بقلم : غالب احمد عبد القادر راشد
غالب احمد عبد القادر راشد:
كثيرة هي الأسباب التي ينادي بها المناوئون لسوريا ونظامها والتي دفعتهم الى إعلان ( الجهاد المقدس ضدّها ، فالنظام ضدّ إرادة الشعب ويمارس بحقه كل أشكال القمع والتنكيل ، إنه نظام عدو للإنسانية والحرية والديمقراطية .
كل من يقف إلى جانب سوريا وضدّ نظامها يريد الحياة الفضلى للشعب السوري ويريد أن تصبح سوريا واحة للحرية والدمقراطية ، ولكنّهم - للأسف - أغفلوا أهم الأسباب التي من أجلها يجب أن يسقط النظام ، بل يجب اعدامه أسوة بالنظام العراقي السابق
1- إن اولى هذه الأسباب التي يجب أن يتكاتف من أجلها القاصي والداني وتجيّش لها الجيوش وتستصدر من أجلها القرارات من مجلس الأمن تحت البند السابع تتمثل في أنّ النظام السوري استطاع - وللأسف - أن يقضي على ما يعرف بالتاءات الثلاثة : التبعية والتجزئة والتخلف .
فالجريمة التي لا يمكن أن نغفرها لسوريا ونظامها أنّها لا تدور في فلك امريكا وأعوانها ، ولا تقبٍّل الأحذية قبل الأيدي لطلب المساعدات والمعونات والهبات ، واضفاء الشرعية على شرعية نظامها . ولأنّ سوريا ضدّ العرب ومشاريعهم الوحدوية وأهدافهم القومية ، ولأنّها الصخرة التي تتحطم عليها أحلام الوحدة العربية وقفت ضدّ تجزئة البلاد والعباد على امتداد الوطن العربي ؛ فدعمت المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق ، ووفرت لهاالملاذ والملجأ ، وأمدّتها بكل مقومات الصمود ،
وسوريا في موقفها هذا تستحق منّا كل العقاب .
2- والسبب الثاني الذي يوجب اسقاط سوريا ؛ أنّها استطاعت بنظامها أن تقضي على الجهل والتخلف وتحقق نهضة حضارية في شتّى الميادين والمجالات العلمية والاقتصادية والتعليمية ، فالجامعات السورية - ذنبها - أنّ الطلبة من جميع أنحاء العالم يأتون لينهلوا من علومها ويرتووا من معارفها ، وبالتالي حقّق النظام البنية التحتية الخصبة والقوية للتقدم والازدهار والرقي .
3- أما ثالث السبع الموبقات فسوريا لم تلجأ لصندوق النقد الدولي لرهن إرادتها ومصادرة استقلالها للحصول على القروض والتسهيلات المالية ومن ثم الانصياع لشروطه وإرادته ، وبدلا من ذلك حققت الاكتفاء الذاتي الذي حقق لها الاستقلال الاقتصادي الذي به تقاوم ؛ فالمواطن السوري لم يقف يوما في طوابير أمام المخابز للحصول غلى عدد من الأرغفة ولم يعاني من رفع أسعار المحروقات وقلة اللحوم وندرة الخضار ولم يعاني مرة من شبح المجاعة وجحيم الامراض .
إنّها سوريا الغنية بثرواتها ومواردها الطبيعية والبشرية فلنسرع في تدميرها والقضاء على نظامها .
4- ورابغا ، إن النظام السوري - الطائفي - البعثي صاحب شعار " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " فعلها يوما وأعلن الحرب على اسرائيل دون إذن مسبق من امريكا وحلفائها ، فعلها في حرب تشرين عام 1973 واستطاع بامكانياته أن يلحق الخسائر بالجيش الذي لا يقهر وأن يحرر جزءا من الأرض المحتلة . فعلها النظام السوري في يوم الغفران فأنّى لهذا النظام من غفران ؟ وعليه أن يضع نصب عينيه ما آل إليه مصير شقيقه البعثي في العراق حين أقدم على قصف وكر الدبابير السامة في تل أبيب عام 1991
5- وخامس الأسباب التي تجعل الكلّ يطالب بالاسراع في تحرير سوريا هو أن النظام من أنظمة الممانعة والتطرف القومي وضدّ محور الانبطاح والاعتدال ، فلم يسعى لتوقيع معاهدة استسلام - عفوا - السلام مع الكيان الاسرائيلي فيتحقق حلم إقامة شرق أوسط جديد يكون فيه العرب أحرار بأزياء عبيد .
لقد دأبت سوريا على الممانعة ففي كلّ حروب العرب مع اسرائيل كانت سوريا آخر الموافقين على وقف اطلاق النار والقبول بالهدنة . فأنّى لها المغفرة على هذه الجريرة ؟
6- وسادسا : إن سوريا لازالت تمتلك جيشا قوميا عقائديا اسمه الجيش العربي السوري قادرا أن يحمي الأرض ويذود عن العٍرض ويلبّي النداء عند الحاجة ؛ فلابد من تدميره وحلّه وتفتيتته أسوة بالجيش العراقي حتى لا يبقى في المنطقة غير جيش الاحتلال الغاصب .
7- أما سابع الموبقات التي يجب أن تفتت سوريا ويسقط من أجلها النظام هي أن هذا النظام ( الديكتاتوري ) لا زال يمدّ يد المصالحة والحوار لكلّ من يريد لسوريا وشعبها الخير والفلاح ، يمدّ يده لكل من وقف ضدّه وأسرف في غيّه ودون أن يفقده ذلك شرعيته التي تزداد يوما بعد يوم
وبعد .كل التحية والتقدير للشعب السوري الشقيق والخزي والعار لكل من سوّلت له نفسه بالتأمر وبالاعتداء على سوريا وأمنها