07-01-2013 10:50 AM
سرايا - سرايا - عمان - تستعد أندية دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم، لانطلاق منافسات مرحلة الاياب اعتبارا من يوم الخميس المقبل 10 كانون الثاني (يناير) الحالي وحتى يوم الاحد 5 ايار (مايو) المقبل، الذي سيشهد تتويجا لبطل الدوري في الموسم الحالي.
وعكفت الاندية الممتازة خلال الفترة الماضية على خوض سلسلة من المباريات الودية مع بعضها، بهدف تجريب عدد من اللاعبين الشباب والبدلاء والمحترفين الجدد، ممن قامت باستقطابهم خلال فترة القيد والتحرير الشتوية التي تنتهي يوم الأربعاء المقبل.
وكشفت الايام الماضية عن تواضع فترة التحضير، المرتبطة ارتباطا وثيقا بالقدرات المالية للآندية، وحدثت حالتي "اضراب" عن التدريب بشكل غير معهود، بدأها لاعبو الفيصلي وأكملها لاعبو العربي، احتجاجا على عدم دفع مقدمات عقودهم ورواتبهم الشهر ومكافآتهم الموعودة.
والقت "الضائقة المالية" بظلالها القاتمة على العلاقة بين الاندية واللاعبين، وعلى نوعية معسكرات التدريب التحضيرية، التي تركزت في عمان والعقبة، بعد أن افتقدت الاندية ولاسباب عدة القدرة على اقامة المعسكرات التدريبية الخارجية، التي كانت تقام في سنوات خلت في العراق وسورية ومصر، بل أن الاندية لم تقدر على استضافة اي فريق خارجي لاختبار قدراتها بشكل اكثر جدية.
ولعل مفهوم "الاضراب" فرض حضوره بشكل غير مسبوق في هذا المجال، وهو طبقا للعقد الاحترافي بين اللاعب وناديه يعد حقا مكتسبا، طالما أن النادي أخل بشروط العقد لا سيما ما يتعلق منها بالجانب المادي، بعد أن اصبحت كرة القدم "حرفة" وليست هواية.
وما جرى مع فريقي الفيصلي والعربي يمكن أن يحدث مع بقية الفرق، في حال اصر اللاعبون على اتخاذ قرار جماعي او شبه جماعي او حتى فردي بالامتناع عن التدريب، طالما أن النادي لم يف بوعوده وصرف المستحقات المالية المترتبة للاعبين.وعليه ربما تكون فترة "البيات الشتوي" بمثابة درس لكل ناد يفترض ان يستفيد منه مستقبلا، بحيث يفترض أن يتم استغلال تلك المساحة الزمنية بشكل افضل، من حيث نوع وكم المباريات التجريبية، وكذلك من حيث نوعية اللاعبين المحترفين من الخارج الذين يتم التعاقد معهم، وربما يكون المستفيد الاكبر منها، اللاعبون المميزون في صفوف اندية الدرجة الاولى بعد أن انتهت بطولتهم، وبات في مقدورهم اللعب "على سبيل الاعارة" او الانتقال بشكل رسمي إلى اندية المحترفين.
كما يشكل الامر فرصة طيبة لناديي الحسين اربد والشيخ حسين، لمعرفة قيمة "فاتورة الاحتراف" قبل اقتحام هذا المجال في النصف الثاني من العام الحالي، عندما ينطلق الموسم المقبل 2013-2014، ذلك أن كلفة الاحتراف تبدو عالية، ولا مجال لترديد مقولات انتهت إلى غير رجعة بدخول الكرة الأردنية عصر الاحتراف، لأن "الولاء والانتماء" للنادي، لن يكون بديلا للاعب عن راتبه الشهري او مقدم عقده.
وربما يجوز التذكير مرة اخرى بأن مدينة العقبة يمكن استغلالها بشكل افضل للكرة الأردنية، بما يعود بالفائدة على الاندية واللاعبين ومدينة العقبة على حد سواء، والامر يتطلب تأهيل البنية التحتية للملاعب التدريبية، التي يمكنها ان تحتضن تدريبات الاندية في ظروف مناخية افضل مما عليه الحال في مختلف المدن الأردنية وتحديدا العاصمة، ووجود ستاد رياضي بمدرجات تتسع لنحو عشرة آلاف متفرج، سيسهم في جذب اندية عربية واوروبية ايضا لاقامة معسكرات تدريبية وخوض مباريات ودية في مثل هذه الظروف المناخية، طالما أن بقية المتطلبات متوفرة لا سيما الفنادق والطرق والاسواق التجارية والمرافق الاخرى.
والمباراة الودية التي جرت مؤخرا بين فريقي الفيصلي والوحدات لتكريم ذكرى الزميل الراحل الاستاذ سليم حمدان، فرضت واقعا ربما اكد أن المستحيل يصبح ممكنا في زمن الاحتراف، بعد أن ارتدى كثير من نجوم الفريقين قميص الفريق المنافس، وفي ذلك "رغم براءة المشهد" ما يؤكد أن مفاهيم اليوم مختلفة عن أمس، واللعب يكون للنادي الذي يدفع.