12-12-2012 08:14 AM
بقلم : هاشم الخالدي
هل يمكن أن اكتب في السياسة الخارجية ؟!
هل يمكن أن أعبر عن غضبي ؟!
يزعجني إلى حد كبير ما يحدث في مصر العزيزة.
أشعر أن ثمة أيادٍ آثمة تتدخل لإسقاط التجربة الاخوانية هناك!
لست أخوانياً ، ولست معنياً بنجاح حزب على حزب ، فمعظم الأحزاب التي انطلقت قبل ثورة (25) يناير وحتى ما قبلها وتحديد الحزب الناصري وحزب الوفد يحملان إلى حد كبير ذات الفكر القومي العربي الذي اعشقه،
لكنني اتوقف هذه الايام عما يحدث من تحرشات في ميدان التحرير وامام قصر الاتحادية من جهة وفي ساحة جامعة القاهرة ومسجد رابعة العدوية في المقابل, ويزعجني هذا الائتلاف غير المتناغم الذي يجمع مرشحي الرئاسة السابقين حمدين صباحي وعمرو موسى وشخص مثل محمد البرادعي والسيد البدوي شحاتة اضافة إلى زعيم حركة كفاية جورج اسحاق وزعيم التيار الناصري سامح عاشور ضد ما يسمى التيار الاخواني...
او التيار الاسلامي المسيطر على الحكم في مصر.
ما ذكرت من اسماء كانت حتى وقت قريب تتصارع على زعامة مصر، ويكفي ان كلا من هؤلاء اغرق الآخرين قدحاً وذماً حتى إعتقدنا أنه لن يأتي اليوم الذي نرى احداً من هؤلاء على مقربة تصل إلى مائة متر من الآخر فما الذي جرى؟
فجأة يصدر رئيس الجمهورية اعلاناً دستورياً وجد فيه هؤلاء فرصة لإثارة الشعب المصري ضد الإخوان المسلمين موهمين ثلاث أرباع الشعب بأن "مرسي" يسعى "لأخونة الدولة"... فثار الشعب وتوحد الأعداء واصبح محمد البرادعي صديق شارون الشخصي.. (بكل أسف) ملاكاً متوجاً يصلح لقيادة مصر، واصبح عمرو موسى الذي لم نرى منه موقفاً وطنياً واحداً طيلة تربعه على عرش الجامعة العربية ينظر إليه من بعض من غرر بهم في ميدان التحرير على أنه منقذ مصر القادمة تخيلو؟.
تجمع أعداء الماضي وأصبحو أصدقاء اليوم فيما طفق بعضهم ينصب خيم التحرير من ثروته مقابل إسقاط الإخوان وطفق آخرون يتلقون دعم "ولايات المال الخارجية" للصرف على بلطجيتهم مقابل ان لا يرى الاسلام وحكم الاسلام النور في اي دولة عربية؟
ربما أختلف كثيراً مع الإخوان المسلمين وأفكارهم، سواء المركزية في مصر أو المحلية في الأردن، لكن ذلك لا يعني أن لا أنتصر لهم في معركة أرى أن دافعها إسقاط التجربة الإسلامية في دولة كبيرة بحجم مصر.
الرئيس المصري محمد مرسي إستجاب أخيراً لإلغاء الإعلان الدستوري الذي قامت عليه الدنيا ولم تقعد، وإنتظر الجميع أن تهدأ مصر ويعود كلٌ إلى بيته، فإذا بجبهة الإئتلاف الوطني التي إنبثقت عن أحزاب المعارضة بقيادة عمرو موسى والبرادعي والسعدي وغيرهم، ترفض تراجع الرئيس المصري وتصر على البقاء في الميادين لحين إلغاء موعد الإستفتاء الدستوري؟!.
بإختصار... ما يجري في مصر ليست رمانة... بل قلوب مليانة، وأصبح الوضع السياسي هناك يشبه التصيد بالماء العكر، ولأنني متأكد لو أن الرئيس المصري إستجاب أيضاً لتأجيل موعد الإستفتاء على الدستور السبت المقبل، سيخرج علينا هؤلاء بطلب منع مرسي من إرتداء بدلة "لون كحلي"... بمعنى آخر (واقفينله على الدقرة)... كما يقال في الامثلة الشعبية.
قد يتساءل البعض عن سبب اهتمامي بالوضع السياسي الداخلي في مصر ؟!.
الاجابة ستكون مختصرة؟!.
لأن مصر تعاقب دولياً على الدعم اللامحدود لحركة حماس في فلسطين.
ولأن مصر تعاقب دولياً لإفشال تجربة حكم الاسلاميين لاي دولة عربية؟.
ولأن مصر تعاقب دولياً لأنها رفضت إملاءات وشروط أمريكية لحماية حدود إسرائيل؟.
قومياً اجد على نفسي لزاماً ان اقف هذا الموقف رغم قربي لافكار حزب حمدين صباحي والوفدي السيد البدوي والناصري سامح عاشور.
ما يجري في مصر هو تطبيق لبيت شعر المتنبي القائل: نامت نواطير مصر عن ثعالبها الذي يعني أن حراس مصر غفلوا عن حراستها، فدخلت الثعالب الى حدائقها" واكلت وشبعت.. وبالمعنى السياسي.. دخل اللصوص الى خزائنها ونهبوها بعد ان غفل عنها حراسها، فهل هذا ما يجري في مصر حقاً.
اللهم اني بلغت... اللهم فاشهد.
الكاتب: مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-12-2012 08:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |