-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11620

مخدرات

مخدرات

مخدرات

19-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

صدمة من الخلف تعرضت لها احدى سيارات التاكسي، عرفت ذلك عندما كنت واقفا في (الأزمة ) أنتظر الفرج بفتح السير،فقد أثارني صراخ أحد الرجال،وهو (يولول) بشكل هستيري،ويقول: خذوها -يعني التاكسي-  خلص بدي أفضى للمسيرات..!!

وأصل الحكاية هي (المسيرات)،أعني اجتماع بعض الأشخاص مع تجهيزات خاصة (عدة المسيرة)،وهذه العدة هي طواقي وبلايز بيضاء في الغالب،وفي السياق يافطات وبعض (الستات ) وأكمن واحد لابسين بذلات.. كل هذه أشياء من مستلزمات مسيرة (مالها طعم..).

صاحبنا الذي ترك التاكسي في الشارع،وقرر الالتحاق في المسيرة،هو مواطن يكدح مع الكادحين من أجل الخبز والستر،لكن انطلاق مسيرة على هالصبح من أمام جريدة الدستور، تسببت في اختناق مروري في شارع الصحافة،ويبدو أن أحد المستعجلين خبط التاكسي من الخلف ،فما كان من سائق التاكسي الا أن ترك( التاكسي والتتكيس ) في الشارع، صارخا في وجه الجمهور، بأنه سيطلق العمل وربما الحياة ليلتحق بمسيرة تأكيدا على قناعة تولدت لديه إثر (الصدمة الخلفية) وهي (اذا انجنو ربعك عقلك ما ينفعك..!! ).

عندما وصلت للجريدة سألت أول من صادفني عن تلك المسيرة التي انطلقت من أمام المبنى إذ كنا نغرق في أزمة السير فأجابني بأنها مسيرة لمكافحة المخدرات..!!،وقد تبددت دهشتي ،حيث كنت أظن أن المسيرة تأتي في سياق النكبة وال60 عام (تبعونها)، حيث كان سبب الدهشة يكمن في الطواقي والبلايز و(نظافة)السائرين فيها ،فكانوا جماعة (عالمسطرة)لا توحي أشكالهم بال60 ولا بالنكبة لا من قريب ولا من بعيد،أما بعد أن عرفت عنوان المسيرة فقد ارتحت ، وأصبحت مطمئنا على السائق الذي ترك (تكسيته الصفرا) في نص الشارع والتحق بركب المسيرة.. قطعا سيكون في وضع أفضل فالسير مع القطعان (أكثر أمانا)..لأن الذئب يأكل من الغنم القاصية كما قيل، ويبدو أن السائق المنكوب اختار أن يؤمن نفسه من التسطيل والمساطيل ويكافح شبح المخدرات بعد أن كان يكافح (الجوع والبهدلة)..

ملاحظة :أنا ضد انتشار ورواج وازدهار المخدرات،وضد كل المسيرات والأزمات،ومع الصدم (لكن من الخلف..!!)،وقبل أن أنسى أؤكد بأنني ضد التعليقات ولا أقبل الرأي الآخر خصوصا على (هيك مقالات)..

وآخرا تقتضي الأمانة الأخلاقية والضمير المهني أن أذكر بأن المسيرة إياها تحمل شعار (أوقفوا الأيدز)..!!!أخبركم بهذه المعلومة رغما عني لأنني حزين جدا على ذلك السائق ولم أشأ أن أذكر لكم بأنه ترك الدنيا واللي فيها وأوقف عملية البحث عن الرزق وأوقف التاكسي وربما أوقف عقله وذهب مسرعا لـيوقف ها(الأيدز) أيضا..

ولتنطلق مسيرة أخرى عنوانها (الوقوف 60 أخرى ومزيد من الأزمات).








طباعة
  • المشاهدات: 11620
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم