06-01-2013 02:21 PM
بقلم : علي الحراسيس
حالة من الاغتراب يعيشها المواطن الأردني في ظل حملة انتخابية "مسعورة " عنوانها صراع الأقويا واغنياء وطبقة الفساد ، تغيب عنها رموز وطنية وسياسية حقة ساهمت ببناء الوطن ودافعت عن مكاسبه وهويته .
اقول صراحةهنا ، ان المتنقل بين شوارع عمان يشعر لوهلة ان ما يجري هو انتخابات مجلس ادارة غرفة تجارة او صناعة عمان ، وما بين يافطة تاجر وتاجر تجد هناك يافطة لفاسد يجمع الناس أنه فاسد تاريخا ونهجا وسلوكا وحالة ،وان ما يطرحه من برامج وشعارات ماهي إلا إكذوبة اعتادها وأبدع بها ، لكن النظام يغض الطرف عن تلك المهازل بغية استكمال مخطط الإجهاز على ما تبقى من الوطن من قوة ، وإلا كيف لنا أن نصدق أن من يبحث ويعمل لرفعة الوطن وإخراجه من أزمته السياسية التي يعيشها منذ أعوام قد يقبل بتلك الحالة التي تعيشها البلاد .
برامج الغالبية من المرشحين تبحث في استقطاب الصوت الفلسطيني ومغازلته بالحديث عن تحصيل حقوق سياسية وتوزيع ديموغرافي لمقاعد النواب ، وكذلك تجنيس ابناء الأردنيات ،وتلك شعارات يدرك البعض أنها لابد أن تدغدغ عواطف تلك الفئة ،ولكنهم لا يعلمون أو يعلمون ان كل ذلك يصب في مصلحة المشروع الاسرائيلي التوسعي ورفض والغاء حق العودة وبناء الدولة التي حلم بها شعب ضحى باكثر من 250 الف شهيد لتحقيق الحلم .
مرشحون اخرون يعلنون وبكل سذاجة أنهم سيخرجون النفط والذهب والالماس ويحاربون الفساد ، , واخرون يستعينون بالقرأن العظيم كي يسوقوا انفسهم على انهم دون الناس إيمانا والتزاما ،فيما يغامز البعض الشباب كذبا بالحديث عن الآف فرص العمل التي سيجلبها لهم حال دخوله البرلمان ! أي أن الحاجات المطلبية التي لا علاقة للنائب بها لا من قريب ولا بعيد وكانت ترسخت لعقود مضت ولازالت تعيش في عقول المرشحين وحتى الناخبين ،ولم يتحدث الغالبية منهم عن دوره الرقابي والتشريعي وحماية الوطن ، إذ يخجل الغالبية منهم في الحديث عن دور وطني يكرس الهويّة الأردنية ويحول دون إضعافها ،ولا يتطرقون ابدا لمؤامرات الكونفدرالية او الوطن البديل ! وتلك طامة ومصيبة تجعلنا نشعر اننا لسنا في وطن يواجه كل اشكال المؤامرات على هويته ووجوده ، فكيف لي أن ابارك انتخابات يخجل البعض من الاعتراف بهويته الوطنية واعتزازه بها !!
مثقفون وساسة غابوا عن المشهد ، واقتصرت الحملات على تجار وفاسدين واصحاب اسبقيات جرمية ارتكبوها بحق وطنهم ،وبالتالي سيغيب منهج تشريع قوانين حماية المكتسبات الثقافية وتطويرها وغابت معها برامج تطوير وحماية التعليم الذي يتعرض هو الأخر لحملة تشويه وفضائح يكرسها النظام حتى في ذروة امتحان الشهادة الثانوية العامه خدمة لبعض اصحاب الجامعات الخاصة ،كيف لا ، والهوية الأردنية وثقافة شعبنا والتعليم خاصة معرضة لمؤامرات تحيط بها ، فهل كان "عراب " القانون يبحث في تحقيق هذه المسألة وإبعاد مثقفينا عن المجلس والحيلولة دون وجود دور ثقافي بارز يدافع عن الوطن ومكاسبه ويحول دون ضياع الهوية ! فتدمير التعليم كما يجري الأن هو مقدمة تدمير ثقافة وقيم شعبنا بكل تاكيد !
عدد كبير من نواب المجلس السابق اعلنوا رغبتهم بتكرار التجربة ، وعلى نفس الموال والطريقة ، اعلانات الدفاع عن الوطن وتحرير القدس ومجانية التعليم ومحاربة الفساد ،بالرغم من ان ايديي غالبيتهم لازالت ملطخة بقذارة ممارساتهم وتصويتهم الذي حال دون محاسبة غالبية من يطالب الشعب محاسبتهم واجازظوا قوانين تكميم الأفواه والملاحخقات واغتيال الشخصيات وغيرها من القوانين العرفية ، فبأي عين كما يقال يعاودون الكرة ! اولم يفعلوا ما فعله نيرون واحرقوا كل أوراقهم امام الله والناس وخانوا أماناتهم وضمائرهم !
يبدو أن الحملات الانتخابية وشخوصها ليسا إلا انعكاس لحالة الترهل والضعف والهوان الذي يعيشه الوطن ، وحالة يكرس النظام وجودها غير عابيء بما ستؤول اليه الحال في ظل تلك الزمر التي ستقود سلطتنا التشريعية ،والطامة ستكون اكبر لو كلف البعض منهم بتشكيل حكومة برلمانية ..وحينها سنقول بكل صراحة ..عظم الله أجر الأردنيين .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-01-2013 02:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |