19-05-2008 04:00 PM
اثار مقال للكاتب الاسلامي ياسر الزعاترة نشر في موقع الاسلام اليوم السعودي ردود فعل غاضبة ومستهجنة ومطالبات بوقف الزعاترة عن الكتابة في الموقع . المقال الذي كتبه الزعاترة حول حزب الله ومعارك بيروت قوبل بسخط من القراء بسبب انحياز الزعاترة الواضع لحزب الله والدفاع عنه باستماتة الامر الذي اعتبره القراء مخالفة صريحة خاصة وان الموقع الذي يمتلكه الشيخ السعودي سلمان العودة يحظى بمتابعة العديد من السعوديين المتشددين. بعض القراء اتهمو الزعاترة بعاشق الصفويين فيما طالب اخرون بمنع الزعاترة من الكتابة في الموقع بينما هدد فريق ثالث بمقاطعة الموقع وعلمت سرايا بان عريضة سيوجهها مجموعة من المتابعين للموقع تطلب وقف كتابات الزعاترة بحجة انها لا تلامس هموم المسلمين وتدافع عن الطائفيين والقتلة . وفيما يلي مقال الزعاترة :
لم تكن المعركة التي خاضها عناصر حزب الله في بيروت، وأفضَتْ إلى سيطرتهم على العاصمة، من ذلك اللون الذي يستحق الفخر، فقد تمت ضد مجموعات من الشبان العاطلين عن العمل، ممن كان تيار المستقبل قد جمعهم بالمال من أحياء بيروت، مع قدر بائس من التعبئة المذهبية، أو لِنَقُلِ: الفئوية، إذا شئنا الدقة، أي أنهم أقرب إلى موظفي الشركات الأمنية منهم إلى العناصر المؤدلجة، القادرة على خوض الحروب والمعارك.
لكنّ الجانب الأسوأ بالنسبة للحزب يتمثل في الكلفة السياسية للانتصار، حيث أثبت أن سلاح المقاومة يمكن أن يُستخدم بالفعل في الصراع الداخلي عندما تفشل الأدوات الأخرى من مظاهرات واعتصامات، ولا قيمة هنا للقول إن السلاح قد استخدم "للدفاع عن السلاح"؛ لأن ما جرى لم يكن ضد أناس مسّوا السلاح، وإنما شكّكوا بأهدافه، وهو تشكيك عزّزه سلوك الحزب في الرد عليهم.
سيقال هنا: إن ما جرى كان ردًّا على المس بجهاز اتصالات الحزب، والذي يُعَدُّ جزءًا أساسيًّا من سلاح المقاومة، الأمر الذي قد يبدو صحيحًا للوهلة الأولى، لكنه لا يغدو كذلك حين ندرك أنّ الحكومة لم تتجاوز الحديثَ عن ذلك السلاح إلى الفعل الحقيقي، بينما جاء عَرْضُ الحريري بوضع القرارين اللَّذَيْن تسبَّبَا في الأزمة الأخيرة (عزل مسئول أمن المطار، والمطالبة بوقف العمل بشبكة اتصالات الحزب) بِيَدِ الجيش، جاء لِيُنَفِّس الموقف، بدليل قرار هذا الأخير السريع بإعادة المسئول الشيعي إلى منصبه.
كل ذلك لا يُبَرِّئ تيارَ المستقبل من مسئولية الأزمة التي جاءت في حقيقتها بسببِ تحالُفِه مع الأمريكان، وإصراره على استهداف سوريا، إلى جانب انجراره خلف مغامرات جنبلاط ، والذي لا يبدو مَعْنِيًّا سوى بالذهاب بعيدًا في جنونه، ما دام يعتقد أن قرار اغتياله قد اتُّخِذَ، وأنه مقتول على أية حال، بينما قد تُسَاعِدُ بعض المغامرات هنا وهناك في مَنْحِهِ مزيدًا من الوقت كي يستمتع بالحياة.
ما نريد قوله هو: أن الحزب قد أخطأ بالفعل في استخدام السلاح، (لا قيمة هنا لسرعة الحسم؛ لأنه ببساطة لم يكن مُؤَكَّدًا)، ومنحِ النافخين في بوق الفتنة مزيدًا من الأسلحة للهجوم عليه. وقد قلنا من قبل: إنّ عليه أن يأخذ في الاعتبار واقع الحشد الطائفي الذي يتسيّد المنطقة، والقابلَ لمزيدٍ من التصاعد إذا وُجِدَ من يبالغ في النفخ فيه، وحين يوجّه نصر الله كلامه إلى الشارع العربي والإسلامي قائلًا: إنه لا يطلب عونًا من أحد؛ لأنه قادر على الدفاع عن نفسه، وإنما يريد التفهم، فلا شك أن في كلامه نبرة غرور لا يطيقها أهل السنّة الذي يشكلون غالبية الأمة.
من المؤسف بالطبع أن نقول ذلك، نحن الذين ندرك حقيقة المعركة ضد جبهة المقاومة والممانعة، في ذات الوقت الذي نقف فيه ضد أي شكل من أشكال التصعيد الطائفي الذي ينشره الأمريكان لحساباتهم الخاصة، وتطبيقًا لسياسة (فرّق تَسُدْ) التي نفذوها في العراق، ليس بين الشيعة والسنّة فقط، بل بين الشيعة أنفسهم وبين السنّة أيضا.
الأكيد أن التداعيات السياسية لاحتلال بيروت بتلك الطريقة الاستعراضية لن تتوقف، رغم تسليم الحزب مقارّ الموالاة للجيش، لاسيما أن هذا الأخير ليس مَوْضِعَ إجماعٍ كما يتردد، وهو يتحرك تبعًا لحساسية وضعه الخاص، وحيث إن النسبة الأكبر من جنوده من الشيعة الذين لم يكونوا ليقبلوا بحالٍ الدخول في صدامات مسلحة مع حزب الله.
لذلك كله، وفي سياقٍ مِن إدراك طبيعة المعركة، والمواقف الإيجابية الدائمة من السلوك المقاوم والسياسي لحزب الله، فإننا لن نتردد في القول: إن الحزب لم يكن مُوَفَّقًا بخطوته الأخيرة، ولا بد له من إصلاح خطأه بمرونة أكبر في حل الأزمة لا تشي باستثماره للحسم العسكري، وذلك بصرف النظر عن مواقف الآخرين، إذ شتان بين حزب يدافع عن رصيد كبيرٍ وخطاب عاقل، وبين آخرين ليس لهم رصيدٌ إيجابي يدافعون عنه، اللهم سوى التشبث بقميص رجلٍ لا خلاف على أنه قُتِلَ ظُلمًا وعُدْوَانًا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-05-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |