حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 95196

هاشم الخالدي يكتب: قصة رفع الأسعار بين حكومة الكباريتي وحكومة النسور

هاشم الخالدي يكتب: قصة رفع الأسعار بين حكومة الكباريتي وحكومة النسور

هاشم الخالدي يكتب: قصة رفع الأسعار بين حكومة الكباريتي وحكومة النسور

11-11-2012 05:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

سأروي لكم قصة حدثت معي في العام 1996 قبل اقدام رئيس الوزراء انذاك عبد الكريم الكباريتي برفع اسعار الخبز.

في العام 1996 كنت اشغل موقع رئيس قسم المحليات في صحيفة شيحان الاسبوعية التي كانت الاقوى على الاطلاق في تلك الفترة.

في مساء ذلك اليوم الصيفي كنت اسهر على كتابة تقرير ضد نوايا حكومة الكباريتي برفع اسعار الخبز ، ولاحظت وجود جلبه خارج المبنى وخطوات سريعه على درج الجريده ولكنني لم اكترث واعتقدت ان باصات الجامعه تهم بانزال الركاب امام مبنى الجريده .

كان قلمي ما زال ينبض و الاوراق التي امامي ما زالت تكتسي بسواد الحبر وكنت وحيدا اجلس في القسم بعد ان غادر جميع الزملاء

بعد لحظات ....فزعت فجأة ... ثمة شخص طويل يقف امام مكتبي ويقرا ما كتبت وقد ارتدى بنطلون " بيج " كتان وحذاء ضخم .

اعتقدت في البدايه انه شبح...او شبيح.... فالمكان مظلم .... وحارس الجريده غادر موقعه ولا يوجد في المكان سواي ورئيس التحرير و الدكتور رياض الحروب.

فجأه نطق الشبح " قائلا ما حرفه : ماذا تكتب يا ابو نسب "

سقط القلم من يدي.. ونظرت الى الرجل الواقف امامي واذا به رئيس الوزراء عبد الكريم الكباريتي نفسه

اما قصة النسب فهي تعود لكون ابن عمه " مهدي " متزوج من ابنة عمتي

أجبته : اكتب ضد حكومتك يا دولة الرئيس ؟

نظرت من نافذة مكتبي فاذا بالحراسات المرافقه للرئيس تملئ المكان خارج مبنى الجريده

قال لي دولته : وين الدكتور.. ويقصد رياض الحروب .... تعال معي نقتحم مكتبه ؟؟؟؟

رافقته الى مكتب الدكتور ودخلنا فجأة لنجد الحروب يجلس خلف المكتب ويحدث احدهم.

اغلق هاتف السماعه على الفور وجلسنا بمعية الكباريتي في مكتب الدكتور رياض  وقد اجتمع اثنان من اشقائه اظنهما المهندس فريد والمهندس عدنان  و زميلي جهاد ابو بيدر ورجا طلب

بدء الكباريتي كلامه : انا يا جماعه جاي استشيركم في قرار رفع اسعار الخبز  .... انا اعلم انكم نبض الشارع و اريد ان اسمع منكم كيف تتوقعون ردة فعل الناس

اخذ الجميع بالكلام بين مؤيد و معارض وحينما وصل الكلام لي قلت لدولة الرئيس ما حرفه

يا دولة الرئيس .... هذه  الشعب غاضب على القرار وانت ستعوضهم بالقليل مقابل ان تاخذ منهم الكثير واجزم ان الناس لن يدعوك تمرر هذا القرار وتحديدا ابناء الجنوب الذين نعتبرهم الاشد فقرا ...

اجابني ما حرفه : اخي هاشم انا ابن الجنوب وبعرف اتفاهم مع قرايبي ولا اعتقد ان احدا منهم سيرفض قراراتي .

رفض الكباريتي بدبلوماسيته المعهوده نصيحتي وودعنا بابتسامته العريضه ثم غادر .

بعد ايام وبتاريخ 18 اب عام 1996 اصدرت الحكومه رسميا قرار رفع اسعار الخبز فثارت الكرك  ثم معان ثم الطفيله وخرجت مظاهرة من العقبه وهتف ابناء الجنوب كما ابناء الشمال " يا كباريتي يا قداحه... يا كباريتي يا قداحه "

لم تشفع له القربى لان الفقر كفر كما يقولون ....سقطت حكومة الكباريتي وتراجعت الحكومه عن القرار

اليوم اكرر ما قلته للكباريتي ناصحا دولة الرئيس عبدالله النسور الذي كان يشغل منصب وزير الاعلام انذاك في حكومة الكباريتي.. واحذره من دخول عش الدبابير... فلا الوقت ولا الزمان ولا الربيع يسمحان باتخاذ  قرار مؤلم كرفع الاسعار

يقول افلاطون " من يأبى اليوم قبول النصيحه التي لا تكلفه شيئاً.. فسوف يضطر في الغد الى شراء الاسف باغلى سعر... هل وصلت الرساله ... اتمنى ذلك .

 

الكاتب مؤسس موقع سرايا

Hashem7002@yahoo.com

 

** لمتابعة صفحة سرايا على الفيس بوك إضغط هنا








طباعة
  • المشاهدات: 95196
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-11-2012 05:20 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم