بقلم :

 إلى جنات الخلد آمين ...

 أيها الجسد الفارغ من جوهرة المحيا و الممات أدرجوك بثوب ما رأيته و ما دفعت ثمنه و لفوك كحبة من حلوى ليتحلى الدود و التراب من جسدك المعطل ، رشوك بعطور رخيصة لا تشم عبيرها و بحنوطٍ من الحناء ما ألفته عله في نظرهم أن يكون آخر ورثتك من الدنيا آملين أن يؤنس وحشة قبرك و يلطف جو زوارك و وكلاءك .....

 آهٍ ثم آهٍ ما أقسى قلوبهم !!

 نزعوا خاتمي الجميل دون رحمة و سرقوا ساعتي الذهبية دون استئذان و مزقوا ثوبي الجميل قبل لحظات بمقص داثرٍ ويحهم !! ما تأنوا في حل أزراري .

 صرت بلا هوية لا دفتر أحوالٍ و لا جواز سفر ، أصبحت من أبي نمر إلى جنازة غاب اسمي و انمحى رسمي صرت بلا عنوان يا للهول!!! سامحهم الله أحبتي أسكنوني في بيت مظلم من بيوت الوقف العارية ، كيف حصل ذلك و أنا أبو الأملاك و العقارات و بعد أن عاد أبنائي من مراسم دفني هزوا شواربهم و حكوا أنوفهم و أخذوا يتهامرون على ورثتي كما تتهامر الذئاب المفترسة على غنيمة الثلوج . آهٍ آهٍ قبل ان انسى و لن أنسى فعلتهم عندما وضعوا على جنبي حجراً صلدماً قاسياً كي لا ادحل كما تدحل السيارة الخربة و سلموا شحمي و لحمي منسفاً و بخارياً للأفاعي و الحيات و الأراقم السوداء بعد أن استأجرت قفصي الصدري لتعشش و تفقص على مر السنين .

 مسلسل طويل ما أمر حلقاته، هكذا الدنيا يا صديقي نزولاً و ارتحالاً ( " و أنت حر " ) افهمها مثل ما بدك ....