10-10-2012 02:03 AM
بقلم : هاشم الخالدي
بالامس دار حوار بيني وبين "شاكيل" وهو السائق الباكستاني المرافق لي في زيارتي الى دبي... تحدثنا عن الوطن ... عن اشتياقه لبلده ... ادهشني حينما قال : لو ملكوني برج في دبي مقابل ان انسى وطني فلن اقبل.... بكى قليلا عندما تذكر اولاده وزوجته التي قرر زيارتهم الشهر المقبل بعد انقطاع وصل الى عامين .... حدثني عن وطنه وكانت عيناه تغرغر بالدمع .... ليس ثمة شيئ اغلى من الوطن حتى لو كان تحت سقيفة من زينكو... قالها بلهجته ولا ادري اصلا اذا كان يفهم معنى الزينكو .
فكرت ان استجلب " شاكيل "هذا الى الاردن ليومين فقط وان اتوسط له في الجامعه الاردنيه كي يلقي علينا محاضرة من نوع وطني يعلمنا فيه حب الاوطان.
في الاردن .....ثمة جاحدون كثر ... ثمة من لا يدركون معنى الوطن ويخططون ليل نهار لحرقه .... ارجوكم .. تعلموا من "شاكيل" كيف تحبون وطنكم لاننا هذه الايام بحاجه الى شحنات وطنيه لا يكفي معها كل شواحن النوكيا والسامسونج.
في الاردن.... ثمة من لا يدرك ان مطعم "هاشم" اجمل من كل مطاعم البيتزا هت والبابايز والكي اف سي في كل بقاع الارض وان كباب ابو احمد الذي يجرعنا اياها في سقيفة مطعمه التي لا تزيد مساحتها عن مترين في احدى ازقة وسط البلد تساوي عندي الف برج في نيوجيرسي وكاليفونيا وحتى بلجيكا التي يسكنها الصديق العزيز مالك عثامنه .
في الاردن .... ثمة من لا يدرك ان رحلة عائليه الى "بيرين" وما يتخللها من مشاوي عالفحم وصيد ببندقية الخرطوش ومداعبة ابنتي الشقيه "فرح" ولعب الكوره مع ابنتي "راما " وسط غابة من الشجر الرائع هي عندي اجمل من ارجيلة" نعمة بيه" في شرم الشيخ ومناظر " بورصه" الخلابه في اسطنبول وروعة التاريخ في روما وميلانو واهرامات القاهرة.. مع الاعتذار من خوفو ومنقرع .
في الاردن ....ثمة خيمة احتجاج رائعه للصحفيين اقيمت اجتجاجا على تغول فايز ابو السناسل وسميح اللي كان " منيح" وباع صحابه مشان يقعد ويستريح ... وسابق الهوا والريح ... مشان يذبح المواقع بحجة التجريح .... ويلبس حقيبة الوزرنه بدون تشليح.
اجمل ما في الاردن ان احدنا يستطيع ان يبهدل عشر وزرا وثلاثين امين عام قلم قايم دون ان ينبس احدهم ببنت شفه .... اتدرون لماذا .... الاجابه بسيطه ... لان هؤلاء يجلسون على مقاعد ليست لهم واكبر من حجمهم اصلا لذلك هم يفكرون ليل نهار في تصغير حجم الكراسي كي تناسب اقفيتهم ولا يدركون انهم بذلك " مسخروا" الوظيفه العامه .
في الاردن ... اصبحت اغار من "شاكيل" ان يزورنا لانني اخشى ان يلتقطه احدهم فاجده قد اصبح وزيرا للاعلام كما غيره وينسى بين ليلة وضحاها العيش والملح الذي تناولناه امس في احد مطاعم الكي اف سي .
الاردن رغم كل شيئ جميل بمدنه وقراه وبواديه ومخيماته .... جميل بازقة حواريه ورائحة المنسف التي تنبعث من الجيران وصياح " ابو مشعل" الذي كان يؤرق نومنا لاثبات انه يمتلك في عرباية الخضره خاصته بندوره حمرا سوبر ستار .... جميل بمدارسه التي تلقينا فيها تعليمنا تحت سياط القناوي والكرابيج ... جميل بمساجده التي الزمت بعضنا الانخراط مع جماعة الاخوان في مسجد يونس التي استغلها البعض كي يصل الى الوزاره ويبيع ما تيسر من شطاره ؟؟؟
الاردن جميل ... رغم وجود سميح ... ورغم وجود فايز الذي اغمد سكينه في خاصرة الصحافة ورغم وجود اللصوص الذين نفاجئ بين ليلة وضحاها انهم هناك يقسمون اليمين في كل مره على الاخلاص لله والوطن والمليك ... ثم نجدهم قد اصبحوا وزراء في الوقت الذي يعتقل فيه الشرفاء .... الم اقل لكم ان الاردن جميل حتى بتناقضاته التي قد تفقدك عقلك وتضطر بعدها ان تفكر بالاستقرار في مستشفى الفحيص للامراض النفسيه الذي اجزم انه خرج معظم وزرائنا مع الاعتذار للمجانين المقيمين هناك الذين ينتظرون دورهم في الوزرنه.
اما " شاكيل " فقد قررت ان اجبره التوقيع على تعهد صريح بان لا يقبل اي حقيبة وزاريه قد تعرض عليه من باب ارضاء الاقليات الباكستانيه في الزرقاء ، وساحاول اقناعه ان منصب السائق والوزير هما وجهان لعملة واحده فالاول يقود سيارته ليخترق بها الشوارع والثاني يقود بها وزارته ليخترق القانون .؟؟؟؟
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-10-2012 02:03 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |