هاشم الخالدي يكتب: قاتل سوزان تميم .. عندما تفقد الحاشية عذريتها

23-10-2012 06:16 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

أستميحكم عذراً بالكتابة عن قضية خارج حدود الوطن لطالما اشغلتني كثيراً وأخذت من وقت مطالعتي الكثير أيضاً، ألا وهي قضية مقتل المطربة سوزان تميم في دبي والذي اتهم بمقتلها رجل الأعمال المصري الثري هشام طلعت مصطفى والضابط السابق في أمن الدولة محسن السكري.

كنت أتابع المشهد من الزاوية السياسية التي انظر بها إلى ديكتاتورية حاشية الحاكم الذين هم أخطر على الشعب من خطر الحاكم نفسه، فالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ترك حكم مصر لنجله "جمال" منذ أعوام، والأخير تبعته شلة احاطت به وأصبحت تتحكم بعباد الله في مصر المعز وبدأت تستغل نفوذ "جمال" وتنهب من أموال الدولة وأراضيها ما شاء لهم من النهب.

أحد هؤلاء الأباطرة غير المتوجين كان ملك الحديد المدعو أحمد عز الذي وصل سدة الحكم عبر منصبه كأمين سر الحزب الوطني الحاكم بعد أن كان مجرد عازف أورغ حين استغل لقاءاً عابراً مع "جمال مبارك" فأصبح المقرب الأقرب له، حتى أنه كان ينادي الرئيس السابق محمد حسني مبارك بـ"آنكل" وليس بلقب سيادة الرئيس.

استغل أحمد عز هذا النفوذ وبدأ يحتكر صناعة الحديد فلم يجد أمامه سوى الثري هشام طلعت مصطفى عضو مجلس الشعب السابق والذي كان ينافسه على تجارته فقام بتلفيق تهمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم لهشام طلعت مصطفى وحكم على الأخير بالاعدام الذي لم ينفذ والمؤبد الذي يضطره الآن لتمضية سنوات عمره خلف القضبان.

من عجائب الدنيا أنه وبعد سقوط حكم مبارك وجد هشام طلعت مصطفى نفسه أمام جلاديه الذين تم زجهم في ذات السجن الذي يقبع فيه بتهم النهب والسرقة واستثمار الوظيفة، وكانت آخر المفاجآت ما رواه أمس رجب هلال حميده نائب مجلس الشعب السابق الخارج للتو من السجن من نص مواجهة جرت بين هشام طلعت مصطفى وبين سكرتيري الرئيس السابق الأكثر نفوذاً في ذلك العهد وهما جمال عبد العزيز وزكريا عزمي.

حين سألهم هشام طلعت ما حرفه: أنا عاوز أعرف حبستوني ليه ؟

رد عليه جمال عبد العزيز وزكريا عزمي: ما نعرفه انك كنت عامل مشاكل مع أحمد عز عشان الحديد.

أضاف جمال عبد العزيز وزكريا عزمي: ما نعرفه أنه كانت هناك شركة خليجية تريد أن تدخل السوق في مصر وأنت "مقفل عليهم" فدفعوا مبالغ مالية كبيرة بالدولارات حتى يتم تلفيق قضية مقتل سوزان تميم لك واستغلوا محسن السكري الذي كان ضابط أمن دولة وأحضروا له المليون دولار وأقنعوه بأن يعترف عليك ووعدوه بان يخرج منها، فذهب السكري إلى شقة سوزان تميم لمراقبتها .. فوجدها مقتولة وأن الذي قتلها قريب رئيس وزراء دولة عربية.

إذاً .. ما كنت استشعر به من براءة هشام طلعت مصطفى أصبح حقيقة، وأصبح لزاماً على قادة الحكم الجديد في مصر إعادة محاكمة الرجل واظهار نتائج التحقيقات للملأ حتى ندرك أن العدالة الآن تتحقق في مصر.

ربما يتسائل البعض عن اهتمامي بهذه القضية الاقليمية البعيدة عن أجواء الوطن ... الإجابة بسيطة .. لأنني كنت أريد أن أراقب مدى استغلال المقربين من الحاكم أو أقاربه لنفوذ النظام وتحويل هذا النفوذ لمصالحهم الشخصية العبثية التي تصل بهم حد تلفيق تهم لبريء قد توصله حبل المشنقة. والأهم من ذلك، ربما يكون الحاكم نفسه أو نجله لم يعلما بما تفعله تلك الحاشية التي تسيء للنظام وتجلب له الدمار.

قلت لكم مراراً .. احذروا من الحاشية، فالدنس قد يفقد الثوب الأبيض طهارته .. هل وصلت الرسالة ... أتمنى ذلك.

الكاتب مؤسس موقع "سرايا"

Hashem7002@yahoo.com

لمتابعة صفحة سرايا على الفيس بوك إضغط هنا.

<!START TiraQ-FACEBOOK-LIKE -->

<!/ END TiraQ-FACEBOOK-LIKE -->

<!START TiraQ-FACEBOOK-LIKE -->

<!/ END TiraQ-FACEBOOK-LIKE -->

تابع قناتنا على يوتيوب

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع منصة ترند سرايا

طباعة

المشاهدات: 75078


1 -	ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.	23-10-2012 06:16 AM سرايا
لا يوجد تعليقات