بقلم :

لقد سبق لنا وفي اكثر من مقال وان اشرنا ( انا وغبري من الكتاب ) الى أن الغرب ( اوروبا وامريكا ) لا تعاديان الإسلام كدين ..كما انهما لا يحاربان باقي الأديان كأديان ...انما الغرب الإمبريالي يحارب كل من يقف في طريق مشروعه القائم اساسا على الهيمنة واستنزاف خيرات الشعوب والنهب المسلح والعدوان وشن الحروب على الدول والشعوب ...إذن فهذا الغرب لا يعادي الدين (مطلق دين ) من حيث هو دين او عندما يخدم هذا الدين مصالحه .. ولكنه يحاربه إذا كان هذا الدين (الإسلام او غيره ) يقف ضد المشروع الإمبريالي محرضا الجماهير على المقاومة ..أي عندما يصبح دينا ثوريا مناهضا للإمبريالية ومصالحها ...ولم ننس بعد كيف أن امريكا وحلف الأطلسي قد تحالفا مع ودعما الى ما لا نهاية كلا من المجاهدين الأفغان في حربهم ضد السوفيات والمسلمين البوسنيين لتفكيك يوغوسلافيا ..وحمايتهم عن القوى الإسلامية المتحالفة مع بعض الأنظمة التي تدور في فلك امريكا ضد الأحزاب والقوى اليسارية والقومية ...وها نحن نرى الآن كيف أن الإدارة الأمريكية تقيم العلاقات الطيبة مع الإسلاميين على ارضها طالما ان هؤلاء الإسلاميين يركزون في خطبة الجمعة في المساجد الأمريكية على اطلاق اللحية والحجاب والصلاة والصوم وغيرها من العبادات ..ولا يتعرضون في خطابهم (الإسلامي المعتدل ؟؟!!) الى انتقاد السياسة الإمبريالية لأمريكا ..وعلى هذا ...فلو تخلى الإسلاميون الملتزمون بالقضايا الوطنية لشعوبهم لما كان لأمريكا معهم اية مشكلة ..لأن المسألة بالنسبة لأمريكا هي مدى التزام الإسلاميين بالقضايا الوطنية والقومية ... عاطف الكيلاني atef.kelani@yahoo.com