حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11761

هل شباب اليوم واقع مأساوي… ومسؤولية من ؟

هل شباب اليوم واقع مأساوي… ومسؤولية من ؟

هل شباب اليوم واقع مأساوي… ومسؤولية من ؟

05-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 يعيش شباب اليوم ظروفاً يصبغها التغير السريع الذي أحدث صدمة في عادات البشر وعقائدهم وتصوراتهم فأصبح مهيئاً للمعاناة في كثرة الاضطرابات مثل: القلق، الاكتئاب، السكر، الضغط، اللامبالاة، الاغتراب بأشكاله المتعددة كالاغتراب الموضوعي والذي يتمثل بالهجرة المؤقتة أو الدائمة خارج المجتمع. فضلاً عن الاغتراب الذاتي الذي يعبر عنه الفرد عادة بسلوك لا يوافق المجتمع كالسلبية واللامبالاة والعنف والجريمة. وبذلك ينعزل الفرد عن الجماعة وبالمقابل تنعزل الجماعة عن الفرد. وهذا أمر يدعو لنشوء تفكك في بنية الأسرة والمجتمع والذاتية. إن الشاب الآن بات يبحث عن انتماء له، وعندما يدرك ما تلقاه من عادات وقيم لم تتوافق مع نفسيته يحاول نقدها والخروج منها إلى إطار آخر، وبمعنى دقيق فإن الشاب عندما يبحث عن انتماء آخر فهو يكون يبحث عن هويته، وهذا معناه أنه يريد الانسحاب من واقعه أو الهروب منه، ذلك الواقع الذي يعيش فيه، وعندما لا يجد أملاً في إيجاد ما يبتغيه يصاب بحالة من اليأس والملل تؤدي إلى ازدواجية في المعايير. وعلى العكس من ذلك فإن الشاب اليوم إذا كانت أفعاله منظمة وتسير نحو غاية محددة يحكمها العقل والتفكير فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج إيجابية بحتة، فثمة إدراك قيمة للوقت لدى هذا الكائن وما إن تم إدراك قيمة للوقت فإن ذلك سيؤدي إلى استثمار هذا الوقت ذلك الاستثمار الأمثل، إذ أن العلاقات الوظيفية الحركية بين الوقت وأفراد المجتمع شرط لازم لدفع حركة التنمية إلى الأمام حيث يرتبط جوهر المسألة بأساليب تنظيم الوقت وتوزيعه إلى وقت عمل ووقت فراغ بشكل عقلاني وعلى مختلف الأصعدة، وأن التفكير المنهجي في تنظيم الوقت هو ما يميز نجاح مجتمع عن آخر، ولا يمكن لحضارة أن تتقدم وترتقي ما لم تدرك أهمية الوقت، وكيفية استثماره، والشعوب تتقدم باستثمار الوقت لأنه الصلة بالحياة والبناء الاجتماعي. مما لا شك فيه أن العامل الاقتصادي يلعب دوراً هاماً في إدراك الشباب لأهمية وقت الفراغ، وقد أتاح العصر الحالي قدراً كبيراً من أوقات الفراغ، وكان من نتائجه مشكلة البطالة التي أتاحت قدراً كبيراً من أوقات الفراغ . يمكننا القول أن شباب اليوم باتوا يتصفون باللامبالاة والتفكير السطحي ولكن من المسؤول عن ذلك، هل المسؤول هو ثورة المعلوماتية ووسائل الاتصال الحديثة أم أن ثمة مسؤول آخر عن ذلك كله من هو إذاً ؟ عدد كبير من الباحثين يؤكدون أن ما يعاني منه شباب اليوم يعود إلى الخمول والكسل الذي أصابهم وهو نتيجة طبيعية لأوقات فراغ لازمتهم وقتاً طويلاً وأن سبب ذلك عائد إلى التكنولوجيا الحديثة التي رمت الجهد العضلي جانباً وباتت تعتمد على الفكر وحده، وآخرون يعزون ذلك إلى التفكك الأُسري ولكن كيف يكون الحل ؟ إذاً.. الشباب مشروع وطني.. لكن كيف نتبنى هذا المشروع؟ إن تبني المشروع الوطني يكون من خلال وضع استراتيجية واضحة المعالم قائمة على تقديم الخدمات الاستشارية والتوعية بأهمية هذا النشاط ومردوده ومن ثم تعزيز مهارات من يبادرون بأعمال تجارية وصناعية جديدة وإزالة القيود التي تعرقل تنمية هذه المؤسسات والصناعات من خلال تعبئة الموارد المالية ومنح القروض الميسرة دون فوائد وزيادة الوصول إلى الائتمان المصرفي وفق ضوابط معقولة إضافة إلى تبني سياسات تساعد الشباب على تسويق منتجاتهم فضلاً عن ضرورة إنشاء صناديق وطنية لتنمية مشروعات الشباب وإيجاد حل مناسب لأزمة السكن التي تعترض طريقهم لتكون أسرة في المجتمع كما أن الإيمان بحق أن الشباب نصف الحاضر يلقي مسؤولية ضخمة على الجيل الحالي تتمثل في تهيئة الحياة أمام الأجيال من خلال العمل على توفير متطلباتهم وفي مقدمتها التعليم المرتبط بالحياة وفرص العمل والدخل المناسب وإطلاق حرية التعبير ليجد الشباب مجالاً للمساهمة والمشاركة في بناء المجتمع وليقضوا على ساعات الفراغ والملل بالعمل الذي تقع مسؤولية تأمينه لهؤلاء الشباب على عاتق الحكومات وبذلك نكون قد قضينا على الفراغ وما يترتب عليه من نتائج سلبية قد تعود على المجتمع الأردني بأسره بالإساءة الأكيدة في حال بقي الوضع على ما هو عليه بالنسبة لشبابنا الأردني .

 








طباعة
  • المشاهدات: 11761
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم