بقلم : هاشم الخالدي

منذ مساء امس الاول وانا اواجه بضغوطات هائلة لاعلان موقفي من الاحداث الاخيرة على اعتبار انه الجماعة ماخدين مقلب بمقالاتي بانها تؤثر في الشعب.

من حيث المبدأ ... ليكن بمعلوم الجميع .... القراء الاعزاء .... المسؤولين في هذه الدولة من كبيرهم حتى صغيرهم بأنني متصالح والحمد لله مع نفسي ولن اكتب الا ما يمليه علي ضميري .... وحبي لهذا الوطن الاعز.

كنت قد كتبت مرارا منذ ان كشر دولة الرئيس عبدالله النسور عن انيابه و استباح لقمة عيش المواطن الفقير بتحرير اسعار المحروقات بانني ضد هذا القرار .... هل تبدل موقفي الان ......ساكررها على مسماعه....انا ضد تحرير المشتقات النفطية ولن تجدني اقول غير هذا الكلام حتى لو وضعت الرصاصة على راسي... فالوطن عندي اهم من كل مناصبكم.

صباح هذا اليوم.. اديت واجبا وطنيا ارضيت به ضميري عندما اتصلت بشخصيات رفيعه جداً "أكبر من رئيس الوزراء طبعاً" رجوتهم فيها ان يقوم النسور بالتراجع عن هذا القرار الكارثي بطريقة تحفظ ماء وجه الدولة الاردنية وحددت لهم ضرورة ان يصدر هذا القرار قبل مساء الجمعة، ورجوتهم فيها ان يستثيروا همم وفزعة جميع شيوخ العشائر الاردنية الاصلية لتشكيل راي عام يتوحد عليه الاردنيون جميعا.

نحن مع الاعتصامات..... لكننا ضد التخريب، لأن ما يحدث الآن من تدمير وتكسير وترويع للمواطنين وقتل لرجال الامن و الدرك لا يقبله عاقل... كما لا نقبل ان يخسر الاردن أرواح طاهرة من المحتجين كما حدث مع المرحوم قيس العمري..

الأردن .... بكل أسف يتجه للدمار وما اراه من تحشيد بالاعلان عن فعاليات قادمة ونية البعض فصل الجنوب عن جسم الوطن هو شيء خطير يفترض بنا جميعاً أن نعلن عن موقفنا تجاهه.

اعتقد ان اجراءات الحكومة التقشفية غير كافية، ولن يستطيع اي شيخ عشيرة ان "يمون" على أفراد قبيلته اذا كان هؤلاء يخرجون الى الشارع للدفاع عن لقمة عيشهم... وضد من سرق قوتهم , لذلك يفترض ان تمنح الدولة الاردنية قوة "المونة" لهؤلاء الشيوخ باتخاذها اجراءات حازمة ضد من نهب الوطن وباع مقدراته.

فليس من المعقول ان امنع ابني من الخروج لمسيرة ضد رفع الاسعار وهو يعلم ان من نهبوا الوطن بمليارات الدولارات ما زالوا يعيشون على نفقة جيوبنا في قصورهم الفارهة ويمتلكون اليخوت على شواطئ ايطاليا والفلل المطلة على بحر البلطيق وفي الجزر المجاورة؟؟

ليس من المعقول أن أتباكى على فقر الدولة الأردنية..... وأنا أرى مستشاراً كبيراً بمنصب حساس كان قبل سنوات يمتلك سيارة اوبل بيضاء قديمة موديل 82 يمتلك الآن عشرات الملايين ويعد إبنه بسيارة "كاريرا" اذا نجح بالتوجيهي... فمن أين له هذا؟.

وليس من المعقول أن أتباكى على فقر الدولة الأردنية... وأنا أرى آخر منصب كبير يبني مزرعة كبيرة في إحدى قرى الشمال إضافة لقصره المنيف في عمان ولم يكن قبل ثلاثة أعوام يمتلك إلا راتبه الذي لا يتجاوز ال750 دينار... من أين له هذا؟.


ليس من المعقول أن أتباكى على فقر الدولة الأردنية... في الوقت الذي تقوم به جهات حكومية بشراء منزل فاخر بقيمة 400 ألف دينار كنوع من الترفية لمعاليه... وأن أرى ابناء الذوات من الوزراء والنواب والاعيان وقد تم تعينهم في الديوان والرئاسة والخارجية وبرواتب تفوق الخيال حتى دون امتحان ومقابلات.. ثم ياتي دولة الرئيس ليتستدر بكائي على خزينة الدولة المنهوبة!!

ليس من المعقول ان أستوعب بأن ذكاء رئيس الوزراء عبدالله النسور وصل الى مرحلة ان يقوم برفع سعر بنزين الفقراء أوكتان 90 ويبقي على سعر بنزين الأغنياء أوكتان 95  كما هو... فلته ماشاء الله عنه؟؟؟

على دولة الرئيس ان يتصالح مع نفسه.... ومع شعبه وان يحقن دماء الاردنيين... فهي غالية.... غالية.... غالية.... لا تقبل مساومة من احد.. اومزاودة من احد.

الحل: تصالحوا مع أنفسكم... اعيدوا ما نهب الناهبون وسرق السارقون ولو بالحد الأدنى ... وأنا مستعد ان أبكي معكم حتى الصباح على خزينة الدولة.... الاردن ليس مزرعة ولن يكون؟؟؟ وعلى من اعتبره كذلك في لحظة سكر حين تولى منصبه في الحكومة.. ان يعيد ما نهب... كي يعيش مواطننا.... بكرامة....بكرامة... فقط.

اللهم اني أستودعك تراب وطني الطاهر.. وأبناء الاردن الأحرار .. وأدعوهم وأرجوهم أن يحافظوا على ممتلكات الوطن .. فالتخريب لم يكن عنواننا ..ورجل الأمن ليس عدونا .. حافظوا على وحدتنا كي تصدح السنتنا بدعاء واحد .. اللهم احفظ الاردن وجنبه كل من يتربص به السوء .. انك على ما تشاء قدير ..

ترا جعوا عن القرار .. ترا جعوا عن القرار .. فالقادم خطير .. وجيوب الفقر باتت لا تعرف خطوطاً حمراء .. اللهم إني بلغت فاشهد .. اللهم إني بلغت فاشهد ..

الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com