حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 88582

هاشم الخالدي يكتب: هل اصبح تعيين عمر الطفيلي معضلة في الاردن يا وزير التربية .. الله اكبر

هاشم الخالدي يكتب: هل اصبح تعيين عمر الطفيلي معضلة في الاردن يا وزير التربية .. الله اكبر

هاشم الخالدي يكتب: هل اصبح تعيين عمر الطفيلي معضلة في الاردن يا وزير التربية ..  الله اكبر

09-10-2012 02:08 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

إعتدت أن أكون صريحا معكم.. سأروي لكم قصة تعيين عمر الطفيلي  وما حدث بيني وبين وزير التربية الدكتور فايز السعودي.

 

قبل شهرين من الان تعرفت على شاب يدعى عمر الطفيلي الذي فاجأني ذات يوم بطلب وقد اغرورقت عيناه قال لي ما حرفه: "انا داخل على الله وعليك يا رجل". لم استوعب ماذا يريد لكنني نطقت له بالكلمه الشهيرة: ابشر يا رجل.

 

هذا الشاب هو كباقي الاردنيين.. شهم.. كريم.. عزيز النفس... بسيط اكثر من البساطة ذاتها.... يحب الحياة... لكنه محبط منها الى الحد الاقصى الذي يضطر فيه للبحث عن واسطة تعطيه حقه في وظيفة كريمة تضمن له حياة كريمة.

 

اريد وظيفة؟ هكذا بدء كلامه لكنني اصدقكم القول بأن هذه الكلمة تحديداً لطالما أسرتني واحزنتني لأنني لم أستطع أن أتغلب غليها في كثير من المواقف. أجبته بكل صراحه وبشيئ من الطرافة حتى أكسر حاجز الحزن في كلامه.... حاب تتعين وزير ولا أمين عام .

 

قال: أريد أن أعيش ... كل أمنيتي أن أتعين حارس مدرسة ليلي مشان اقدر أتزوج.... في هذه الأثناء بدأت أنبش ذاكرتي لأستخرج اسم وزير التربية لأنك في الاردن يفترض أن تحمل قاموس بأسماء الوزراء وتقول بتحديث تلك الأسماء خوفا من أن تطلب من وزير شيئا ما فتكتشف أنه أصبح وزيراً سابقاً...

 

الحقائب الوزارية في الاردن توزع في أكياس الشيبس كهدايا يمكن لصاحب النصيب او "النسيب"؟؟؟ ان يصبح وزيراً في يوم وليلة... لا تركزوا على كلمة ليلة فليس لها ايحاءات أخرى.

 

المهم تذكرت أنني ارتبط مع وزير التربية السعودي بعلاقة طيبة منذ أن كان مديرا للتعليم الخاص.

 

قلت للشاب عمر: يا صديقي أنا تحديدا لا يصلح أن أطلب من الوزراء تعيينات أو واسطه لانني بذلك سأدخل مرحلة الترويض وسأحرج بنقد أي وزير في كتاباتي إذا كان قد طوق عنقي أو لنقل بصراحه "كسر عنقي" بتعين أحد معارفي أو أقربائي... لكنني أردفت قائلاً: دعني أجرب أن أتصل بمعاليه لعل وعسى أن ياخذ الرجل خاطرا لصداقتنا القديمة فلا يربط ما أكتب عن الرئيس والحكومه بهذا الطلب.

 

إنتهت المحادثة بيني وبين الشاب عمر الذي إرتفعت معنوايته بقبول أن اجرب المضي في قضية تعيينه... وبالفعل رفعت سماعة الهاتف واطلقت العنان لهاتفي ليتصل على رقم الوزير الخاص.

 

اجابني شاب: ماذا تريد؟

معالي الوزير لو سمحت ... هكذا اجبته؟

قال: معاليه بمقابلة صحفية في التلفزيون واسمك موجود عنا... ببلغه انك حكيت.

شكراً... شكراً ثم أقفل كلانا الخط.

بعد ساعة كان معالي الصديق القديم على الهاتف.

أؤمر هاشم بيك.... يبدو معاليه ماخذ بحضرتي مقلب؟

 

قلت له ما حرفه: يا معالي الوزير ... يتملكني ضعف وخجل من أن أطلب من وزير أو مسؤول حكومي أي شيء خوفا من ان يربط ذلك بما تتناوله سرايا لكنني اتحدث معك من منطلق الصداقه اذا احببت ان يكون لها مكان عندك.

 

إبشر هاشم بيك ... كررها مرة أخرى... ولا اخفيكم انها انعشتني ودفعتني للدخول في قضية الشاب قلت له : يا معالي الوزير جاءني قبل يومين شاب طفيلي لا اعرفه ودخل علي دخالة "كما يقولون طالبا وظيفة ... وكل امنيته بالحياه كي يكون اسرة سعيده ان يعمل بوظيفة" حارس مدرسه ليلي "فاذا كان هذا الطلب يمكن تلبيته للرجل فبها ونعمت ... واذا كان تعيينه سياخذ مكان اخرين فارجو ان تنسى المكالمة من اساسها.

 

فوجئت بردة فعل الوزير .. قال ما حرفه: ابشر ولا يهمك وما تكمل واعتبر الموضوع منتهي.... ابعثلي اسمه الكامل برسالة على هاتفي النقال واعتبر انه تعين ... احنا بدنا خدمه تحرز.

 

قلت له : انا في العادة لا اطلب بسهولة اي شيء من الحكومة وأتهرب من هذه المهمة طوال الوقت واعتذر بما تيسر من كلمات لكل من يضطرني ان ارفع هاتفي لأتحدث مع وزير ما خوفاً من ان تضعف كتاباتي بحق الحكومة .. ولولا أنك وزير صديق يمكن أن تلبي للرجل حاجته دون منه علي لما طلبت.

 

ولا يهمك اخي هاشم بتمون.... هكذا اجاب ثم انتهت المكالمة.

 

بعدها بدقائق تحدثت مع الشاب عمر الطفيلي وطلبت اسمه الكامل وبشرته بقرب تعيينه كحارس مدرسة ولا ادري لا بل انا متاكد انه بنى على هذا الامل اشياء كثيرة واحلام قد تصل الى حد ان يبدء مع اهله بالبحث عن العروس المناسبة وسكن الايجار واقساط اثاث المنزل وغيره وغيراته.

 

مضت الايام والاسابيع ولم يتصل احد فقمت بالاتصال مع مستشار الوزير الصديق ايمن بركات ورويت له ما حدث من وعد الوزير بتعيين الشاب.

 

وعدني ايمن بتذكير الوزير ومضت ايام اخرى وانا اسمع في كل يوم ان النواب "سري مري" على مكاتب الوزراء ويقومون بتعيين العشرات من الفئة الثالثة والرابعة  بلمح البصر.

 

بعد شهرين على محادثتي الاولى مع الوزير هاتفني مستشاره ايمن البركات وقال لي : انا بمعية معالي الوزير ... اتفضل احكي.

 

صباح الخير معاليك ....حبيت اذكرك بقضية تعيين الشاب عمر الطفيلي الذي حدثتك عنه قبل شهرين والرجل ما زال يحلم بالوظيفة منذاك فهل يقوم بمراجعة مكتبك لاستكمال اوراقه ام ينتظر لأيام.... هكذا قلت؟

 

تخيلوا ماذا قال لي: تعيين هذا الشاب يحتاج لقرار من مجلس الوزراء والآن لا يوجد تعيينات... انتهت المكالمة ثم اكملتها مع ايمن.

 

قلت له: وزيرك قلب ظهر المجن.... كان يمكن ان يقول لي هذا الكلام في المكالمة الاولى قبل ان أعد الشاب بتعيين منتظر... واستغرب كيف يتفق ان يقوم جميع الوزراء بخرق القوانيين عبر الموافقة على تعيينات غير قانونية للنواب بينما تقف الامور عند تعيين عمر الطفيلي.

 

ختمت كلامي للصديق ايمن: رئيس الوزراء فايز الطراونه يقوم بتعيين انسباءه ومحاسيبه بوظائف عليا في الدولة  وبرواتب خيالية يرهق بها موازنة الدولة دون حسيب او رقيب ... اما تعيين شاب بوظيفة "آذن مدرسة" فأصبحت تحتاج الى قرار من مجلس الوزراء وربما من مجلس الامن وديوان التشريع والمحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخابات... الله اكبر.

 

تبا لحكومة ...يكبر فيها الصغير ويصغر فيها الكبير فتضيع البوصلة بين وعود حانا ومانا؟؟؟؟؟

 

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

Hashem7002@yahoo.com

 

       

 

 

       








طباعة
  • المشاهدات: 88582
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-10-2012 02:08 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم