حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,8 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11295

حوار عائلة شهيد

حوار عائلة شهيد

حوار عائلة شهيد

02-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

إستيقظت هذا الصباح وتمنيت أن يستيقظ معي ضميري النائم منّذ سنين طويلة , بعد الأمنية اليائسة حاولت جاهداً أن أوقظه من سباته العميق , رفض الضمير كعادته راغباً بأن يكمل السبات , تمنيت وحاولت وليس كل ما يتمناه المرء يُدركه و محاولاتي فشلت هذا ليس بجديد, دعونا من ضميري و من ضمائركم التي هي ليست أفضل حال من ضميري , فكل الضمائر العربية غارقة في النوم المُعسل أي المصطنع .

 

 

كالعادة إلى نشرة الأخبار أنتقل فصعقت ولم يُصعق ضميري لأنه ما زال نائم ؛ فكيف يشعر النائم بغيره ؟! صُعقت بمنظر لم أكن أتمنى أن أراه هذا الصباح , هو ليس بجديد على العدو الغاشم ولكنّ المنظر حديث العهد , لم يمضي عليه إلا ساعات قليلة , إنظروا يا رعاكم الله إلى صورة و اسمعوا ماذا تقول لكم الصورة ..؟!

 

 

سمعت الصورة تنطق و سمعت صوت الأطفال تضحك , تنطق بما لا يقال و تضحك مبتهجة بالحال الجديد , نسيت أن أعرفكم على الأطفال , هم أربعة أشقاء أصغرهم مسعد ابو معتق عمره عام واحد و أشقاؤه ردينة (أربعة أعوام) وهناء (ثلاثة أعوام) وصالح (خمسة أعوام) , و قبل أن أنسى أمهم ايضا استشهدت معهم هذا الصباح .

 

 

إنفجر صوت مسعد رغم أنه في العام الأول و صرخ : أريد صدر أمي الدافىء الحنون , أعطوني الطفولة يا أمتي , أين أنتم لماذا لا تتكلمون معي ؟!

 

 

نطقت هناء : لا تصرخ يا أخي الصغير , لن ترى لك مُجيب إلا صدى صراخك , لا تنتظر من هؤلاء أي شيء يُذكر إلا مزيدا من الصمت المقفل .

 

 

قالت ردينة : مسعد و هناء إذهبوا و طيروا في الجنّة و افرحوا و امرحوا , لم نجد عدلا في الأرض , لم نجد من يحمي طفولتنا , لا تظلموا صمتهم , هكذا وجدوا و هكذا يموتون , تعالوا نكمل اللعبة التي كنّا نلعبها قبل أن يأتي العدو الصهيوني و يدمّر منزلنا .

 

 

قال صالح : كنتُ اليوم يا اصدقائي في الطفولة مع أشقائي ألعب , و لم يكن في منزلنا إلا كرة قديمة و ألعاب الطفولة , و رغم حصارنا كنا نضحك ؛ نضحك على إحتلالنا إن ظنّ يوما أنه سيسرق طفولتنا , نلعب و نمرح و كان عقابنا بتدمير منزلنا فوق رؤسنا , ماذا أنتم فاعلون ؟ أعتقد مزيدا من الصمت أم إجتماعا طارئا و مزيدا من الإستنكار و الشجب ؟!

 

 

صرخت الأم من بعيد : لا يا ابنائي لا تظلموا أمتي , هي غير قادرة الآن على فِعل شيء , و لكن سيأتي من هو قادر على فعل ما عجزوا عنه , سيأتي جيلاً قادرا على إعادة مجدَ صلاح الدين لو بعد حين , هيا ننتظر والدكم لأن صوته منّا إقترب .

 

 

إنتهى حوار العائلة الشهيدة و لم ينتهي الصمت , و عندما قررت أن أكتب هذا اليوم لم أكن أرغب بأن تزيد عدد الحروف التي كـُتبت منذُ ستين عاماً و لكن كنت أحاول جاهداً أن أقنع ضميري بأن يستيقظ لم يستجب فلعنته و تحسرت على حالنا و ترحمت على شهدائنا .








طباعة
  • المشاهدات: 11295
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تتحمل إيران مسؤولية "نشر الفوضى وتأجيج الفتن" في سوريا كما تتهمها جامعة الدول العربية رغم نفي طهران؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم