حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 63053

هاشم الخالدي يكتب: اتق الله يا سميح المعايطة

هاشم الخالدي يكتب: اتق الله يا سميح المعايطة

هاشم الخالدي يكتب: اتق الله يا سميح المعايطة

25-08-2012 03:06 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

هذه الكلمة أوجهها الى الزميل سميح المعايطة الذي يتولى على ما اعتقد هذه الايام منصب وزير الدولة لشؤون الاعلام.

 

سأعترف أن صدمتي بالرجل لا يعادلها صدمة، فقد عرفت سميح منذ أن كان مواظباً على الصلاة في مسجد يونس بالزرقاء وعضواً ناشطاً في جماعة الاخوان المسلمين حتى أننا كنا نعتبره محسوباً على جناح الحمائم الذي يميل للمسالمة والابتعاد عن المواجهة، وكان الرجل مهتماً بالعلم والمثابرة حتى وصل الى صحيفة السبيل الاسلامية محرراً صحفياً ليبدء من هناك انطلاقته الاعلامية والسياسية.

 

في العام 1999 هاجر المعايطة صحيفة السبيل وعلمت أن علاقته بجماعة الاخوان المسلمين قد فترت، ولا أعلم اذا كانت الشائعات التي احاطت بالرجل في تلك الفترة هي سبب تركه للجماعة، فقد قيل أن أحد قادة حماس في الاردن ويدعى عزت الرشق لجأ الى بيته حين كان مطارداً من حكومة عبد الرؤوف الروابدة الذي أبعد قادة حماس الى قطر وأن المعايطة حسب ما قرأت في أحد المواقع ولا أتبنى ذلك- قد عقد صفقة قام على اثرها بتسليم الرشق مقابل صعوده الاعلامي والسياسي.

 

بعد فترة وجيزة رأينا سميح المعايطة مقدماً لبرنامج تلفزيوني في القناة الرسمية، ومعروف أن من يقدم تلك البرامج لا بد أن يكون قد نال الرضى من كل الجهات.

 

قفز بعدها سميح الى واجهة العمل السياسي مستشاراً للشاب سمير الرفاعي رئيس الوزراء الاسبق ليتم اختياره بعدها وزيراً للإعلام في حكومة الدكتور فايز الطراونة.

 

منذ أن تشكلت حكومة الطراونة توجست خيفة، وأدركت أن الرجل سينفذ أجندة الحرس القديم الذي ينتمي له بالباع والذراع، وأدركت أن هذه الحكومة لا تبحث عن رضى النواب لأنها حكومة انتقالية وبالتالي قدرت أن تقوم برفع اسعار المواد التموينية، وقد فعلت، وبرفع اسعار المحروقات، وقد فعلت، وبضرب رموز الحراكات الشعبية، وقد فعلت، وبعدم الاكتراث بمشاركة جماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات النيابية، وقد فعلت، لكنني كنت أتوقف مطولاً عند فكرة أن تقوم الحكومة بضرب الحريات الصحفية وتكميم المواقع الالكترونية، لكنني كنت أعتقد – وقد خاب ظني فيما بعد - أن سميح لن يبيع زملاءه، ولن يكشف أوراقه بهذه السهولة، لذلك كان هاجس الاطمئنان من وجود سميح يخيم على مخيلتي... لكنني أخطأت.

 

عصر يوم الاربعاء الماضي وبعد أقل من ربع ساعة من انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي ارتكب فيها مجزرة تعديل قانون المطبوعات والنشر هاتفني الزميل سميح لأكثر من نصف ساعة محاولاً اقناعي بأن هذه التعديلات هي لصالح المواقع الالكترونية ولا أدري لماذا تملكني الضحك والغضب في آن واحد من هذه المحاولات الغبية، وعندما احتد النقاش أبلغته أن هذه التعديلات هي مجزرة اعلامية بكل معنى الكلمة هدفها تقيد الحريات الاعلامية وفرض كلف مالية باهضة على المواقع الالكترونية بهدف اغراقها بالديون واغلاقها، وأن ما جرى ما كان يفترض أن يجري دون التشاور مع نقابة الصحفيين وأصحاب المواقع الالكترونية.

 

ولكي أختصر المكالمة... قلت له ما حرفه... أريد فقط أن أنهي هذه المكالمة بأن أقول لك حسبي الله ونعم الوكيل.

 

إنتهت المكالمة، لكن عقلي الباطن انشغل بالتفكير بشخصية سميح الذي غامر بسمعته وتاريخه وخسر زملاءه الصحفيين مقابل كرسي متحرك يسمى... كرسي وزير الاعلام.

 

أنا ادرك أن سميح مجرد واجهة، وأن قرار التعديلات وضبط المواقع الالكترونية هو موضوع أكبر من حجمه لكنه كان يمكن أن يتخذ موقفاً رجولياً كما فعل وزير الاعلام الاسبق طاهر العدوان بالاستقالة،وكان يمكن أن يتدخل لصالح زملاءه على الاقل، بأن يقترح استشارة زملاءه في تلك التعديلات والتخفيف من كارثيتها... لكنه لم يفعل.

 

اذاً هو اختار الكرسي... ونحن اخترنا الشعب وأريده أن يدرك دون غرور أن (سرايا) أقوى وأبقى من حكومة الطراونة لأن (سرايا) كسنبلة القمح... تميل لكنها لا تنكسر.

الكاتب مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 63053
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-08-2012 03:06 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم