حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6622

الأخطاء الطبية تحت الضوء

الأخطاء الطبية تحت الضوء

الأخطاء الطبية تحت الضوء

24-01-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 بعيدا عن الانحياز المهني وبهدف لفت الانتباه إلى بقعة ضوء كونني متهمة بالكتابة باللون الأسود فإن برنامج تحت الضوء للزميلة سهى كراجة استطاع أن يناقش مواضيع وقضايا لم نعتد مشاهدتها على شاشتنا الأردنية ، مواضيع جريئة وعلى درجة من الأهمية لكنها بعيدة كل البعد عن خدش الحياء العام وهذا فعليا ما نفتقده في البرامج الاجتماعية عموما التي تبث عبر فضائياتنا العربية، الوسطية في الطرح وملامسة قضايا الناس بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية والعلاقات الزوجية لكن دون افتعال الجرأة غير المبررة في الطرح والتناول، ومن خلال إشراك الناس كجزء وعنصر مهم لإيضاح القضية المطروحة من خلال الاستطلاعات في حلقة الخميس الماضي كان موضوع الأخطاء الطبية هو محور وملف تحت الضوء ، هذه القضية أو مجموعة القضايا التي كانت من ضمن القضايا المسكوت عنها على الرغم من أنها ليست مهمة فقط وإنما خطيرة والإنسان هو من يسدد فواتيرها، المريض الذي يسلم جسده أو جسد عزيز عليه إلى طبيب أو مجموعة أطباء ثم لا يحظى بشرف المفاجأة بأنه غادر الحياة بسبب خطأ طبي لأنه لم يعد هنا أو قد يفجع بعزيز نتيجة هذه الأخطاء ويسلم أمره لله، فلا هو مقتنع بأن المرض يؤدي بمؤشراته الطبية إلى الموت ولا هو مؤهل لخوض أسئلة طبية دقيقة عن الحالة خاصة وأن نسبة كبيرة من الأطباء يستندون إلى أن نسبة الوعي الطبي لدى المواطنين متدنية ولذا لا يدعون مجالا للنقاش وهذه حقيقة. في الاستطلاع الذي تم رصده أثناء الحلقة تبين أن عددا لا بأس به من الناس كان يعي بأن خطئا طبيا ما حدث معه أو مع أحد أقاربه لكن أيا منهم لم يتقدم بشكوى ومرد هذا من وجهة نظري هو عدم ثقة المتضرر من إصدار حكم ضد الطبيب وصعوبة إثبات الخطأ بحيث لا يسهل الفصل بين الخطأ والمضاعفات أثناء الجراحة أو التداوي. وأذكر على سبيل المثال بأنني أثناء متابعة قريب لي في إحدى المستشفيات وحيث كنت أتصفح الملف وأوامر الدواء بأنني اكتشفت بأن وصفة أحد الأدوية وكانت قد كتبت خطئا هي ست حبات يوميا، حينها استدعيت الممرضة المقيمة وسألتها: ها تناولها؟ وأجابت بالنفي لا لشيء إلا لأن الدواء لم يتوفر بعد، فراجعت رئيس القسم وبيدي "أوردر" الدواء وقلت له : ست حبات من هذا النوع مميتة أليس كذلك؟ ومن المفترض أن يبدأ المريض بنصف حبة وحين تضاعف تصل إلى حبة بعد اسبوع أما هذا الكم فهو قاتل، حينها اعتذر وقال لا عليك، وقام بتغيير كم الجرعة ومواعيدها وذكرني شاكرا لله بأن الدواء لم يكن متوفرا حتى ساعة اكتشاف الخطأ، حينها : قلت له:لو لم آت في هذه اللحظة ولم أتنبه أو لو كان الدواء متوفرا وحدثت الوفاة أو مضاعفات خطيرة بأي الطرق سأتمكن من إثبات بأن ما حصل هو خطأ طبي ؟ حالات الوفاة المعلن عنها رسميا بسبب الأخطاء الطبية تصل الستين لكن كم حالة لم يتم التثبت من أن سبب الوفاة كان بخطأ طبي؟ سؤال يجب أن يبقى مطروحا وملف يحتاج المزيد من الجهود لنحافظ على حياة الإنسان أولا وعلى السمعة الطيبة التي اكتسبها الأردن في مجال الطب . maisa_rose@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 6622
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-01-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم