بقلم :

  ربما يمثل هذا الرقم عدد الملايين القابعة في حساب سري في سويسرا والتي استطاع مسؤول حكومي مخضرم ادخارها بكده وعرق جبينه وبركة دعاء والديه انه افنى عمرا طويلا في خدمة الاقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية المستدامة ومشاريع لا نشكك بمدي جديتها...!!!

  او معدل الثانوية العامة لابن احد المتنفذين والذي تم تعيينه مؤخرا بوظيفة مستشار بعقد وراتب يتألف من اربع خانات وذلك مكافأة له على الجهود الاستثنائية التي بذلها طوال العشر سنوات في تحصيل شهادته الجامعية والتي اصبحت بقدرة قادر بامتياز...

  او عدد الطلاب الذين لبوا دعوة للمشاركة في مسيرة صامته بمناسبة يوم الارض وهو الصمت الذي انعكس على معدلاتهم التراكمية في ذاك الفصل....

  او مساحة الارض التي اشترها مستثمر اجنبي على طريق المطار بسعر مغر ومتدن دون ان تتضح حتى الان صفة الاستثمار ?!!

او عدد عمال المياومة في مؤسسة حكومية الذين تراجعوا عن اضرابهم احتجاجا على قرار حكومي حرمهم من التثبيت بعد ان تلقوا تهديدات تتجاوز فقدان الوظيفة والتي لا يتجاوز دخلها الشهري 160 دينار طبعا بعد ان شملتهم الزيادة الاخيرة.

  او موظف في احدى الوزارات بعد ان افنى عمره في وظيفته ومضى عليه قرابة اربعين عاما بانتظار راتبه التقاعدي من مؤسسة الضمان الاجتماعي ليفارق الحياة قبل ان ينهي اجراءات المؤسسة الروتينية والمملة والتي تسبب في كثير من الاحيان الاصابة بالجلطة.

  لتهني زوجته والعائلة براتبه بعد خلاف وجدل على الورثة.

  او عدد الاطفال الذين راجعوا طوارئ مستشفى حكومي في احدى المحافظات والقرى النائية صبيحة العيد وذلك لاصابتهم بتلبك معوي حاد نتيجة تناول الشاورما على الريق بعد الصلاة مباشرة او عدد المخالفات التي رصدتها كاميرا المرور عشية يوم هادئ نتيجة نزوح سكان العاصمة على طريق المطار...

  او قيمة فاتورة الماء والتي اخطر المواطن الغلبان والمغلوب على امره تسديدها قبل السماح له بتقديم اعتراض رسمي علما بان المياه مقطوعة عن الحي منذ قرابة الاسبوعين...

  او عدد الاعضاء المتبقين في احد الاحزاب بعدما شهد مؤخرا انقسامات داخلية بعد تسرب شائعات تلقيه تمويل مشبوه.

  او عدد الاصوات التي حصل عليها احد المرشحين سواء لمجلس الامة او لرئاسة البلدية بعد ان ركب رأسه واصر على طرح نفسه مرشحا ووفق برنامج ودعوة خدمية يفترض انها تندرج تحت باب تحصيل حاصل.

  او مجموع النجوم في العلم الامريكي اذا اخذنا بالاعتبار التغيرات التي طرأت على خارطة العالم بعد احداث ايلول وسقوط بغداد ومقتل صدام حسين فهل تكذب الارقام هنا?! والتلاعب بالارقام سهل لكن اقسم بان احساسي يقول لي بان الارقام لا تكذب عكسنا تماما...

  دوما نتباهى بالارقام وبالامكان استخدامها كما نريد لها ان تكون لاننا في مواقع عديدة تجيد لعبة الارقام - هذا الرقم قد يصلح لاي شيء ولكن لا يصلح باي حال من الاحوال لان ننسى »فلسطين« »60« عاما انقضت وفي كل عام نتلقي ضربة اخرى موجعة »60« غرابا تقف على ابواب الجامعة العربية ولكنها ترفض هذه المرة النعاق فانا هنا لست بصدد القاء الشعر القريض ولكن من حق كل عربي ان يتغنى في بلاد العرب اوطاني