14-05-2008 04:00 PM
خميس بن جمعة صامت منذ أسابيع لم أكتب فيها شيئا.. وحين اقترح علي العنوان أعلاه قال: قبل أن يذهب ذهنك يا صديقي للسؤال الإنكاري عن العلاقة بين جزئي العنوان .. تعال نتذكر.. في نهاية الثمانينيات كنت برفقة غازي الذيبة في مخيم الجوفة.. وكان صديقكما جمال يبحث في حبال غسيل الجوفة كلها عن فستان الفتاة التي ركبت معه في الباص.. وقرر أن يحبها..واستمر حتى وجده ووجدها.. وكتب قصيدته العجيبة .. (أواه يا حبل الغسيل.. دمّي يسيل..) هنا تتجلى أهمية حبال الغسيل للعاشق التائه عندما يمتلك كمّا كافيا من روح الصعلوك.. من أجل تحديد عنوان من يهوى. هذا الأمر مستحيل في الخليج.. لأن مفهوم حبل الغسيل غير مطروح في المخيلة بشكله الكلاسيكي الفضائحي.. فهو مجرد شبكة معدنية توضع على الشرفة ولا تظهر غالبا للعابرين إلا إذا كانت على الطابق الأول من المبنى. من هنا.. فالمفهوم الأكثر حضورا هنا هو .. (غسيل الأموال القذرة).. وغسيل الأموال مفهوم قانوني..يعني القيام بعمليات تجارية وهمية تظهر الأموال المتحصلة من تجارة الجنس والمخدرات والأعضاء البشرية وغيرها من المصائب على أنها أموال شرعية.. وتتم عبر عملية تحويلات طويلة والتفافية ولا شأن لها بحبال الغسيل. ومن المنطقي في ثقافة الغسيل أن يكون صاحب الغسيل النظيف فخورا بنظافته ولا بأس عنده أن يراه الناس كلهم.. أما (صاحب الغسيل الوسخ) فهو فقط من يستحيي من أن يرى الناس غسيله.. ولأسباب تتعلق بالحياء العام فإن (الأحواش.. والسطوح) عادة ما تنتشر عليها حبال لنشر غسيل الملابس الخارجية فقط.. أما الملابس الداخلية فتنشر بطرق خاصة في الحمامات (باعتبارها عورة) .. لأنها أساسا مصممة لتغطية العورة. وقد دخل الغسيل في تصنيفات اللصوص في القاهرة منذ زمن طويل.. فهناك (الهجّام) وهو لص الشقق.. (والنشّال) وهو لص الجيوب في الباصات والقطارات.. (ومهندس الخزن) أي خبير فتح القاصات المعدنية.. وأتفه اللصوص مكانة في هذا التصنيف هو (حرامي الغسيل) المتخصص في سرقة الغسيل من على الحبال.. ويتساوى معه في المكانة الاجتماعية (حرامي الجزم) أي (لص أحذية المصلين). صرخت بخميس بن جمعة: لم تأت بجديد.. فكل هذا خطر لي وأنا أقرأ عن رئيس الوزراء نادر الذهبي الذي اعتبر السماح لوسائل الإعلام دخول قاعة المسرح في مجلس النواب ممارسة ديمقراطية. والسماح لوسائل الإعلام غير الأردنية بتغطية الجلسات الساخنة، والذي اعتبره البعض بمثابة (نشر لغسيلنا في العراء) وكان الأمر (حسب الخبر ) مثار جدل بين شخصيات سياسية اجتمعت أمس، لكن الرئيس قال إن ليس هناك ما يجب إخفاؤه، وإن حكومته (تحترم الشفافية)!! والشفافية تقتضي برأيي نشر حتى الملابس الداخلية ( الشفافة) على الحبال. لكن يا ترى.. مم يستحي الذين اعتبروا هذه الممارسة الديموقراطية (نشرا لغسيلنا في العراء)؟ وما درجة نظافة غسيلهم؟ .... ( قولوا انتو بقااااااا) على رأي عادل إمام. http://atefamal.maktoobblog.com /
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-05-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |