22-11-2012 06:05 AM
بقلم : هاشم الخالدي
قيل ان احد البسطاء كان يسمع الناس يتحدثون عن ذلك الزعيم الكبير الذي يسمونه "الباشا" ...يتحدثون عنه بلغة التعظيم والمهابة، ويتملكهم الخوف من سطوته كلما جاء احدهم على ذكره .... ذهب الباشا ...جاء الباشا.... قال الباشا.. وهكذا، حتى كان ذلك اليوم الذي اتيح لهذا الرجل البسيط الفرصة التي سيقابل فيها الباشا, وقد كان رسم في ذهنه صورة اسطورية للباشا فلما رأه رجلا مثل الرجال .
قال : فكرنا الباشا باشا... طلع الباشا زلمة.. فذهب مضرباً للامثال.
لا اخفيكم .... تذكرت هذا المثل قبل يومين واستحضرته في ذهني لاعيد شريطاً من الاحداث التي مرت معي خلال الاعوام الماضية..؟!
فعلى مدى 22 عاماً من الكتابة كنت اتلقى فيها ارشادات ونصائح ترغيبية و ترهيبية توصلت الى قاعدة كان الجميع يرددوها على مسامعي " اكتب عن اي اشي .... الا دول الخليج .... هذول همه اللي مسترين علينا ؟!.
بهذه الكلمات، وبهذا المعنى, وبهذه اللغة الترهيبية و الترغيبية كنت استمع لكبار مسؤولي الدولة لمنطق الخطوط الحمراء التي يفترض ان لا اخترقها في كتابتي؟!.
في العام 1997 كنت اعمل في صحيفة شيحان وكان رئيس التحرير انذاك زميلا محسوبا على الكويت (بقدها وقديدها ) واذكر انني كتبت خبرا ناقداً للكويت في الصحيفة ، فقامت الدنيا ولم تقعد وتم تهديدي بالفصل من العمل ، فيما واصل رئيس التحرير تهديده لي باحالتي الى المخابرات للتحقيق على اعتبار انني مسست بالذات الملكية .... او لنقل اكثر بكثير ؟؟؟.
عندما عدت الى البيت ... فكرت كثيراً في سبب هذه الضجة والغضبة الامنية واعتقدت ان الكويت "هي اللي بتصرف على الاردن"....... فاليت على نفسي السكوت وعدم الاتيان بالمحرمات مرة اخرى .... المقصود بالمحرمات هنا " شيوخ الكويت ".... ادام الله عباءاتهم على اكتافهم .. ان كانوا يستطيعون حملها ؟!!!.
استمرت النصائح الترغيبيه والترهيبيه على مدى سنوات حتى قبل عامين عندما تناولت سرايا خبراً عن وجود مؤامره خليجية لتفويض النظام الاردني ، فقامت الدنيا ولم تقعد واستمر سميح المعايطة ( ما غيره ) الذي كان آنذاك رئيساً لتحرير العرب اليوم اضافة لثله من الصحفيين وكبار مسؤولي الدولة بالضغط علي لازالة الخبر.
في اليوم التالي هاتفني مدير مخابرات سابق " مش محمد الذهبي طبعاً " وطلب مني أن يجري لي في منزله صلحة مع سفير تلك الدولة الخليجية مؤكداً لي أن هذه الدوله ما بتقصر مع الاردن ودائماً تدعم خزينة الدولة بالملايين وأنه لولاها " لصرنا نشحد ".
انحزت الى جانب الوطن – مع انكسار مؤلم – وذهبت الى الصلحة وحين خرجت أدركت أن الدولة الاردنية تتناسى بدقيقة حرية الاعلام والديمقراطية اذا ما مس حبر صحفي عباءة شيخ من شيوخ الخليج !.
ساروي لكم حكاية اخرى اكثر فضاعه .... في منتصف الصيف الماضي ذهبت برفقة صديقي لأحد مقاهي الرابية لإحتساء فنجان من القهوة مع "نفس" أرجيلة !.
لم اكد اهم بالجلوس حتى جائني ذلك الرقم الخاص على هاتفي من شخصية كبيرة جداً توصف بأنها من أهم رموز البلد .
قال المتحدث ما حرفه : أخوي هاشم …جماعتك منزلين خبر بعنوان : طرد أمير قطر من موريتانيا أثر مشادة مع رئيسها ؟
قلت له : إذن الشباب بكونوا ماخذين الخبر من وكالات ومتأكدين من صحته ؟
قال : بعرف … لكن إذا نزل على سرايا رح يعملنا احراج كبير مع قطر … واحنا ما صدقنا على الله نزبط امورنا ... وبدنا الستيره معهم ؟
ملاحظة : - اعذروني لأنني أذكر الكلمات كما وردتني في المكالمة؟
قلت ، المطلوب؟.
قال : إزالة الخبر لمصلحة البلد … اكتب ما شئت عن أي مسؤول في البلد إلا هذول !..
ساكتفي بالتنهيد ولن اقوم بالعويل فما اعتدت على ذلك طول حياتي .
اليوم صحوت من غفلتي ... واكتشف ان "الخلايجة" لم يقفوا مع الاردن ومع ازمتة الاقتصادية وساهموا في تجويع الشعب الاردني بتوجيه ملايينهم وملياراتهم للصرف على تفاهاتهم .
احدهم دفع 30 الف دولار لشراء قطعة من ملابس كازانوفا الداخلية؟.
واخر يشترى اغلى شقة بالعالم بقيمة 220 مليون دولار في لندن.
وثالث يشتري سيارة فيراري بالملايين ليضعها كقطعه اثاث في منزله
* و رابع يشتري سيارة مرسيدس ب 4 ملايين دولار *
واسرة سعودية تدفع 2 مليون دولار للاعب الكرة " ميسي " مقابل زيارة لمنزلها لم تتعدى نصف ساعة *
ومليونير خليجي اخر يشتري نادي بالريمو الايطالي بمليار يورو ....
الم اقل لكم .... فكرنا الباشا باشا ..... طلع الباشا زلمة ...منذ اليوم يمنع الاتصال معي لاقناعي ان الدولة الاردنية تاخذ مصروفها اليومي من الخلايجة ؟ هل وصلت الرسالة... اتمنى ذلك.
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-11-2012 06:05 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |