06-01-2013 02:09 PM
بقلم : الدكتور شفيق علقم
متغيرات وعوامل تؤثر على الناخبين والانتخابات
قال له جليسه وهو يحاوره ، ( وكنا بين جمع غفير في مقر انتخابي) .
ما اخبار الانتخابات في منطقتكم ؟ اجاب : ثمة تنافسات شديدة ، حتى بين ابناء العشيرة الواحدة !! قال الجليس: كيف وكلكم ابناء عمومة واقارب ؟ قال :هناك ثلاثة مرشحين وكلهم شيوخ وابناء شيوخ ، لم يقتنعوا او يريدوا الاجماع على مرشح واحد ، قال : اذن فاللعبة عشائرية بامتياز في منطقتكم على الاقل ، قال : نعم يا اخي.هذا معروف منذ زمن بعيد.
ان اهم العوامل والمتغيرات والمؤثرات التي تنتاب رأي الناخب وتشغله في هذه الايام عند الادلاء بصوته ، هي الانتماءات العشائرية والولاءات للقبيلة، اذ لا يزال الناس في الاردن يعيشون في تجمعات سكانية صغيرة او كبيرة، تتيح المجال للاحتكاك والتواصل العشائري والقبلي ، بل ثمة مجلس لكل عشيرة او قبيلة يتردد عليه ابناؤها وكأنه بيتهم ، مما يزيد التلاحم والتعاضد ،ويقوي العصبية العشائرية والنزعة القبلية !! وتختلف شدة هذه النزعات والعصبيات بين اقاليم المملكة ؛ فهي تزداد في اقليم الجنوب ؛ حيث سمة البداوة ، كما تزداد في اقليم الشمال حيث الطابع الريفي والقبلي ، اما اقليم الوسط ذو الخصائص الحضرية ؛ فتقل فيه هذه الانتماءات العشائرية ،وتظهر فيه بعض الانتماءات الحزبية إلى حد ما ، ومما يحد من هذه النزعات والانتماءات ، المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي للناخبين ،حيث يتناقص التأثير العشائري على الناخبين مع ارتفاع مستواهم التعليمي ، مع ان ثمة اعتقاد يسود بان نسبة مرتفعة من الناخبين وعلى الرغم من التقدم الثقافي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشونه لا يزالون يمنحون الولاء العشائري اهمية اكبر ، لان ثمة معتقدات وافكار يؤمنون بها تدفعهم لاثبات الولاء والانتماء للعشيرة ، فقد اصبح الولاء العشائري ولاء اتوماتيكيا عند بعض الناس ،وهو اقرب إلى الثبات من الولاء الحزبي الديناميكي .
ان كثيرا من الدراسات السيسيولوجية والديموغرافية توصي بعدم تسييس المؤسسة العشائرية ؛لان ذلك يسهم في تعزيز الاقليمية والعصبية ، ووصول نواب غير اكفياء إلى قبة البرلمان ، الذي كان في يوم من الايام برلمانا عشائريا قبليا بامتياز ؛ حيث سيطرت عليه العشائرية ممثلة بشيوخها ووجهائها بنصيب الاسد من اعضائه ، وذلك منذ تأسيس هذه المجالس وحتى عهد قريب.
ويرى بعض الناس، ان العودة إلى المجتمع العشائري هو تراجع إلى ما كانت عليه البلاد قبل الاربعينيات من القرن الماضي، وان الروابط العشائرية والعائلية هي تعصب لا يلائم عصر الدولة الحديثة ، والولاء العشائري هو ولاء اعمي( وما انا الا من غزية ان غزت غزيت وان ترشد غزية ارشد).بينما يرفض اخرون تصوير العشائرية على انها عودة للتخلف والرجعية واعادة البلاد إلى العصور القديمة التي سبقت عصر الدولة والمؤسسات والقانون .
اما العشائرية في المنظومة السياسية الحديثة، فهي نقيض الحرية والديموقراطية، لانها تشكل عائقا امامها عبر اختزال الفرد إلى مجرد صوت اضافي يصب في مصلحة مرشح العشيرة، وهو ما يفسر النظرية الاجتماعية، او النموذج الاجتماعي، او نموذج السلوك الجماعي، وليس الفردي لافراد المجتمع، دون الاهتمام بالفروق الفردية داخل المجموعات الاجتماعية الكبيرة؛اذ يصوت الناخبون حسب هذه النظرية لصالح الفئة او العشيرة التي ينتمون اليها دون الالتفات إلى مصالحهم الشخصية.
وهناك متغيرات وعوامل اخرى تؤثر في رأي الناخب ، وتقلق باله في هذه الايام حتى وهو في طريقه إلى صناديق الاقتراع،ومنها :-
- نمط التصويت او الاقتراع الانتخابي ،ونمط فرز الاصوات واحتساب المقاعد ، حيث عرضت "مستقلة الانتخابات" ثلاثة انماط دولية تتعامل معها ،كما استعانت بخبراء وقانونيين دوليين في الشان الانتخابي.
- صفات المرشح الشخصية التي يمكن ان تتحقق للناخب ،ومن اهم الصفات الشخصية للمرشح التي تؤثر على الناخب جنسه (ذكر او انثى) ، وعمره وحالته الاجتماعية، ومستوى ثقافته ومهنته وديانته، والسمعة الطيبة والاخلاق الحميدة والالتزام الديني ، وتمتع المرشح بمكانة عالية في المجتمع والدولة والمكانة العلمية العالية .
- التأثر براي العائلة والاقارب
- التأثر بالبرنامح الانتخابي للمرشح ومدى تأثيره على الناخبين واقتناعهم نه وواقعيته.
- اثر التنظيمات الحزبية، فالاحزاب لدينا غير واضحة، فليس لها تأثير كبير على الناخب ؛ فهي حديثة العهد نسبيا ؛وذلك بسبب القيود التي كانت فرضت عليها وعلى تأسيسها ، وافتقارها إلى ايدولوجيات مقنعة، ربما باستثناء بعض الاحزاب الدينية التي تميزت بالتنظيم ووضوح المبادىء والاهداف ، فباستثناء حزب جبهة العمل الاسلامي ذي الايدولوجية المقنعة والتنظيم الدقيق والعمل الجاد ، اماغير ذلك فان احزابنا لم تصل إلى النضوج الفكري الذي يستقطب الاتباع والمؤيدين بين افراد المجتمع ، فبسبب غياب التنظيم الحزبي عن الحياة السياسية
لم تكن الاحزاب السياسية قادرة على مواجهة الجماهير باهدافها غير المتبلورة وغير المقنعة احيانا .
- تأثير الاعلام الرسمي وغير الرسمي بشتى وسائله ، حيث يمكن ان يؤثر على راي الناخب بشكل كبير.
- تأثير المصلحة المشتركة بين المرشح والناخب حيث حلت مكان العلاقة الشخصية وتلبية طلبات الناخب .
- غياب جماعة الاخوان المسلمين وحلفاؤهم عن الساحة ، اذ يمكن ان يؤثر على الانتخابات بشكل معين، وعلى احجام عدد كبير من الناس عن التصويت، بسبب انهم لم يحصلوا على بطاقات الاقتراع .
- توقيت الانتخابات، حيث تقرر اجراؤها في ابرد اشهر السنة، في فصل الشتاء (في المربعنية) حيث سيؤثر الطقس البارد على خروج الناس لمراكز الاقتراع ،مما قد يؤثر على نسبة الاقتراع قياسا بنسبة التسجيل.
- انقسام آراء المجتمع الاردني والنخبة السياسية.
- اوضاع الفساد والمفسدين.
- قرب المرشح من الناحية المكانية والجغرافية.
- الاوضاع المعيشية وارتفاع الاسعار الحاد وقلة الدخل للمواطن الاردني.
- عدم تجاوب دول الخليج مع طلبات المساعدة المالية والنقدية للاردن.
- تراكم الاوضاع الاقتصادية الصعبة
ومع ذلك يظل الوطن هو الاغلى ، فالادلاء بالصوت امانة يسأل عنها حاملها ، ويحاسب عليها ،وهي ايضا واجب وطني مقدس يجب القيام به من اجل الوطن الطيب.
الدكتور: شفيق علقم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-01-2013 02:09 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |