19-09-2012 06:21 AM
بقلم : هاشم الخالدي
لا أنكر أنَّني ومنذ مساء أمس يتملكني شعورٌ بالاحباط الشديد نتيجة سريان التعديلات سيئة الصيت والسمعة على قانون المطبوعات والنشر.
ثمّة ذهول أشاهده على جباه الصحفيين الذين تنتظرهم منذ اليوم مقاصل الغرامات المالية والتهديد بالحجب والإغلاق لمواقعهم بعد أن وصل الأردن مراحل متقدمة في صناعة الاعلام الالكتروني.
ثمّة احباط من نوع مماثل ... صحفيو اليوميات أو معظمهم .. صامتون .. هادئون، وكأنَّ المعركة في بيت الجيران ونسي هؤلاء أو تناسوا أن من كان يقف معهم في محنتهم ومطالباتهم من اداراتهم هي المواقع الالكترونية التي ارغمت ادارات تلك الصحف على تحسين أوضاع الصحفيين .. فأين هؤلاء الزملاء الذين كانوا يشبعوننا كلاماً عن الحريات ويطلبون وقفتنا .. اليوم نطلب وقفتهم .. فأين هم ؟
بالأمس، عدت من مصر العزيزة على قلبي وأدرك أن معادلة الإعلام هناك تختلف عن معادلة الإعلام في الأردن، لأن تكاتُف الصحفيين في مصر ووقوفهم كجبهة واحدة للحصول على الحرية بصرف النظر عن خلافاتهم الداخلية هو شيء يبعث على الفخر والاعتزاز بتلك الأسرة المتماسكة، أما في الأردن فحدث ولا حرج، ولا أدلَّ على ذلك من هذا الجحود الذي تواجَهُ به المواقع الالكترونية من بعض زملاء اليوميات الذين ستتناساهم تلك المواقع بعد حين عندما تصل النار إلى "ثوبهم" كما يقال.
هذا زمن انحطاط الحرية الصحفية وزمن تغيير المبادئ وزمن الغدر من زملاء أُمليت عليهم "زوايا النفاق" فاستلّوا أقلامهم السوداء وبدأوا طعناً بزملاءهم في المواقع.
هذا زمن الانحطاط الذي يقبل فيه كاتب على نفسه أن ينقلب على ما تبقى من أخلاقه، فيقدّم نفسه للدولة كمشروع وزير مستقبلي مقابل ملئ مساحة مقالاته بالبذاءة والقذارة التي يشتُم فيها زملاءه في المواقع الالكترونية.
هذا زمن الانحطاط الذي يقبل نائب بلون الأورنج على نفسه أن ينقلب على مبادئه وصداقته اليومية للصحفيين فيمارس تحريضاً واضحاً تحت قبة البرلمان من أجل اقرار قانون المطبوعات السيء ثم يكذب علنا بانه نصير الحريات.
هذا زمن الانحطاط الذي يقبل ذات النائب على نفسه أن ينقلب على أسياده "الذهبيين" الذين أوصلوه إلى قبة البرلمان ليصبح سمساراً لكل شيء .. نعم سمساراً لكل شيء ؟؟! هل فهمتهم ما أقصد ؟
هذا زمن الانحطاط الذي تضطر فيه بعض المواقع الالكترونية للتفكير بهجرة هذا الوطن الذي كثر فيه الفاسدون والناهبون .. الرجال منهم والمتولدنون ... المرتزقة منهم ومن هم "دون" !
هذا زمن الانحطاط ، فلم أعد راغباً في اكمال مقالتي فاعذروني ...
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-09-2012 06:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |