06-01-2013 09:12 AM
بقلم : د. محمد حسن العمري
بغياب وجود إي استطلاعات \" محكمة\" للرأي العام الأردني ، قبيل أيام من الانتخابات التشريعية ، فان الاستناد إلى المناخ العام يبقى قابلا للمفاجأات ، وفي حدود ما أتوقعه واستقراء التاريخ البرلماني الأردني ، فان حزب الوسط الإسلامي الذي ظل مغمورا حتى إعلان تشكيل الكتل \"المرحلية\" سيحقق بالمعطيات المرجحة فوزا بإرث \" الإخوان المسلمين \" أو واجهته السياسية جبهة العمل الإسلامي ، حيث قررت الأخيرة رسميا مقاطعة الانتخابات..!
تمتلك هذه الكتلة اليوم فرصة للفوز كواحدة على اقل تقدير من \" الأربع الكبار \" التي تتنافس على حصد \"كوتا \" القوائم النسبية من جملة مقاعد المجلس ، وفي هذه الانتخابات تحديد لا يمتلك أي من أعضاء الكتلة فرصة بالفوز فيما لو ترشح منفردا على المقاعد المحلية .
يتزعم رأس القائمة النائب الاسبق، و لعدة دورات الدكتور محمد احمد الحاج ، الذي دخل المجلس لأول مرة عام 1989 ضمن قائمة المرشحين \"الثلاثين\" و التي فازت بالجملة ، ولم يخسر منها سوى ستة مرشحين ، يومها ، ولم يكن وجود الحاج بعد ذلك الا فيما كان يعرف يومها \"بالنصف الشرعي!\" ، من نواب الإخوان المسلمين حيث فاز نحو نصف أعضاء القائمة من \"أساتذة الشريعة ولم يكن لهم اي حضور سياسي في المجلس الا في \"التصويت \" وكانت هيمنة الحاضرين من الإخوان وقتها المهندس الازايدة و المفكر العظم واستاذ الاقتصاد العكايلة ، وظل النصف \"الشرعي \" حاضرا غائبا ، ومنهم الدكتور الحاج الذي عاد وترشح مع المسمى الجديد جبهة العمل الإسلامي عام 1993 ، وتفوق عليه \" استاذ الشريعة الآخر \" بسام العموش الذي ترشح للمرة الاولى وسجل حضور واضحا يومها ، لكنه اي الحاج تفوق على قرينه الشيخ ذيب انيس فجاء في المرتبة الوسطى ، ومع بروز جيل جديد للاخوان في انتخابات 2003 بعد مقاطعة عام 1999م عاود محمد الحاج عام 2007 وانشق عن الإخوان مخالفا سقوطه في الانتخابات الداخلية الاخوانية ، فترشح منافسا للمرشح الاخواني جعفر الحوراني في الانتخابات التي اعتبرها المركز الوطني لحقوق الانسان تجاوزت اختراقاتها الحد الادنى للنزاهة ، واعترفت الدولة رسميا بتزويرها بعد ذلك ، فاز محمد الحاج على جعفر الحوراني بفارق 1600 صوت ، وكان الحاج جاء ثانيا بعد ان تخطاه المرشح منصور الدعجة الذي حصل على 8000 صوت \" عدا ونقدا!!\" بلا زيادة او نقصان وهو حالة \" طريفة \" مما سجلته الاختراقات يومها ، و كان الشائع يومها ضمن الاعلام المحلي المتابع ان قوى معينة استهدفت دعم المرشح الحاج المنشق ، لإسقاط مرشح الإخوان حال ما حصل ببقية المحافظات ..!!
وفي ذلك المجلس ، مارس الحاج دور \"النائب \" الخدماتي الذي سجلت له مداخلات كثيرة يتحدث عن شوارع و مدارس و متطلبات معيشية تخص اللواء ، ولم يطرح نفسه كزعيم وطن او قائمة كالحالة التي فرضتها عليه الانتخابات اليوم.
و كانت اخر انتخابات جرت عام 2010 وقاطعها الإخوان وترشح الحاج منفردا بنسبة نزاهة اعلى من انتخابات 2007 وفق تقارير المركز الوطني ، منى الحاج بخسارة ثقيلة حيث حصل على نحو 1700 صوت لا غير ، وتخطاه مرشحين يتقدمان للمرة الاولى هما محمد عوده ومحمد جبرين ، والذي يجعل فرصته اليوم خارج القوائم ضمن هذه الحسابات .
ويأتي الاسم الثاني في القائمة الدكتور مصطفى العماوي الذي فاز عام 2003 عن دائرة المزار الشمالي بنحو الفي صوت فقط ضمن تشرذم عوائل اللواء الكبرى ، ولم يعرف في حدود ما نعلم اي توجهات إسلامية ايدولوجية للعماوي يومها ، وقد طارده في تلك الانتخابات مرشح جبهة العمل الإسلامي محمود ابوالعيلة بفارق مائتي صوت وتشتتت اصوات بلدة المزار البالغة 5 الاف صوت بين اربع مرشحين من عائلتي الجراح والشرمان وتشتت اصوات عائلة العمري البالغة 4 الاف بين اربعة مرشحين كذلك ، وفي انتخابات 2007 خسر العماوي خسارة بفارق الضعف امام الدكتور عصر الشرمان مرشح عشائر المزار والذي دفعه الى عدم الترشح عام 2010 حيث فاز مرشح اجماع عشائر العمري الدكتور بسام العمري، وهو الوضع القائم اليوم الذي يعتبر فرصته بالفوز في هذا اللواء ضربا من التنجيم..!
اما الدكتور الصيدلاني زكريا الشيخ ، الاسم الثالث في القائمة ، صاحب قناة ومجموعة الحقيقة الدولية ، فهو الأكثر اثارة للجدل لدى القواعد الإسلامية المهيمن عليها من الإخوان المسلمين ، فالاول الدكتور الحاج نائب سابق و منشق بعد ذلك ، والعماوي ليس له حضور اسلامي منظم يذكر ، فيما يعتبر الشيخ بقناة الحقيقة الدولية البوصلة التي يعتبرها الإخوان المحرض عليهم في الشارع العام ، حيث استقطبت القناة بمشروعها الخدماتي جمهور عريض ، وتستخدمه بذات الوقت للتعرض إلى أخطاء الإخوان المسلمين والتلويح ضدهم ، و في جملة اتهامات كثيرة تبادلها الإخوان وقناة الحقيقة ، يخيل إلي أنها انتهت بعدم خوض الإخوان لهذه الانتخابات ، تسجيلا وترشيحا \" وتحليلا \" و \" حتى التعرض لها \" باعتبارها خارج حسابات الربح والخسارة لدى الإخوان.
***
في عام 1995 ، عندما ترشح الراحل محفوظ النحناح في الانتخابات الرئاسية الجزائرية حصل على اكثر من 3 ملايين صوت ، والذي لم يكن لحركته اي حضور عندما اكتسحت الجبهة الاسلامية للانقاذ انتخابات عام 1990 وابطلها الجيش واغرق البلد في فوضى ، لكنه أسس حركته في غياب الكتلة السياسة العظمى الإسلامية في الجزائر ففرض وجوده في غياب ما يسميه اهل الرياضة \" اصحاب الارض والجمهور \" ، وهو ما تسعى له كتلة الوسط الإسلامي ، و التي لا اعتبرها اليوم كتلة حزب سياسي بقدر ما هي كتلة يسعى أفرادها لتحقيق فوز \"ممكن \"ضمن المناخ الواقع و بمظلة أكثر من 50 كتلة ، لا تمتلك فرصة للمنافسة وتهيمن كتلتين لرموز \"الحكم \" على معظم فرص الفوز الأخرى .
ضمن هذه المعطيات ، وضمن نشاط مكثف تعتمده هذه الكتلة بالاستعانة برموز إسلامية عتيدة للترويج لها ولبرنامجها الانتخابي ، و الاستفادة من التسجيل الجيد للانتخابات ، والذي يعني ان هناك متعاطفين كثر ، مع الفكرة الإسلامية سيدفعم الفراغ السياسي الذي تتركه جبهة العمل الإسلامي الى دعم مرشحين بشعارات وآراء إسلامية واسلاميين مستقلين ، قد تكون كتلة الوسط الإسلامي هي الخيار الوحيد ضمن الكتل المترشحة والذي يؤهلها على اقل تقدير لسحب رأس الكتلة الى مجلس النواب ، في فرصة ما كان يمكن ان يحققها منفردا ، وتظل الكتلة مؤهلة لإيصال بين نائبين أو ثلاثة آخرين الى القبة كذلك..!
يدفع ذلك أيضا رغبة رسمية ، بالإبقاء على الصوت الإسلامي حاضرا ، لتسويق الانتخابات ، وتحقيق هدف كسر احتكار جبهة العمل للصوت الإسلامي..!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-01-2013 09:12 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |