09-07-2012 03:17 AM
بقلم : هاشم الخالدي
منذ شهر وأنا أشاور نفسي على كتابة هذا المقال وبين الحين والآخر أغض الطرف عن الكتابة والابتعاد عن الصدام بالمؤسسات العليا – كما يتهمني البعض – لكنني وجدت أن من الواجب الوطني أن استمر في الكتابة عما يجول في خاطري لأنني لا استطيع السكوت عن الخطأ ، ولا استطيع أن أقف مكتوف الأيدي وأنا أرى هذا الوطن الأعز ينجر الى هاوية لا يعلم بها من اتخذ القرار.
لا يختلف اثنان أن الدولة الاردنية بأجهزتها المختلفة وتحديداً الامنية شهدت ضعفاً وتراخياً لم يشهده الاردن منذ تأسيسه عام 1921 بسبب تداعيات الربيع العربي الذي كان ملتهبا انذاك ويمتد في الوطن العربي كما الغرغرينه في الجسم ، وازعم اننا بحمد الله لم نصل الى لحظة الصدام بسبب خطة ذكية أنتهجها مدراء هذه الاجهزة بالابتعاد عن الاصطدام مع الشارع الملتهب بالحراكات الشعبية خوفاً من أن يشهد الاردن لا سمح الله سفك دماء كما حدث في دول مجاورة.
في تلك الفترة التي امتدت على مدار العام الماضي ومطلع العام الحالي اتهمت الدولة الاردنية بالتراضي والرعب من أي ناشط شبابي او اعتصام عمالي او حرد وظيفي او اعتداء على املاك الدوله وحياة المواطنين " عيني عينك" حتى وصلت الحالة الامنية في الاردن الى درجة تمنى فيها المواطن الاردني أن تعود الهيبة للأمن الاردني من أجل ضمان سلامة المواطن الاردني وعائلته لأن الامن هو أكثر ما يميز هذا البلد المتوسطي الذي يعيش في بؤرة ملتهبة بالاحداث.
لا أنكر أن عديد من سماسرة السياسة إستغلوا آنذاك فقدان الدولة لهيبتها، وفرضوا شروطهم التي لبيت بالكامل سواء بالمقاعد الوزارية أو بالمناصب العليا اوالاسترضاءات الاخرى، وكنت أسمع من جهات عليا أن هذه الحالة لن تستمر وأن الدولة تتجهز للإنتقام من هذه الحراكات في حال تعافي الاردن من هزات الربيع العربي التي ضربت بلدان عربية مجاورة.
تملكني الخوف منذ ذلك الحين مما سمعت من تهديدات، وقدمت مشورة متواضعة لجهة عليا بأن لا تتعامل بالعنف اذا ما استردت الدولة الاردنية هيبتها في الشارع، لكن ما حدث ويحدث على أرض الواقع الآن مختلف تماماً عن النصيحة التي قدمتها والتي على ما يبدو وضعت في سلة المهملات... بكل أسف!.
الآن... أكثر ما يقلقني أن الدولة الاردنية انتهجت نهج الانتقام من رموز الحراكات الشبابية والشعبية بعد أن عادت لها العافية ، وبدأت تتخبط في هذا الانتقام الذي طال أبناء العشائر الاردنية وهو أمر مقلق يستدعي التوقف والمشورة اذ كنت أتمنى أن تلجأ الدولة بعد أن قويت شوكتها الى التحاور مع شباب ورموز الحراكات لأن علم التفاوض يكشف لنا أن التفاوض من قوة يختلف عن التفاوض من ضعف، لذلك كان من المفترض أن تستغل الدولة بعض الهيبة والقوة التي عادت لها وأن تلجأ لإستقطاب هذه الحراكات والرموز الشعبية والصحفية لأن دوام الحال من المحال وقد يحدث لا سمح الله أن تفقد الدولة هيبتها مرة أخرى اذا ما تبدلت أمور رئيسية في دول مجاورة وهبت رياح التغيير على سوريا تحديدا .... اليس كذلك ؟.
من المسلّم به أن معظم ابناء الشعب الاردني ما زال مؤمنا بالقيادة الهاشمية ومؤمنا بأن استقرار الاردن يكمن في بقاء النظام الهاشمي وهذه قناعة ترسخت لدى كافة الاردنيين، لكن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يستغل البعض هذا "الايمان" والرغبة بالامن والاستقرار ليمارس الانتقام من الحراكات الشبابية، فقد حزنت كثيراً على قيام البعض مثلا بتحطيم المحل التابع للناشط باسل البشابشة في الكرك وضربه بطريقة غير مقبولة، ولم أكن سعيداً لإتهام النائب السابق علي الضلاعين بحيازة متفجرات في منزله وكذلك ضرب بعض الناشطين والصحفيين في اربد وعديد من المناطق وزجهم بالسجن.
في المقابل... بدأت أتخوف مما يصلني من معلومات عن قرب الانتقام من الصحافة والمواقع الالكترونية تحديداً في ايطار تدوير عملية السلخ والتأديب التي أصبحت نهجاً هذه الايام وهو امر ان حدث سيؤدي الى فوضى وتحالفات بين الصحافه والحراكات سيتمنى من اتخذ قرار التصفيه انه ابقى الحال على حاله .
بالمحصلة... أتمنى على الجميع... لا بل أرجو أصحاب القرار الذين انتهجوا عمليات الانتقام والضرب الممنهج أن يحسبوا حساب يوم قد لا تسامح فيه العشائر الاردنية ما تم اقترافه بحق أبناءهم؟!.
اللهم انك تعلم انني اكتب حبا بهذا الوطن .. اللهم اني بلغت... اللهم فاشهد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-07-2012 03:17 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |