بقلم : هاشم الخالدي
ما زالت أصداء الغش في إمتحانات التوجيهي تصم الآذان.
يقال بأن بلدة الشجرة في الرمثا شهدت غشاً فريداً من نوعه إستخدمت فيها مآذن المساجد لتلقين طلاب التوجيهي في القاعات الاجوبة الصحيحة حول أسئلة "ضع دائرة".
في مأدبا... إنتحال شخصية طلاب ، ومافيات تقود عملية الغش وسماعات "بلوتوث" تباع بـ200 دينار وأجهزة خلوية مفتوحة بين الطلاب داخل القاعه وأصدقاءهم وأشقاءهم الذين ينقولون لهم الاجابات من خارج القاعة.
وآخر ما آخر كما قيل ... في السلط أو المفرق... سماعة بلاستيكية "لاقط لحمي" بحجم حبة العدس تباع بـ500 دينار لطلاب التوجيهي تضمن النجاح؟!
هذه القضايا حدثت قبل أيام ومنها ما حدث في العام الماضي... حتى نكون أكثر مهنية!.
ماذا يعني ذلك؟!
سؤال يحتاج غلى اجابة.
انها الفوضى وقلة الهيبة التي أصبحت سمة لوزارة التربية ولصفة المعلم بكل أسف.
أذكر عندما كنا صغاراً، كنا نلوذ بالفرار والإختباء خلف السيارات المصطفه على جنبات الشارع لمجرد أن أستاذاً مرمن الحارة التي كنا نلعب الكرة في شوارعها.
هل تعتقدون مثلاً أننا كنا نلعب الكرة في ملاعب مانشستر مثلاً؟.
نعود للهيبة... ما غيرها؟!.
اليوم تبدلت الحياة وأصبح معلم المدرسة ومراقب القاعة عدوا يجب الإطاحة به... أو تقليل هيبته، وحتى مسح كرامته... إذا لزم الأمر، لأن النتيجة معروفة.
هل تودون معرفة النتيجة.
هي بطبيعة الحال مؤلمة.
وزارة التربية تحاول دوماً التملص من المسؤولية.
أقارب المعلم ينصحونه بالإنصياع للصلح العشائري مع ذوي الطالب بحجة أنه "بدناش مشاكل مع العشيرة الفلانية" وأقارب الطالب الفلاني.
أما الأجهزة الامنية فهي مشغولة بالحراكات والمسيرات والاعتصامات ويهمها "ضبضبة" أي طابق خارج هذا الاطار.
امام وزارة التربية... فحدث ولا حرج.
تنظر دائماً الى قضية الغش في الامتحانات على أنه إشاعة مغرضة، ثم تنسج إتهاماً آخر لوسائل الإعلام وتتهمها بالتهويل... وربما خيانة الوطن.
بعد برهة... وحين تتأكد وزارة التربية ووزيرها بأن عمليات الغش قد تكون صحيحة؟!.
يصدر الوزير كما سلفه وكما سلفه السابق خبراً مفاده أن الوزارة قررت تشكيل لجنة تحقيق في عمليات غش مفترضة.. لاحظوا كلمة مفترضه... في امتحانات التوجيهي بحيث يتضمن البيان التهديد بالويل لمن يثبت أنه متورط بعملية الغش.
بالطبع فإن الوزارة تعلم علم اليقين أن قضية تشكيل لجنة تحقيق هي فقط من أجل إمتصاص غضب الأهالي الذين سرعان ما ينسون القضية بعد إنتهاء الإمتحانات.
بالمناسبة... لا أدري لماذا تراهن الحكومه دائما على نسياننا.
ربما يخرج الآن من سيكذبني؟!
سأثبت له بالدلائل؟
أبان حكومة سمير الرفاعي "غير المأسوف على رحيلها" إجتاحت المملكة فضيحة تسرب أسئلة التوجيهي في عهد وزير التربية الأسبق خالد طوقان الذي إعترف أخيراً بالفضيحة وقام بتشكيل لجنة تحقيق؟!
السؤال؟!
ماذا قررت لجنة التحقيق، ولماذا لم يعاقب كبارمسؤولي التربية ولماذا الصقت التهمة بالصغار؟!
لماذا تتغاضى وزارة التربية عن الإعلان رسمياً وعلنياً عن نتائج عشرات من لجان التحقيق التي يشكلها وزرائها المتعاقبون؟!
بالأمس... تلقيت إتصالاً جارحاً من صديق قال لي ما حرفه: "ما ذنبي أن أربي إبني على الفضيلة وأدفع عليه "دم قلبي" ونصف راتبي لأعلمه في أحسن المدارس، وأسهر أنا وزوجتي ليل نهار لمتابعة دروسه، ثم يأتي عابث إشترى أيقونة بلوتوث أو سماعة لاسلكية فيسجل له نجاحاً باهراً في التوجيهي ويستحوذ على مقعد أبني في الجامعة؟.
أنا منحاز لهذا الأب الذي تحدث لي بلغة العاتب المقهور ، وأعتقد جازماً أن وزارة التربية شخصياً يتحمل المسؤولية الأخلاقية والرسمية عن هذه الفضيحة.
اذا ... أنا بإنتظار أن يتقدم الوزير كما في الدول الأجنبية، فيقدم إعترافاً بالذنب عما حدث ويترك لمجلس الوزراء أن يتخذ ما يراه مناسباً بحقه.
هذا قد يحدث إذا كنا دولة محترمة تحترم أبنائها وتحترم شعبها.. فهل يفعلها الوزير.
أنا بالإنتظار... فلا تجعلوني أغير نظريتي عن الدوله التي يفترض ان تحترم شعبها؟!
الكاتب مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com