02-05-2008 04:00 PM
سرايا -
سرايا – دمشق - بروح تتقد ونشاط لا يكل يعمل في مخيم اليرموك العديد من الناشطين والطلاب في صناعة أكبر علم في العالم بمشروع جماعي فقير الموارد، غني بالروح والوعي الوطني، وبهاجس سباق الزمن للإنجاز قبل حلول يوم النكبة، وبتطوعية نبيلة من عدد من الخياطين الفقراء الذين يحضرون كل يوم بعد إنتهاء عملهم المأجور للعمل بصناعة العلم حتى ما بعد منتصف الليل.
البارحة، وبساحة العمل في أطراف مخيم اليرموك، كانت احتفالية تطوعت فيها فرقة حنين للفن الملتزم للغناء على وقع النشاط، فتجازوت الفرقة في غنائها، ذاتها الغنية أصلاً، حين توحدت مع الذات الجماعية الفاعلة والدؤوبة، فتسابق صوت الآلات الموسيقية والمؤدين مع صوت الشباب المنخرطين بالعمل، إن كان عند سحب اللون الأسود من العمل على مساحة الساحة لطيه بعد خياطته، أوعندما تتعالى أصواتهم وهم يساعدون الملائكة المجتهدين على مكنات الخياطة، ولتكتمل الصورة السماوية حضر أطفال فريق الإسراء الرياضي منذ الساعة الأولى من العمل فأجتهدوا بإنتظام ودقة حول مكنات الخياطة يسحبون القماش للخياطين ويرتبونه ويتفاعلون مع إحتياجاتهم ، قبل أن ينطلقوا للدبكة الفلسطينية على إيقاع الأغاني التراثية، فبدوا كما هم دوماً ملائكة ترفرف حول الأعمال العظيمة
وبالعودة للحظة فرد اللون الأسود بعد خياطته، أعتقد أنه من المهم أن أنقل لكم حالة نفسية اجتاحتني حينها، حيث إاختلط لدي الشعور بالعظمة المستمدة من عظمة العلم الوطني والعلم الذي ينجدل من بين أصابع وأصوات المشاركين، وشعور عميق بضآلة شخصي أمام العلم كما أمام ممثلي شعب أبى أن يكون رقماُ مهملاً في حركة التاريخ، أبى أن يداس من عجلة التاريخ ويتحول لغبار كما عمل بكل عنصرية سدنة القتل الجماعي، وهاهو يقاوم حيث هناك احتكاك بينه وبين الاحتلال، ويعد نفسه بالنهوض بأعمال تكرس وطنيته ووحدته، المحاربة من جهات عدة، يكرسها من حيث خلقت، من القاعدة الشعبية، وبعيدا عن كل الصراعات الإيديولوجية والمنفعية والتكيفات التي وصلت بالبعض بالتكيف مع الاحتلال نفسه .
في ساحة صناعة العلم، التي آمل أن تطلق عليها بلدية اليرموك "ساحة العلم"، وبجهد معتاد من أبناء الشعب الفلسطيني، يعمل بعض هؤلاء الأبناء البررة على صناعة أكبر علم في العالم لما يعتبرونه "أغلى وطن"، فهل سنمد الأيدي معهم ولهم؟ بعضنا بالمشاركة الجسدية الروحية، وبعضنا بالمشاركة المادية، وبعضنا بعرض عملهم في الإعلام، وخاصة الإعلام الفلسطيني، هل سيتقدم مبادرون من شتى أصقاع الأرض ليعلنوا يوم النكبة المقبل يوم الوطنية الفلسطينية ل"أكبر علم لأغلى وطن"؟ ليصار على صناعة أعلام أصغر تمتد، من حيث يقيم كل فلسطيني،من فوق الجدران التي أقيمت في وجه الفلسطيني، لتشكل قوس قزح فريد بألوان العلم الفلسطيني القادم من الثورة العربية الكبرى ليكون رمز وطنية أبناء الأمة العربية الأكثر تضرراً من احتلال عنصري كولينيالي.
في مخيم اليرموك اجتمع ناشطون من دمشق ومخيماتها ليعلنوا جوابهم فعلاً عظيماً، فلعل الإجابات الفلسطينية، وأخرى من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، تكون بنفس الوضوح والإيجابية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-05-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |