بقلم : هاشم الخالدي

أقسمت هذه المرة أن أزيد حجم الغضب الحكومي مما أكتب... سأحاججهم بالارقام والمعلومات التي يحاولون إخفائها على الرأي العام وعلى المواطن المسكين الذين إستنزفوا خزينته "با للف والدوران" حتى أضحى المواطن الأردني الأكثر فقراً بين الشعوب العربية.

إسمحو لي أن أكشف بعض الحقائق.... قلت بعض الحقائق, ولم اقل بعض الشائعات لعل وعسى ان يجيبني عليها دولة الرئيس وهي أرقام أعتقد أنه حرص على إخفائها طيلة فترة الأزمة التي مرت بها البلاد كي لا "يزيد الطين بلة" وقد كنت اعرفها ،  لكنني ترويت بالنشر حتى لا اكون معول هدم، أما الان وقد هدأت الامور فسأكشف بالارقام والملايين والمليارات التي وصلت خزينة الدولة, فأين وكيف صرفت يا دولة الرئيس؟.

يقول رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في جميع مقابلاته التلفزيونية أن العام 2012 لم يصلنا فيه من دول الخليج سوى مبلغ 250 مليون دولار هي عبارة عن منحة كويتية للاردن مخصصة لدعم المشاريع"يعني مش كاش".

هنا مربط الفرس...

بالرجوع الى المعلومات المنشورة على وكالة كونا الكويتية يتبين أن الكويت قدمت للأردن مبلغ 1.250 مليار دولار و 250 مليون دولار على مدى خمسة سنوات في اطار منحه مقرره للأردن من مجلس التعاون الخليجي على مدى خمسة أعوام بواقع 250 مليون دولار سنوياً تصرف لتمويل عدد من المشاريع التنموية الواردة في موازنة الدولة فكانت الكويت اول دوله تدفع ما عليها من مبلغ مخصص للاردن ضمن دعم خليجي ... والسؤال... لماذا أخفى النسور هذه المعلومة ولم يقل أن هذا الدعم سيكون سنويا لمدة 5 أعوام.

الأمر الآخر الذي لم يذكره النسور وتمت طبطبته ان امريكا هي الاخرى قدمت هذا العام وتحديدا بتاريخ "1 تشرين الاول عام 2012" مبلغ 357 مليون دولار للاردن عبر توقيع خمسة اتفاقيات من اجل دعم الموازنة العامة وقطاعات التعليم والصحة والسياحة ومشاريع تنموية... فلماذا أخفى النسور هذه المعلومة طيلة مقابلاته الفضائية والارضية ؟؟ سؤال برسم الاجابة.؟؟

أمر ثالث لابد من الاشارة له أن المانيا  مثلا قدمت قبل أشهر مبلغ 10 ملايين يورو (9 ملايين دينار أردني) كمساعدة عاجلة لقطاع المياه في الاردن ولمساعدة اللاجئين السورين، بمعنى ان جزء من هذا المبلغ لنقل 5 ملايين كان من المفترض ان يصرف على اللاجئين السوريين ومثله على قطاع المياه فهل صرفت  الملايين الخمس المتبقيه على قطاع المياه فعلاً.. واين ؟!.

بتاريخ 4 نوفيمبر عام 2012 قدمت المانيا  للاردن منحه أخرى  مقدمه لوزارة المياه بقيمة ستة ملايين و 400 ألف يورو  من أصل 99 مليون يورو من اجل تعزيز صمود السكان في الاردن مع آثار تغيير المناخ... "طبعاً ما فهمت شو قصدهم"  لكنني أتساءل ومن حقي أن أسأل هل صرفت هذه الملايين على هذا المشروع المذكور أعلاه "الي ما فهمت شو قصدهم فيه" وإذا كان الاردن سيتبقى له مبلغ 93 مليون يورو فأين سيتم صرف هذا المبلغ الهائل؟! اعتبروني مجنون وجاوبوني ؟!.

بتاريخ 22/7/2012 أعلن وزير التخطيط جعفر حسان عن منحة إضافية ستقدمها الولايات المتحدة الامريكية للاردن بقيمة 100 مليون دولار وقال انها  ستخصص لدعم الموازنة العامة للعام 2012… هذا الكلام كلامهم وليس كلامي!!!!  فلماذا لم يكشف النسور "الله يطول عمره" عن هذا المبلغ وإكتفى بالتباكي على الخزينة التي قال أنه لم يصلها سوى 250 مليون من الكويتيين؟!.

المشكلة في الاردن ان المانحين سواء الدول الخليجية والأوروبية والأمريكية .. عرفت اللعبه ... فبدأت تعزف عن دفع مبالغ نقدية للأردن لأنهم يعلمون أن المبالغ التي تصل الموازنة هي أرقام ضئيلة مقارنة بالمبالغ المدفوعة ولذلك فهّم حولو هذا الدعم النقدي إلى دعم مشاريع تنموية "لا أراها على أرض الواقع".

أين تكمن الفضيحة… سأجيبكم.. قبل سنوات كنت أزور أحد النواب في منزله بعد أن تقدم بسؤال عاصف لوزير التخطيط آنذاك باسم عوض الله عن مخالفة الأخير للدستور بعدم توريد المنح المالية الخارجية لخزينة الدولة واصرار باسم عوض الله  على دخول هذه المبالغ بعشرات المليارات لخزينة وزارة التخطيط.

بعد ساعة من الزيارة… أطل علينا رئيس مجلس النواب آنذاك وعاتب النائب على سؤاله وطلب منه سحب السؤال والتصالح مع باسم عوض الله ؟!

بعد أسابيع علمت أن النائب أجرى المصالحة وتم سحب السؤال وأصبح الأثنان "خوش بوش"، وأن عوض الله ومن أجل إمتصاص غضب النائب قام بتعيين بعض معارفه في الوزراة وقام بإنشاء عدد من المشاريع في دائرة النائب الإنتخابية من ضمن أموال المساعدات ؟!

القصة أن أموال المساعدات الخارجية تأتي للأردن بالمليارات وتصب في خزينة وزارة التخطيط وليس في خزينة الدولة، ولذلك... ينظر الوزراء إلى وزير التخطيط  بنظر الأب الذي يصرف عليهم... والسؤال الخطير الذي يجب طرحه؟!

لماذا لا تحول هذه الأموال – حسب الدستور – إلى خزينة الدولة، وهل يتم صرف هذه الأموال فعلاً على المشاريع المخصصة لها والتي لم يرها المواطن الأردني في حياته او لنقل يشاهد 1 % منها ...، ولماذا تعمد النسور التعتيم على هذه المنح خلال الأزمة، ولماذا لا يتم تشكيل لجنة رقابة عليا على صرف هذه الأموال؟!

أعتقد أنني دخلت  الان عش الدبابير وأن علي أن أتحمل اللسعات القادمة .... استأذنكم بالخروج ؟!

حمى الله الأدن... حمى الله الأردن... حمى الله الأردن... اللهم إني بلغت اللهم فإشهد.... اللهم اني بلغت فاشهد.

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

Hashem7002@yahoo.com

** لمتابعة صفحة سرايا على الفيس بوك إضغط هنا.