بقلم : هاشم الخالدي

سرايا – أكثر من صديق وجه لي انتقادات باسمة وطريفة على أنني ازور الاردن بالمناسبات وذلك بسبب سفري خارج البلاد شهرياً في جولات سياحية الى شرم الشيخ وايطاليا واسطنبول ومرمريس وبودرم والقاهرة وبيروت وغيرها.

هذا العيد انصعت لنصائح الزملاء والاصدقاء بضرورة تشجيع السياحة الداخلية، ولأنني كنت قد زرت العقبة – قبل اسبوعين-  وطلعت روحي من الروتين هناك  – قررت الذهاب في رحلة استكشافية الى شمال الاردن حيث ذكريات عائلتي عندما كان والدي أطال الله في عمره يصطحبنا ونحن صغار لتمضية أيام رائعة في "الحمّة الاردنية".

صباح يوم أمس، كنا ننطلق الى الشمال بصحبة الاصدقاء سعود سلامة وموسى الدعجة وزيدون الحديد في الطريق الى "الحمّة الاردنيه"... كنت استرجع ذكريات العائلة وكيف أنني كنت حريصاً على اصطحاب ألعابي "البسكليت" الى "الحمّة" لتمضية وقتي في القيادة بين ردهات الشاليه بينما ينشغل والدي في السباحة ووالدتي في اعداد الطعام.

قطعنا عشرات الكيلو مترات وحين دلفنا الى قرية "المخيبة التحتا" كانت الصدمة..... "الحمّة"... والمياه المعدنية التي كان يقصدها كل سياح العالم وكل العائلات الأردنية... تحولت الى خرابة... الى مكرهة صحية... سألت أهل القرية مفجوعاً... ما الذي حدث؟؟

قال أحدهم... سعد الحريري اشتراها وتركها خرابة فتحولت الى وكر للأفاعي والنفايات؟!!.

يا الله... ما الذي يحدث، لماذا نقتل سياحتنا بأيدينا، تملكني الحزن، فحاول أصدقائي إستبدال ذلك الغضب بإقتراح أن نزور "حمّة" الشونة الشمالية..... قفلنا عائدين الى الشونة التي قيل أنها جنة على الأرض "خمس نجوم" على رأي الزميل معاذ ملكاوي.

 قيل لنا أنك تستطيع أن تستأجر شاليه خاص يوجد به بركة خاصة تحتوي على مياه كبريتية ساخنة "على كيف كيفك".

لا أخفيكم... عاد لي الأمل من جديد... في أقل من ساعة كنا ندلف المكان... يا الهي... ما الذي أراه؟... ردهات مهدمة.. برك سباحة تملئها القذارة.. نفايات في كل مكان... مباني متناثرة تم تشييدها على عجل فتهدمت دون أن يكلف أحد ما صيانتها منذ عشرات السنين. قلت لهم... سأغادر... فأنا لا أقوى على مشاهدة هذا المكان الرائع الذي حوله الاهمال الحكومي الى "مكب نفايات".

في طريق العوده... تساءلت؟؟ أين وزير السياحة نايف الفايز الذي يحرص دوماً على إنتقاء ربطات عنق جميلة بينما لا يكلف خاطره زيارة مثل تلك الأماكن وبث الروح فيها؟!!

لماذا يحرص معاليه على التأنق والظهور في برنامج يسعد صباحك من إطلالات فنادق الخمس نجوم في العقبة والبحر الميت بينما تغيب الدولة بكل أركانها عندما نتحدث عن ضرورة إحياء الاماكن السياحية في الشمال؟!!.

لماذا يحرص دولة الرئيس على زيارة المصابين الاجانب في حادث الكرك بينما لا يكلف خاطره على زيارة المكلومين من قرية "المخيبة التحتا والمخيبة الفوقا"من قضية أغلاق "الحمّة" التي كانت محجاً للسياح.

اين برنامج يسعد صباحك او يوم جديد ..

دولة الرئيس... معالي الوزير... أرجوكما أن تتصالحا في نفسيكما ولو لمرة واحدة وتطلقا حملة " عودة الحياة للحمّة الاردنية... عودة الحياه للسياحه في الشمال ."... فقد مللنا دعواتكما لتنشيط السياحة الداخلية؟!! هل وصلت الرسالة.. أتمنى ذلك... وللحديث بقية.

الكاتب مؤسس موثع سرايا

الايميل: Hashem7002@yahoo.com

لمتابعة صفحة سرايا على الفيس بوك إضغط هنا