حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13518

حول "الكفار والملاحدة" الماركسيين

حول "الكفار والملاحدة" الماركسيين

حول "الكفار والملاحدة" الماركسيين

10-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 

تجتاح سرايا هذه الايام موجة من التكفير التي تتعرض لآراء بعض كتابها ومعلقيها، وليس هناك من ضير ان كانت هذه التعليقات التكفيرية تناقش الموضوع المبحوث او تقدم اضافة معرفية او نقدية له، لكنها في احسن الاحوال، تريد ان تعزل الكاتب او المعلق على قاعدة ارضياته المعرفية والايديولوجية، وفي اسوأها تعلن انه اشد خطرا على الامة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وتعلن أو تضمر اتفاقا بين اميركا و"اسرائيل" المؤمنين بالله اصحاب الدين السماوي، ضد ابناء جلدتهم اصحاب الارضيات المعرفية المغايرة.

 

فمثلا، يقول ابو عبد الرحمن المسلم في تعليقه على الجزء الثاني من مقالي حول اوهام "العولمة" وأكاذيب "التجارة الحرة" : "اعتز اني ابو عبد الرحمن المسلم وأعتز اكثر اني فعلا لا قولا مسلم كبعض من لا تزال غمامة الكفر والالحاد تغشاهم فهم لا يبصرون. قرأت المقال للكاتب وتوقعت ان اجد فيه شيئا مما يهم المسلمين ويذكرنا بأمجادنا الغابرة.. ولكن للأسف وجدت غثاء كغثاء السيل لا يسمن ولا يغني من جوع. وجدت المقولات المكررة عن العولمة والتي لا يتفوه بها الا تلاميذ الكافر ماركس ومن لف لفهم.. ودعني اسأل ما لنا والعولمة؟؟ هذا اللفظ الجديد الذي يحاول الكاتب ان يتفلسف به علينا؟ ولماذا لا نستغل نحن المسلمين العولمة لمصلحتنا في نشر دين الله (الاسلام) ان كنا غيورين على هذا الدين؟؟ لو كتب الكاتب وغيره من الكتاب في هذا الموقع وغيره من وسائل الاعلام مقالات تحض على العفة والفضيلة الا يكون ذلك افضل من تضييع وقت المسلمين في الحديث عن العولمة والترويج للأفكار الشيوعية الهدامة. اقسم ان هذا الكاتب عاطل عن العمل ولا يعمل بأي مهنة لأنه لو كان يعمل لما وجد لديه وقتا لكل هذا الكلام الفارغ الذي يريد ان يغزو به افكار اطفالنا وشبابنا. وعلى الأقل فإن العولمة وباعتراف الكاتب نفسه هي امريكية يعني من عند ناس مؤمنين بالله ولهم دين سماوي هو النصرانية ولكنا نجده يدينهم دون سبب واضح ويؤيد الكفار الملحدين امثال كوبا وفنزويلا"

 

وآخر مجهول يصرح في تعليقه على نفس المقال المذكور: "لقد خاب ظنكم ايها الماركسيون فمن السهل ان يكتشفكم المسلم الحقيقي مهما حاولتم الاختباء وراء الاسماء الوهمية او كتبتم بأسماءكم الحقيقية وها انتم تجمعتم لنفث سمومكم في هذا المقال ( .................. ) وما كان لصاحب سرايا الذي لا نشك بنهجه الاسلامي ان يسمح لكم باعتلاء هذا المنبر بحجة ممارسة الحرية والديمقراطية فأنتم الخطر الحقيقي على الأمة وليست امريكا بل انتم اشد عداوة للاسلام والمسلمين من امريكا واليهود..."

 

اما الشيخ محمد علي النجار في تعليقه على مقال لعاطف الكيلاني حول عيد العمال فيقول: "بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد ...فوالله ان الحيلة قد اعيتكم ايها العلمانيون حتى اخترعتم اعيادا غير اعياد المسلمين تحتفلون بها وهذا بحد ذاته نذير شؤم بركاكة طرحكم وتهافت فلسفتكم ...وهل كان العمال يختلفون عن غيرهم من عباد الله ليكون لهم عيد غير الأعياد الإسلامية التي رضيها لنا الله ورسوله؟ اذ من المعلوم ان اعياد المسلم عيدين فقط (الفطر والضحى)..وما غيرهما من الأعياد فهو بدعة ليس من الدين في شيء.. وكل بدعة حرام وتدخل صاحبها جهنم وبئس المصير... ان الدول الاستعمارية واليهود والشيوعيين متفقون فيما بينهم على تدمير العالم الاسلامي فأفيقوا ايها المسلمون.. يكفي ان الاسلام قد كرم العامل قبل مجيء الملحد ماركس والشيوعي لينين بأكثر من 1000 سنة... اذ قال المصطفى عليه السلام : أعط الأجير اجره قبل ان يجف عرقه.. وماذا يريد العامل اكثر من اجره؟ ولصالح من هذه الفتنة المفتعلة بين العمال وارباب العمل؟ اتقوا الله يا عباد الله.. فماذا ستقولون غدا لله رب العالمين عندما تقفون بين يديه؟ يومها لن ينفعكم ماركس ولا لينين ولا جيفارا هذا الشيوعي الملحد الذي وضعتم صوره على قمصان ابناءكم وبناتكم وكأنه المهدي المنتظر وهوليس اكثر ملحد نحمد الله ان البشرية تخلصت منه ومن شروره".

 

لكم يسعدني ان هؤلاء المعلقين يستطيعون الفصل بين المسلمين الحقيقيين من غير الحقيقيين، رغم ان المسلمون لديهم من الفرق والملل والطوائف سابقا وحاليا وفي المستقبل، ما لا يسع هذا المقال لمجرد تعداده!! ام ترى انهم يمتلكون المعرفة الالهية المطلقة، ويعرفون دواخل النفوس، ويقرؤون في اللوح المحفوظ، ويعلمون الغيب والشهادة، وما ظهر وما بطن، ليحكموا على الناس ويسفهوا هذا ويتفهوا ذاك دون عناء، ويدخلون هذا في الجنة ويخرجون ذاك من النار؟؟ كنا نعتقد ان محمدا آخر الانبياء، وها نحن نكتشفهم!

 

يا أصحاب الدواء من السموم والعلاج من السقوم، تعتقدون ان ابناء جلدتكم من المضطهدين (بفتح الهاء) هم اشد عداوة من الامريكان وحلفائهم الاسرائيليين؟؟ ما اجمل منطقكم والله!! بهذا فانتم على استعداد للتحالف مع الامريكان والاسرائيليين (وربما الشيطان – فهو في نهاية المطاف ملاك!) ضدي وامثالي من ذوي "الخطر الحقيقي"!!!

 

يشرفني ان اقول لكم انني ماركسي قلبا وقالبا، من دون مواربة، لا استحي منكم ولا من غيركم، وبعضكم يختبئ خلف الاسماء المستعارة. لا أخاف من السلطة ولا من الامريكان ولا من الاسرائيليين، وانا الماركسي العربي ادعم بدون تحفظات وبدون خجل المقاومة تحت اي مسمى حتى لو كانت تناقض منهجيتي الفكرية، فانا الماركسي العربي ادعم مقاومة حزب الله في لبنان، ومقاومة الجهاد الاسلامي وحماس وغيرهم في فلسطين، والمقاومة العراقية بكل فصائلها دينية كانت ام غيرها. هل سمعتم جيداً؟

 

اما انتم الذين ترون في شخصي وامثالي عدوا، وفي اميركا وربيبتها اسرائيل حليفا، فاني (وليس لموقفكم الديني او الايديولوجي بل لتحالفاتكم الموضوعية) ارى فيكم حليفا لاعداء امتنا وسعركم بسعرهم.

 

افيقوا من اوهامكم، فالناس شعوب وقبائل، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ورحم الله امرء عرف قدر نفسه فلم يؤلهها ولم يتعالى على الناس ويعين نفسه ممثلا لله في الارض. افيقوا من اوهامكم، فالذي يلقمكم الصواريخ والجوع والقهر ليل نهار هو الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل ومن لف لفهم من العملاء والامعات. فأين تقفون؟ تواضعوا يا رعاكم الله، وافتحوا عقولكم للآخرين، ولنقاتل العدو معا بدل ان تفيدوا العدو بقتالي وامثالي.

 

فجيفارا الشهيد نصير المظلومين الذي كان يقول: حيثما كان الظلم فذاك هو موطني، كان يقاتل الامريكان وسفلة السي آي ايه في ادغال اميركا الجنوبية - الساحة الخلفية للامريكان، ويدعم المضطهدين في بقية انحاء العالم، فالظلم لا يتجزء الى مسلم ومسيحي وملحد، الظلم هو الظلم، والمقاتلون ضده هم مقاتلون ضده. وغيفارا وأمثاله من المقاتلين الماركسيين أقرب لي مليون مرة من الانظمة "المسلمة" العميلة للامريكان والاسرائيليين. قاعدة الظلم ليست الدين، قاعدته الاستغلال، وبوش في غزوته "الصليبية" الى العراق، لم يحمل معه جحافل المبشرين بالخلاص المسيحي، بل حمل معه شركات النفط العملاقة.

 

 بينما كان دعاة التكفير والادخال في الجنة والاخراج من النار، يتحالفون مع الاستعمار في الخمسينات والستينات، ويضربون الجهود التحررية للقوى الصاعدة المناهضة للاستعمار وبقاياه في المنطقة العربية (الكل يعرف مثلا كيف نشأت حركة الاخوان المسلمون وحركة حماس، لكن هذا لا يعني ان لا نغير الموقف منها ان هي جنحت للمقاومة)، ويتحالفون مع السي آي ايه ويتدربون عنده ليقاتلوا الكفرة السوفييت الذين ما فتؤوا يدعمون القضايا العربية ويوردون لهم العلوم والسلاح والمعرفة، دعاة يقفون مع الامريكان في الميزان الاستراتيجي العالمي، ويجنحون للسلم بالريموت كنترول، كان جيفارا هذا يسبقهم بميزان حسناته الارضية بآلاف السنوات الضوئية، ويترك الحكم والسلطة في كوبا ليقاتل الديكتاتورية والامريكان في ادغال بوليفيا ويقتل دون مبادئه وقضيته المنتصرة للفقراء.

 

قليلا من التواضع يا من نصبتم انفسكم متحدثون باسم الارادة الالهية والتيار الديني، مع الاقرار بانكم لا تمثلون كل التيار الديني الذي يمتد بطروحاته السياسية والفكرية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، بل يبدو انكم تمثلون يمين هذا التيار الداعي الى التحالف مع مضطهدينا (بكسر الهاء)، والداعي الى الدروشة والدعوة الكاذبة الى الفضيلة في زمن المقاومة وحشد الجهود للمقاومة.

 

بينما تنشغلون في معاركم الوهمية والعبثية لادخال الناس في النار وتصلوهم في جهنم، ينشغل الامريكان والاسرائيليين (بكل مللهم ونحلهم) بالتخطيط لاستعبادي واستعبادكم على حد سواء، وارسال المزيد من المارينز والمستوطنين وحاملات الطائرات والعملاء، فافتحوا أعينيكم جيدا لتعرفوا من هم حلفاؤكم ومن هم اعداؤكم، اما ان كنتم قد اخترتم مسبقا مكانكم مع النظام الامريكي المؤمن لجورج بوش المؤمن صاحب الرؤى الالهية، والنظام الصهيوني المؤمن ايضا، فملتي غير ملتكم، وديني غير دينكم، فانا من دين المقاومة.








طباعة
  • المشاهدات: 13518
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم