01-12-2012 01:50 AM
بقلم : هاشم الخالدي
هذا اليوم السبت قررت تخصيصة لتصليح سيارة المكتب بإعتباره يوماً مشمساً .. وشبه عطلة.
توجهت الى الهاشمي الشمالي برفقة صديقي ابوروان حيث الميكانيكي "عمار" الذي لم يكد يكشف على السيارة حتى باغتني بالمفاجأة .
... استاذ ... السيارة ساخنة جداً وممكن هذا الشيء يأثر على الماتور.
وبإعتباري "غشيم صنعة" كما يقولون اجبته على اساس أنني عالم ذرة وقلت: انتا شوف شو بلزم... وانا جاهز.
اخذنا وصديقي "ابو روان" فسحة من الوقت تناولنا فيها الحمص والفول بالمنطقة وقفلنا عائدين الى حيث الميكانيكي "عمار" لأخذ السيارة بعد التصليح لكننا فوجئنا بأن الأخير كان معبساً.
خير انشاءالله ... قلت له.
اجاب: مصيبة يا استاذ..
أجبته: شو...في ؟
قال: الواضح انه في حدا من جماعتك بسرق السيارة وبفكفك القطع الغالية وببيعها مشان هيك السيارة - اكمل الميكانيكي- بتخلط زيت مع مي ومعظم الاكسسوارات كمان مسروقة.
لم تذهلني المفاجأة، فقد كانت شكوكي في محلها، ويبدو ان السيارة كانت تتعرض يومياً للسرقة من عصابة مكونة من سائقي المدعو شاهين وحارس البيت سمورة او سمير الدلوع وسكرتيري باسم وربما كانت تشترك معهم الخادمة الاندونيسية "سهل" ... هكذا اسمها.
مربط الفرس ليس اكتشافي السرقة وانما بالمبلغ المترتب علي لتصليح السيارة وهو "550 دينار"...
فكرت كثيراً من اين اجلب هذا المبلغ لسداد الديون بعد تعثر الخزينة بسبب سرقات الاقربين مني.
ذهبت فوراً الى المكتب... واوعزت الى المدير المالي بحل القضية.
جمع كافة الموظفين وطلب منهم الشعور مع الوطن ... عفواُ ... مع السيارة وتحمل مصاريف تصليحها.
بعد دقائق قرر المدير المالي خصم 50 دينار من راتب كل موظف، وإستثنى الاخير اي خصومات قد تقع على رواتب اللصوص سمير وشاهين وباسم وسهل.
ضجت قاعة الموظفين... فمنهم من حمل لافتة تقول لسنا مستعدون لسداد فاتورة فسادهم وآخر حمل لافته تقول "ارحمونا وإلا فقدتمونا".
وبالنتيجة دفع الموظفون الفاتورة بالكامل... وهاأنذا ... اسير نحو الهاشمي الشمالي كي اجلب السيارة لكنني حين اكتشفت الظلم الواقع على الموظفين... قررت المضي باصلاحات تمنع سرقات الاقربين مني بعد ان كانوا يظهرون امامي بمظهر المخلص الموالي.
والسؤال الذي يطرح نفسه... هل اصبح الوطن كالسيارة المعطوبة... يقودها سائق فاسد... ويسرقها حارس مارد... ويعرضها للبيع سكرتير جاحد...
اللهم احفظ هذا الوطن .. اللهم احفظ جلالة الملك وابعد عنه كل فاسد ومارد وجاحد ... اللهم آمين.
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد ...
الكاتب مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-12-2012 01:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |