سرايا - سرايا - كلاشنكورة فقرة شبه يومية يقدمها موقع أبوظَبي الرياضي ضمن سلسلة هاتريك، فقرة تنتقد بعض التصرفات في عالم كرة القدم وتتوقف مع بعض التصريحات المبالغ فيها.. فقرة هدفها الابتسامة، لكن في الوقت نفسه التحليل.

تعمدت الصمت عن هذه المسألة مؤقتاً، فقط لأعرف إلى أين ستصل، وما يدور خلف الكواليس..

كاسياس احتياطي، يا للغرابةَ! الرجل الذي طلب الملك التقاط صورة تذكارية معه، احتياطي.. إنها إهانة لمدريد، بل إهانة لإسبانيا كلها، حتى إقليم كتالونيا.. أو هذا ما أرادوا أن يظهروه!

الإعلام كله وقف ضد مورينيو، المدريدي والبرشلوني وكل له أسبابه! وأصبح كاسياس بطلاً في كتالونيا حتى تخيلت أنهم سيصنعون له تمثالاً يضعونه في برشلونة قرب تمثال كولومبوس، أو حتى بدلاً منه!

وعرفنا أن الصحيفة المدريدية الأكثر هجوما على مورينيو انخفضت مبيعاتها، لأن مورينيو اقتلع جذورها في الفريق، وجفف منابع أخبارها الحصرية المسربة! وكما قال الصحافي رودريغو مانريكي: “الصحف الإسبانية ترغب فقط في التخلص من مورينيو.. هذه الصحف تجارية، وهي تريد إقالته بعد أن حرق كل مصادرها في غرف الملابس”، مورينيو مستعد لحرق غرفة الملابس نفسها ليفوز!

أما البرشلونيين فكان هدفهم الإطاحة بمورينيو الذي سبب لهم قلقاً كبيراً، حتى قال كاتب سيرة غوارديولا إن لون غوارديولا كان يتغير بذكر اسم مورينيو! البرشلوني كرويف قال: “حارس المرمى لا يفقد منصبه بين ليلة وضحاها”! يا رجل، ملوك ورؤساء طاروا في ليلة.. من دون حتى ضحاها!

أما مورينيو فقال بهدوء بعد خسارته من ملقه: “استبدال كاسياس كان قرار فني، في رأيي آدن أفضل من ايكر حاليا”! وأضاف بعد أيام: “بالنسبة لي الرمز هو مدريد، والمدرب يجب أن يفعل دائماً ما هو الأفضل لفريقه، رسالتي إلى كاسياس: بدلاً من التفكير في ما فعله في الماضي، عليه التفكير فيما يريد القيام به غداً”! إذاً، هي ليست مؤامرة على الإسبان لصالح البرتغال، أو قصة العميل السري جيمس بوند الذي زرعه مورينيو في الفريق!

بالهدوء نفسه كان رد القديس كاسياس: “أنا بخير، سأعمل على الفوز بثقة المدرب من جديد”، أي أنه قرر النظر إلى الغد كما طلب منه. وحين سيعود كاسياس إلى مستواه المعهود قريباً، أو سيحدث شيء لصالح الفريق، سنعرف أن مورينيو كان محقاً.. وإن كان مارادونا هو “كرة القدم” كما قال مورينيو نفسه، فأنت يا مورينيو أفضل من لعب بها!

هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إطلاقاً إلى الانتقاص من قدر أي طرف من أطراف اللعبة.

(admcsport)