حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,7 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5021

ترحيب ايراني بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الأردن

ترحيب ايراني بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الأردن

ترحيب ايراني بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الأردن

24-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

 

 

عمان- سرايا -   ـ شاكر الجوهري:- تشكيك اسلامي، وتجاوب ايراني، وإشارات ملكية تدلل على توجه حقيقي لإحداث تغيير ولو جزئي في السياسة الخارجية الأردنية مؤسسا على رؤية واضحة لأخطار اقليمية ودولية باتت، وفقا لصانع القرار في عمان، تمثل خطرا فعليا على الكيان الأردني.

بهذه الكلمات يمكن تلخيص المشهد المترتب على تكثيف الحديث عن استراتيجية اردنية داخلية وخارجية قيد التبلور قبيل نهاية العام الحالي..وهي ليست مجرد صدفة أن تكون هذه ذاتها المهلة التي يفصح الأردن الرسمي، ممثلا بشخص رأس الدولة، على أنها المهلة النهائية لحل سياسي للقضية الفلسطينية يقوم على قاعدة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب اسرائيل.

الحركة الإسلامية لم تتعامل بعد مع المقالات العدة التي تحدثت عن التوجهات الرسمية الجديدة فيما يبدو أنه يمثل شيئا من التهيئة والتحضير، فضلا عن الضغط على الإدارة الأميركية التي بالغت في إدارة ظهرها للمصالح الأردنية..فيما أبدت مصادر متشددة في حزب جبهة العمل الإسلامي المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين تشككا في صدقية الحديث عن استراتيجية جديدة ازاء التعامل مع الحركة الإسلامية.

يقول أحد اقطاب التشدد "لا أثق بحصول تغير حقيقي في السياسة الأردنية داخليا أو خارجيا، وقراءتي هي أن ما يحدث لا يعدو أن يكون صراع بين مراكز قوى داخل الدولة الأردنية، واختلاف في وجهات النظر، وتباين قراءات للمصالح العليا للبلد"..مؤكدا "إن مركز اتخاذ القرار الرسمي لا يزال بيد النخبة المتمكنة التي تستأثر بالنفوذ والسلطة والإقتصاد، والقادرة على اقناع جلالة الملك بوجهة نظرها، ويتخذ القرار في ضوء قدرتها على اقناعه".

وجهة النظر هذه تكاد تتطابق مع تحليلات عدد من الكتاب الذين تحدثوا عن تباين وجهات نظر الحرس القديم والحرس الجديد في الدولة الأردنية، أو الليبراليين وقوى الشد العكسي، وذلك في معرض تناولهم المعلومات التي تتحدث عن استراتيجية اردنية جديدة.

العلاقة مع "حماس" هي المؤشر

القطب الإسلامي يواصل حديثه لـ "سرايا " قائلا "حتى اللحظة أنا غير متفائل، وسأظل كذلك حتى تبرز مؤشرات حقيقية تدلل على تحولات فعلية في السياسة الأردنية مثل حدوث انفراج حقيقي في المعادلات والسياسات الداخلية، وعلى صعيد علاقة الحكومة بالمعارضة وقواها، وتغيير حقيقي في القواني المقيدة للحريات العامة". أما على صعيد السياسة الخارجية فيقول القطب الإسلامي "قد يكون المؤشر الحقيقي على حدوث تغير في السياسة الخارجية الأردني هو إعادة النظر في الموقف السلبي من حركة "حماس"، واستعادة العلاقة معها".

ويؤكد القطب الإسلامي "حتى الآن لم تصدر أية اشارات يمكن أن نعول عليها، أو نتوقف عندها باعتبارها تفتح على موقف حكومي جديد حيال الحركة الإسلامية". ويضيف "الوضع الرسمي حرج وصعب للغاية، خاصة في الناحية الإقتصادية، وهو لا يسمح باستمرار المناكفات السابقة مع الحركة الإسلامية لسببين اولهما الوضع الإقتصادي والإجتماعي، وثانيهما أن الحكومة أخذت سابقا معظم ما تريده من الحركة الإسلامية"، وذلك في إشارة إلى سيطرة الحكومة على جمعية المركز الخيري الإسلامية.

ويتساءل القطب الإسلامي: ماذا لو أن تغييرا حقيقيا حصل فعلا على عدة مستويات، وكان العنوان الأبرز فيه الحوار الوطني الشامل، خاصة مع الحركة الإسلامية..؟وماذا لو كانت الحكومة جادة في فتح مثل هذا الحوار، وتأسيس مشاركة في تحمل المسؤولية مع جميع القوى الوطنية، وذلك بالتزامن مع اغلاق الحلقات المفتوحة مثل الإفراج عن معتقلي الحركة الإسلامية، وفي المقدمة منهم الطالب حسن أبو شاور، المتهم بالدوس على العلم الأردني، وإعادة جمعية المركز الخيري الإسلامي لملاكها..؟".

ويحوصل القطب الإسلامي وجهة نظره حيال الحديث عن استراتيجية اردنية جديدة قيد التبلور، تتعلق بفتح صفحة حكومية جديدة مع الحركة الإسلامية، وحركة "حماس"، ووقف الإنحياز الأردني الرسمي لصالح حكومة فؤاد السنيورة ضد حزب الله في لبنان، وتكريس العلاقات الجيدة مع سوريا، وفتح محادثات تحت الطاولة مع ايران بهدف تعزيز العلاقات معها..يحوصل كل هذا الحديث قائلا "أنا لا أثق بحدوث شيئ حتى يصبح متحققا وملموسا باليد".

خذلان عربي للأردن

لكن ما ذهب إليه القطب الإسلامي المتشدد لا يتطابق مع معلومات أخرى، بعضها كشف عنه هو، وبعضها الآخر أمكن رصده في خطاب الملك عبد الله الثاني أمام قمة دافوس/شرم الشيخ الإقتصادية.

ابتداء ينفي المصدر أن يكون أئمة المساجد الأردنية وجهوا انتقادات وشتائم للرئيس الأميركي جورج بوش، كما ذهبت إلى ذلك صحيفة عربية مهاجرة، استنادا إلى افتراضات لمراسلها في عمان. وقال إن العكس هو الصحيح، فقد تطاول أحد الأئمة على حزب الله، محاولا التماهي مع السياسة الأردنية المقرة سابقا. وقد وصم الإمام حزب الله بحزب "اللات"..!

مصادر أخرى تكشف عن أن الملك عبد الله   تحدث في لقاء يوم الخميس الماضي مع نخبة من رجالات الأردن بلغة شديدة الصراحة، وخالية من اي قدر من الدبلوماسية، ما يؤكد أن صبر الملك بدأ ينفذ حيال سياسات اقليمية تنتهجها دول عربية توصف بالإعتدال، يراها معادية للأردن.

وقد تركز حديث الملك في هذا الجانب على ثلاثة أمور هي:

الأول: امتناع دول عربية عن دعم الإقتصاد الأردني، وخذلانهم للأردن. وتحدث الملك بلغة قاسية في هذا الشأن. وقال لقد وعدونا بتقديم دعم اقتصادي للأردن، لكنهم لم يفوا بوعودهم. ووصف البعض هنا بـ "المنافقين".

ويبدي سياسيون اردنيون قناعتهم المطلقة في أن امتناع دول نفطية عربية عن دعم الإقتصاد الأردني لا يمكن إلا أن يكون ناتجا عن ضغوط اميركية هدفها مفاقمة حاجة الأردن للمساعدات الأميركية، على نحو يضاعف من تأثير وفاعلية الضغوط الأميركية على الأردن لصالح استيعاب آخر مخرجات القضية الفلسطينية..أي حل قضية اللاجئين الفلسطينين داخل الأردن وعلى حسابه..!

الثاني: ما يجري في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. في هذا الشأن تحدث الملك أيضا بلغة لا تنقصها الصراحة. قال "نسمع كلاما ايجابيا من كل طرف من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على حدة، حيث الأردن على اتصال بهما كليهما..لكنهما حين يلتقيان يكون كلامهم مختلفا عما يبلغون به الأردن".

ووشت عبارات الملك لمستمعيه بقلق من أن يكون الأردن نفسه مطروحا على طاولة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.

نصيحة ملكية لبوش

الثالث: الموقف المصري حيال التطورات المتصلة بالتطورات الفلسطينية. في هذا الجانب فاجأ الملك مستمعيه بالقول إن يتلقى تقارير تتحسب من اقدام مصر، لا اسرائيل، على اجتياح   قطاع غزة..!

كلام الملك هنا يفتح الباب امام اجتهادات حول ما تقصده التقارير التي أشار إليها، وما إذا كانت تضع في اعتبارها أن المعادلة الداخلية المصرية جراء تعاظم حجك ووزن الحركة الإسلامية داخل مصر قد تضطر الرئيس حسني مبارك إلى اتخاذ قرار استباقي بالقضاء على سلطة حركة "حماس" في قطاع، غزة قبل أن تنتقل عدواها إلى داخل مصر..؟!وعلى نحو يفرض على الأردن القيام بدور عسكري وأمني لا يريده في الضفة الغربية.

وتكشف مصادر أخرى عن أن الملك تحدث صراحة أواخر العام الماضي، أو أوائل العام الحالي، لدى زيارته الأكاديمية الملكية في مدينة مادبا، وفي معرض رده على سؤال لأحد الطلاب عن احتمالات توجية اميركا ضربة عسكرية لإيران، قائلا إنه نصح الرئيس الأميركي جورج بوش بعدم توجيه مثل هذه الضربة لأن لإيران أسلحة وأدوات وأذرع يمكنها أن تشعل المنطقة.

خطاب شرم الشيخ

أما خطاب الملك أمام مؤتمر دافوس/شرم الشيخ الإقتصادي، فقد كان هو الآخر شديد الوضوح، خاصة فيما يتعلق بالموقف مما يجري في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية ولبنان.

ويستدعي الأمر من المراقبين التوقف عند هاتين النقطتين كما تحدث عنهما الملك.

فيما يتعلق بالأمر الأول، لم يكن كلام الملك أقل وضوحا من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوسائل الإعلام في شرم الشيخ معلنا فيها أنه أبلغ الرئيس الأميركي جورج بوش غضبه من خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي.

قال الملك في مستهل خطابه في إشارة إلى خطاب بوش واحتفاله بذكرى قيام اسرائيل "ان احتفالات الاستقلال تظل جوفاء ما دام السلام الدائم لم يتحقق بعد بسبب الأخطاء التي لم يتم تصحيحها". وأضاف "إن الإحتفال الحقيقي سيتحقق في اليوم الذي يكون فيه الفلسطينيون والإسرائيليون أحراراً وينعمون بالأمن"..مؤكدا أيضا "إن العملُ المسلح والجدران العازلة لن تجدي نفعاً"..وإن "القوة والعزل يحققان سلاماً خادعاً، والسلام الخادع هو أمن خادع".

وفيما يتعلق بالأزمة السياسية الراهنة في لبنان قال الملك بذات الوضح "إن التصعيد الحالي يحمل معه مخاطر جسيمة بتفجر الصراع الطائفي ويجدد المخاوف من اندلاع حرب أهلية تجبر الشعب اللبناني على دفع ثمن تدخل القوى الخارجية".. مشدداً على أهمية أن يتخذ اللبنانيون قراراتهم بأنفسهم، وأن يتوصلوا إلى حلول لخلافاتهم بعيداً عن التأثيرات الخارجية.

الذين يعرفون أن تحقيق التسوية السياسية للقضية الفلسطينية يمثل الأولوية الأولى للإستراتيجية الأردنية المقرة منذ أكثر من عقدين من الزمن، يدركون فورا ما قصده العاهل الأردني بكلماته هذه..فهو يريد أن يقول إن اشعال أطراف خارجية لحرب أهلية في لبنان من شأنه أن يدفن فرصة تحقيق حل نهائي للقضية الفلسطينية، وهي فرصة تتآكل حظوظها دونما حاجة لمزيد من الأزمات تسرق اهتمام المجتمع الدولي عن القضية، التي يعني عدم حلها تعريض الأمن الإستراتيجي الأردني لمخاطر جسيمة غير منظورة، ولا محمودة العواقب.

ترحيب ايراني

ولكن هل يمكن للأردن فعلا أن يقيم علاقات وطيدة مع ايران..؟

المعلومات المسربة تتحدث عن اتصالات تتم بين الجانبين تحت الطاولة..غير أن ناصر كنعاني القائم بأعمال السفارة الإيرانية في عمان، التي لا تزال تعمل بدون سفير منذ انتهاء سفارة السفير السابق محمد ايراني في ايلول /سبتمبر من العام الماضي دليلا على فتور العلاقات بين البلدين، ينفي علمه بوجود مثل هذه الإتصالات، قائلا "لا معلومات لدي في هذا الخصوص"..مؤكدا في ذات الآن وجود اتصالات اعتيادية متعددة بين البلدين/ مضيفا أنه في حال وجود توجهات اردنية جديدة وايجابية اتجاه بلاده، فإن طهران جاهزة لتطوير علاقاتها مع الأردن على مختلف الأصعدة التجارية والإقتصادية وكذلك السياسية.

ويضيف كنعاني لـ "سرايا" في اتصال هاتفي واصفا العلاقات بين البلدين الآن بأنها "أكثر ايجابية من السابق".."إن ما تحتاجه علاقات البلدين هو تفعيل الإتفاقات الموقعة بينهما على مختلف الصعد المشار إليها"، مبديا اعتقاده بأن الوقت الحالي موات لذلك أكثر من السابق.

ويتابع كنعاني "نحن في حاجة الآن أكثر من السابق لأن نجلس معا على مائدة الحوار، ونتفاهم حول القضايا الثنائية، والأزمات الإقليمية، مع ما يستدعيه ذلك من تبادل الزيارات بين مختلف مستويات المسؤولية في البلدين". ويغمز كنعاني هنا من أن احتياجات ايران في هذا المجال "ليست أقل من الزوار الذين يتوافدون على المنطقة من خارجها"..وذلك في إشارة إلى الزيارة الأخيرة للرئيس الأميركي جورج بوش. ويضيف "لدينا قواسم مشتركة أكثر من عوامل الفرقة، ويجب التركيز على المشتركات لا على القضايا الخلافية". منوها إلى أن القضايا الخلافية بين الأردن وإيران ليست عميقة أو غير قابلة للحل، لكنه امتنع عن ذكرها مكتفيا بالإشارة إلى أنها ناتجة عن "سوء الفهم".

وختم كنعاني نافيا ما اوردته صحيفة عربية مهاجرة من أن ايران نقلت رسالة من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" للحكومة الأردنية تتعلق بقضية السلحة التي سبق أن اعلن الأردن ضبطها في اراضيه، وعائدة لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، قال الأردن أنها كانت مخبأة بهدف تهريبها إلى داخل الأراضي الفلسطينية. وقال كنعاني "أعتقد أن لدى الأردن وحماس مصالح وقواسم ورؤى مشتركة، تمكنهم من حل الأمور العالقة بينهما دونما حاجة إلى وساطة ايرانية".

 

 

 

 

 

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 5021
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم