سرايا - سرايا - أسماء أبوشال - هل تعلقين لزوجك على كل صغيرة وكبيرة ، تضخمي المشكلات بسبب وبدون السبب ، كم مرة قمتِ بتوبيخه بسبب دعوة أصدقائه إلى المنزل لتناول وجبة الغداء بدون ميعاد سابق ، كم مرة قمتِ بافتعال مشاجرة بسبب غيرتك العمياء من زميلاته في العمل ، وكان الخصام والجفاء هو سلاحك لعقابه.

لا شك أن مواجهة المشاكل أمر عادي فى الحياة الزوجية ، ولكن اللجوء إلى الخصام لفترات يهدد حياتك الزوجية ، والحل يكمن في قوة "الصفح" هل جربتِ هذا الحل السحري من قبل ؟

ليست مثالية

يقول خبراء العلاقات الزوجية أن القلوب تتفتح بعضها لبعض عندما يظلها الحب الدائم ، أن أهم مهارة نحتاج إليها هي الصفح والتسامح ، إن الصفح عن أخطاء شركاء حياتنا يسمح لك أن تغفر لنفسك عدم كونك مثالياً ، وعندما لا نصفح لبعضنا البعض ، فإن الحب الذي يجمعنا سيكون بدرجات متنوعة ، مقصوراً على الأمور الحياتية فقط.

يقول خبير العلاقات الإنسانية دكتور جون جراي "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة – كتاب الأيام" : سوف نستطيع نحب الآخرين ، ولكن ليس بنفس الدرجة ، عندما يكون القلب مغلقاً في علاقة ما ، فإنه يدق بضعف في بقية علاقتنا بالأشخاص الآخرين.

ويعرف جراي الصفح بأنه مسكن للإحساس بالألم ، إن المغفرة تسمح لنا أن نمنح الحب مرة أخرى وتساعدنا على أن نفتح قلوبنا لكي نعطي ، ونستقبل الحب ، عندما تكون قلوبنا مغلقة ، فإننا نخسر مرتين

.

معاناة وصراع

فكلما زاد حبك لزوجك ، زادت معاناتك عندما لا تصفحين عنه ، إن كثيراً من الناس يقدمون على الانتحار ، وذلك بسبب المعاناة التي نتجت عن عدم الصفح والتسامح لشركاء حياتهم.

إننا نتمسك بمشاعر المرارة والاستياء ، ليس لأننا توقفنا عن حب شريك حياتنا ، ولكن لأننا لا ندري كيف نغفر ونسامح ، إذا لم نعد نشعر بالحب وتوقفنا عن الحب ، عندئذ لن نشعر بالألم على الإطلاق ، كلما زادت قدرتنا على الحب ، شعرنا بالألم لعدم قدرتنا على الصفح والمغفرة.

يؤكد جراي إن القدرة على المغفرة بداخلنا جميعاً ، ولكن كما هو الأمر مع أي مهارة أخرى ، يجب علينا أن نمارسها ، في البداية سوف يتطلب ذلك وقتاً ، حيث نجد أنفسنا وقد صفحنا عن شريك حياتنا ، ثم نبدأ في إلقاء اللوم عليه فى اليوم التالي ، إن إتقان مهارة الصفح فى العلاقات يتطلب وقتاً ، ولكن مع الممارسة يصبح الصفح استجابة طبيعية

إن الله سبحانه وتعالي يرضى عنك كلما صفحت عن شخص ما ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) سورة الحجر ، (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا  أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة النور ، فما بالك بشريك حياتك ، عندما يختار الإنسان أن يحب ، بدلاً من أن يغلق قلبه ويعطيه فرصة لملئ عالمه بالصراعات ، عليه أن يصفح ويعفو عن الآخرين ويساعدهم على أن يصفحوا مثله.

ثقي فى زوجك

ومع ممارستك للصفح ينصحك جراي بمنح الثقة لشريك حياتك ولا تمارسي عليه ضغوط تشكك فى استقامته ومصداقيته لديكِ ، وعن أهمية هذا الأمر يذكر في كتابه : إن الحاجة إلى أن يكون الرجل في موضع ثقة هى الحاجة إلى اعتراف شريكة حياته بأنه شخص صالح ومستقيم ، عندما تنعدم الثقة ، فإن الناس يقفزون دائماً إلى الاستنتاج السلبي فيما يتعلق بنوايا شخص ما ، بينما تجعلك الثقة تلتمسين الأعذار لتصرفات زوجك السلبية ، إن الثقة تقول: "لابد أن هناك مبرراً وراء هذا التصرف".

إن ثقة المرأة بالرجل تجذبه إليها ، عندما تثق به تستطيع أن تجعله يبذل أقصى ما يستطيع ، بالتأكيد إذا وثقت المرأة بأن زوجها مثالي فإنها ستصاب بخيبة أمل ، إذا وثقت أنه يستطيع مساعدتها وأنه سوف يساعدها ، فعندها سوف يدرك أهميته لديها ، وإن ما يقدمه لها كاف لكي يلاقي القبول والتقدير من جانبها ، إن ثقتها بع سوف تجعله يظهر أفضل صفاته ، وعندما تظهر المرأة ثقتها النابعة من حبه ، فإن الرجل يكون قادراً على إدراك قدراته ، ومواهبه ومهاراته.