الخير على مصراعيه كما قال تعالى : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ   [ الأعراف.  إن من لا يرحم لا يرحم ، ومن كان في عون أخيه كان الله في عونه ، ومن نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، فيسروا على الناس أمرهم ييسر لله أمركم ، ويبارك في أموالكم وأعماركم ، وأرضوا بما يسر الله من الربح القليل تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة ..واعلموا أن هناك من عباد الله من رفعوا أيديهم فاختر لنفسك أحد الدعوتين إما لك أو عليك.

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 14787
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-01-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم